Sunday, July 27, 2014

تحتَ ضوء القمر تكمنُ النهايه/ نهايه الافتتان!



قبل السقوط من على الحافه ..!
لمحت شيئاً من هناك !
  نورٌ خافت يومض من بعيد..
عدلت عن رأيي وتقدمت نحوه لأعرف ماهيته ..
تقدمت بخطواتٍ ثقيله يائسه ومتردده ..
حاولت التمعن في ذلك الشيء الذي كان يومض جمالاً..
أقتربت أكثر فأكثر ..
ماباله أنه يبتعد !
ربما يريد مني السير بخطوات أسرع أو ربما لايريدُ مني الأقتراب !
لابئس سأقترب وسأعرف ماهذا ..
لحظه واحده !
هناك أنامل تُمسك بذلك الشيء الغريب اللامع.
أنه يتراجع .. 
ماباله !
- لقد عُدت  
 أنه صوت رجل !
أختفى ذلك النور !
مالذي يحدث !
حاولت الهروب ولعنت تلك اللحظه التي عدلت بها عن رأيي في الإنتحار ..
أستدرت محاوله بذلك الهروب ..
- أنتظري أرجوكِ لاتخافي  ، لن أؤذيكِ.
توقفت فجأه ثم أستدرت نحوه محاوله بذلك رؤيه ملامح ذلك الغريب ..
- من أنت ؟! وماذا تريد ؟
- سمعتك ترددين تلك الكلمات التي أستقرت في نفسي لتهديني الأمان وقراءت كلماتكِ ورأيت حبكِ ، تضحياتك ، صبرك وبحثك الطويل عني .
-ماذا ؟!
-جئت إليك ، لأنتشلكِ من بر الضياع لأخذك إلى هناك حيث الأستقرار والسكينه .
- من أنت ؟
صمت قليلاً ثم قال : أقتربي !
أقتربت منه ثم قال : هاتي يدكِ.
مددت يدي له مع الكثير من التوتر..
أمسك بها ثم أخذ ينظر إليها بتمعن وبعد ذلك أخذها ووضعها على وجنته الدافئه.
كنتُ في تلك اللحظه كالسفينه التي تنتظر مصيرها مع تلك العاصفه ..
كنتُ كتلك الطفله الضائعه التي تنتظر قدرها في ذلك الزقاق المظلم ..
- يدكِ ناعمه جداً..
- حسنُ كف عن كل ذلك وأخبرني من انت !
ترك أناملي ..
أقترب أكثر ..
ثم ..
تبدد الظلام عن ملامحه بأنعكاس ضوء القمر على وجهه و.. 
مهلاً !
رأيت تلك الملامح من قبل ! 
- أنت !
- نعم أنا !
- كيف ذلك ؟! مالذي يحدث هنا !
- لا أريد أن تموت أجمل وأنقى أمرأه في الوجود.
- كيف ؟ أنا لا أصدق عيني !
- بل صدقي .
مد يده لي ..
ثم .. 
تشابكت الأنامل ..
وهبطت الدموع..
ورقت القلوب ..
وأطمئنت النفوس ..
- أنا لا أصدق ذلك ، لا أصدق مايحدث الأن كيف علمت بالمكان الذي أتواجد به!
أفترقت الأنامل ، أقترب من البحر قليلاً ليستنشق نسيمه الجميل ثم قال : هناك من اخبرني ! 
- من ؟
أستدار نحوي ثم أقترب وهو ينظر إلي في إعجاب وعشق ، ونظرات عينيه كانت تشبه  نظراتي إليه كثيراً.. 
نظرات آدمان ..
نظرات عّشق!
نظرات حنان !
أمسك بيدي ووضعها يسار صدره ، فوق قلبه تماماً ثم أردف قائلاً : هذا هو الذي أخبرني !
- كيف ؟
- لايهم ، والأن ارجوكِ كُفي عن العتاب.
ومن دون سابق أنذار قلت ..
- أحبكَ.
نظر إلي في تعجب من ذلك الإندفاع المفاجأ الذي تملكني واستحوذ على عقلي ليجعلني أنطق بتلك الكلمه ..
ارتسمت على شفتيه تلك البسمه الملائكيه التي طالما حلمت برؤيتها من جديد ..
 تقلصت تلك العينين البريئتين و..
- كنتُ ساذجاً حينما غادرت دون النظر إلى الخلف.
- نعم كنت كذلك ، فأنت لم تترك لي مجالاً للتحدث إليك مجدداً.
- سأترك لك المجال الأن ولكن بعد أن أفعل شيء مهم.
- وما هو أرجوك لاتُخبرني أنك سترحل .ا
- سأرحل !
تركت يده ثم أردفت قائلةً : ماذا !
أقترب أكثر وأمسك بكلتا يدي وقال في غضب : لاتتركي يدي مرةً أخرى ثم دعيني أكمل ما أريد قوله دون أن تقاطعيني هل هذا مفهوم ..
أنصاع قلبي لأمره ..
هبطت دمعه مدللهـ تعاتب قسوته هذه..
ارتسمت على شفتي إبتسامه رضى لا أعرف سببها.
ضغطت على يده أكثر ثم قلت : أمرك .
- بالطبع سأرحل برفقتك ألم أقل لك في بداية الأمر أنني قدمت هنا لأنتزعك من بر الضياع .
- أنا تائهه من دونك .
- حسنُ يا..
- أرجوك دعني أكمل ،أريد أن أفك  أسر حديث كثير يكاد أن يُحطم قلبي  ، ارجوك أستمع إلي دون أن تقاطعني.
إبتسمت عيناه ورق قلبه ثم أردف قائلاً : وماذا لو قاطعتك كيف ستعاقبيني ؟!
حاولتُ تقمص دور المرأه الغاضبه ثم قلت :سأغضب !
- كم أتوق إلى رؤيه الغضب وهو يرسم تفاصيل وجهك ، أريد أن أرى غضبك حقاً.
تطايرت معالم الغضب المبتذل وأحمّرت وجنتاي وخفق قلبي حينما سمعت تلك الكلمات التي تشبه البلسم الشافي لكل جروح الشوق الماضيه .. نسيت كل ماحدث .. نسيت آلامي ، كنتُ فقط أطلب من رب العالمين أن لا تكون هذه اللحظه - مجرد حُلم - ولكنني أستيقظت منه فجأه ! حينما أحسستُ بتخلل أنامله بين خصلات شعري القصير المنسدل على كتفي 
- أين ذهبتي بخيالك يا فاتنه ؟
نظرتُ إلى البحر في شرود ثم قلت : لاشيء فقط كنتُ أفكر بالطريقه التي سأعاقبك بها !
- لاتُتعبي نفسك فالغضب لايليقُ بك ولن أُصدقه إن ظهر منكِ فغضبك يظلُ كاذباً في نظري .
تلاقت الأعين ..
ونطقت الأفواه.. 
- أُحبكَ!
- أُحبكِ .
صدقوني لا أعرف كيف نطقت بها ولكنها خرجت من بين شفتي دون أن أشعر بها !
- أنتظر مابجعبتك يا أميره .
تشابكت الأنامل ..
ثم نطقت الأفواه مجدداً.. 
- مابجعبتي هو  أنت !
- ومابجعبتي هو أنتِ !
تقمصت دور الغاضبه من جديد ثم قلت : كف عن أحراجي .
- لن أكف عن ذلك ، لأن الخجل يناسبكِ كثيراً.
- أُحبكَ.
- أعشقكِ يا فاتنه هذه الليله وسيده هذا القمر وملكه هذه النجوم .
زالت تلك البسمه وذهب الخيال بعيداً ليعلن عن لحظه العتاب والسؤال !
- لما تاخرت كثيراً ؟ كنتُ سأغرق في هذا الماء .. كنتُ سأسقط فيه بعد أن اقتنعت بعدم وجود السبيل إليك . أحببتك وأردت المضي معك حتى النهايه .
- أثير !
- لازلت تذكر أسمي !
- نعم .
- أنني أستمع إليك ..
 وهنا .. بعد أن أجتمعت النجوم وتلئلئت في السماء مع إنعكاس ضوء القمر على ذلك البحر الهادئ.. 
جثى على ركبتيه ..
أخرج علبةً صغيرةً من جيبه..
ثم قام بفتح تلك العلبه ليتطاير منها ذلك اللمعان الذي لم أجد لجماله أي مثيل ..
-هل تقبلين الزواج بي ؟
أزداد أحمرار وجنتي !
وتسارعت نبضات قلبي ..
 ثم قلت له في خجل : وكيف لا أقبل بك يا سيد هذه الليله وأميرها .
- بل أنتي سيدة هذه الليله يا مولاتي 
ثم أمسك بيدي ..
وأخذ ذلك الشيء الذي كان يومض جمالاً ..
ووضعه في بنصري ..
وأعلنتُ أنا هنا نهايه الأفتتان ..
أعلنتُ نهايه الرحله بعد أن غرقتُ في حب هذا الفاتن الذي أنقذني من بحر الحياه ليغرقني في بحر حُبه !

هناك تحت ضوء القمر ! 

- أُحبكِ.
- أحبكَ.

نهايه الافتتان.

كلمات : وميض
twitter : @_alnourii

No comments:

Post a Comment