Tuesday, January 27, 2015

ثورة الحب ..!


كومةُ جنون مُحترقة ..!

أنظر إلي ..!
أنظر إلى عيني ..!
أنظر إلى تقلصات شفتي وحاجبي ..!
أنظر إلى تقلبات أصابعي وذلك الخاتم الذي أعبثُ به ..!
أنظر إلى حجابي الذي أخذ يتراجع ليفسح عن خصلات شعري بنية اللون ..!
ليس عمداً ..!
ذلك هو الحّب ..!
التجرد من تلك القيود العتيقة التي نحفظها عن ظهر قلب ولا نُطبقها ..!
أنظر إلى تحركات نحري يميناً ويساراً ..!
وإلى تلك النظرة التي أرمقك بها ، لا تنظر إلى الأسفل أرمقني فقط لنصف دقيقة ..!
خذ هذه الأنامل التي سلمت عليها سابقاً ولم تنسى تفاصيل ورائحة أناملك ..!
خذها إلى حيث تريد ..!
لكن قبل كل شيء أريدُ أن ألمس وجنتك بأطراف أصابعي وأرنبة أنفك أيضاً ..!
أريدُ أن أقبل أصابعي وأضع تلك القبلة في منتصف شفتيك ..!
وأمسح على جبينك حتى تتسرب القبلة إلى تفاصيل وجهك ..!
ثم أنطق متجاهلة أن للحوائط أذنين ؛ أحبك ..!
ثم أنظر حولي وأمسكُ بأطراف أناملك وأجري معك حيثُ السكون .. حيثُ الظلام الدامس الحالك الذيُ يؤذي العين .. والصمتُ الذي يصم الأذن .. لاتخف سأحميك .. سأجعل الندم يتسلل كالنمل إلى جسد كل من يقترب منك .. سألقي بلعنة الحّب حتى تُزلزل كل حواء حاولت أن تمس طرف ثيابك ..!
بمخالب الحّب تُسفك الدماء ..!
لا تخف .. تمسك بي فقط سأخذك بعيداً عن تلك الدماء التالفة .. سأضع أناملي على شفتيك وأذنيك وعينيك ولن تجد سوى حبي لك الذي يتواثب في داخلي ..!
هيا تمسك بي سنُحلق بعيداً عن الأفواه الناطقة التي تظنُ نفسها تعلم أين تكمن مصلحتنا ولكنها لا تعلم .. هي أيضاً لا تعلم أن حبيبتك أمرأة تخاف على عرضها وتحارب من أجله ..!
تخشى على جسده من النسمات الباردة وعلى روحه من الكلمة المؤذية ..!
- أحبك .. !
قبلة لروحك ولرئتيك ولقلبك ..!
قبلة لكل شيء يُبقيك حياً من أجلي ..!
قبلة لتلك الإبتسامة ولتلك النظارة التي تستقر فوق عينيك ولأرنبة أنفك ولطرف أذنك ..!
لايهم إن لطخت نظارتك بأحمر الشفاه وأنك لم تعد تستطيع النظر من خلالها أنزعها حتى أقبل عينيك ..!
لا تغمضُ عينيك ولاتتعجب ..!
فقط تمسك بي .. فأنا سأحميك ..!
إياك أن تتألم فأنني هنا أبعثُ الهلاك لكل من يؤذيك .. !
أخرس الأفواه وأركلُ الأجساد وأسفكُ الدماء التي تقترب منك ..!
- أحبك ..!
الهروب ..!
الهروب هو مصيرنا .. سنهربُ عن الأعين والأفواه الناطقة والأجساد البالية لنسكنُ أرض الحّب التي أغرتنا كثيراً ..!
وفي طريقنا إليها سأغلقُ أنا قلبك وروحك وعينيك وأذنك وشفتيك حتى لا تتسلل كلمة من تلك الأجساد البالية لتؤلمك ..!
أنت لي وحدي ..!
أريدك كما أنت ..!
أحبك كما أنت ..!
أرغبُ بك كما أنت ..!
أحب إبتسامتك ..!
أحب كل تفاصيلك التي أرهقتني وبعثرتني وأعادت لي الروح ثم جمعتني لتردني إليك ..!
أحب العبث بخجلك ..!
حينما تبتسم سأقبلك ..!
وحينما تنظر إلى الأسفل سأمسك برأسك وأجعلك تنظر إلى عيني ..!
وحينما تنشغل عني سأشغلك بي ..!
أعرف كيف أشغلك بي ..!
أعرف كيف ..!

احتضار الحب ..!

مُقيدةٌ أمام عظمة ذلك الشيء الذي يتواثب فّي ..!
أغلقُ عيني وأسحبُ النفس لأملئ به رئتين مثقوبتين ..!
البياض ..!
أنني أرى بياضاً .. يقتربُ ويفتحُ لي كلتا يديه ..!
أنه أنت ..!
تعال .. خذني إلى بياضك ..!
أحملني .. قبلني وأحتضن روحي وأنفثُ فيها الحّب ..!
أنظر إلي وطمئن قلبي وقل لي : أنك لن تتركني مهما حدث ..!
دعك من تلك الأفواه الناطقة ..!
هي لا تعكس ما أريد ولا تعكس ماتريد .. هي تهوى التسلل بيننا لتبعث الشر المفرق ولكنني سأقطع أنامل أي مخلوق يسكن بيننا ..!
وسأسفك دماء أي حرف يتسلل ليقف بيننا ..!
أنا أريدُ أن أتشبث بملابسك وأنت تحملني ثم أنظر إلى تلك العينين اللطيفتين وأنزعُ عنك تلك النظارة وأمسك برأسك ثم أقربه مني ولأقبل عينيك إلى أن ترقص الأيام فرحاً ..!
إلى أن تنبتُ ورود وأشجار الربيع ..!
إلى أن تُغرد العصافير وتضعُ رؤوسها على أكتاف بعضها ..!
ثم أحدقُ إلى الربيع في خجل فتقترب مني أنت وتمنحني قبلة الحّب المخلد ..!
ثم تلمحُ دمعة تُعلن عن رغبتها في الفرحة أيضاً فتُقبلها أنت ثم تقول  لي : أحبكِ ..!
- أغرقُ بك ..!

وميض 
تويتر : geneourla

Monday, January 26, 2015

من حقي أن أكتب دون خوف من السرقة ..!



من الأمور التي تُزعجك جداً هو أن ترى ماكنتُ تسعى من أجعل أنهائه وهو يُسرق منك في غمضة عين گهذا المثل أمامكم ..!

بقايا بكماء وربما غيرها من القصص التي أكلت من وقتي الكثير..!

السؤال الذي يطرح نفسه .. لما تسرق وأنت تملك قلم وعقل وأوراق وتستطيع كتابة ماهو أفضل من الذي كتبته ..!
ربما تشعر كما شعرنا نحن في البداية أننا لانستطيع ولكن من أراد الشيء وصل له ..!
أرغب في أن أقدم تعازيي الحارة للعقول التي تظن أنها بهذه الطريقة ستكون مختلفة .. صحيح هي مختلفة ولكنها مختلفة بشكل مُثير للشفقة ..!

لا أدري مالغرض من السرق والتغيير في ملامح الخاطرة والتلاعب في تعب الغير ولكن الذي أعرفه هو أن تلك جريمة في حق كل مدون .. لذلك يجب أن تُعاقب كل تلك الأيادي التي سرقت بالأشهار ..!

وهذه أول سارقة ..!

#وميض
تويتر : geneourla

Saturday, January 24, 2015

لعنة الذل | الجزء الثاني من جين .. آيه طهر..!


ججين ..!
كانت تلك هي أولُ كلمة ألفظها بعد أن عادت الروحُ إلي .. !
لامستُ ذلك البياض الذي تغلغل بين أصابعي ..!
كنتُ أرقد فوق الكفن الذي لمّ يغطي رأسي بعد ..!
رأيتهم جميعاً يلبسونُ ذلك الكفن ويرتشفون القهوة ويطلعون على أوراق بيضاء أمامهم دون مبالاة بالجسد الراقد أمامهم ..!
لحظة ..!
تلك الورقة التي كنتُ أمسك بها .. أين هي ؟!
جيين ..!
أنا لستُ بين جيوب الكفن .. أنا أرقدُ في المشفى الذي كنتِ وفية له بينما هو غدر بكِ ..!
تلك الوجوه ليست غريبة علي أبداً ..!
رأيتها حينما كنتُ أجوب الغرف بحثاً عن وجهك الأبيض الملائكي .. وكانت كل الوجوه تنكرك يا جين ..!
غدرت بكِ تلك الوجوه التي عملتِ معها وتبسمتِ إليها .. نفرت من سيرتكِ تلك الأفواه التي تتسع لجمل بحاله ..!
تركتِ الأجساد التي داويتها ولم يعد هناك مريضٌ يأتي ليسأل عنكِ ..!
أصبحتِ ياجين جسد يرقد بين الأضرحة ..!
كم أفتقد ذلك الجسد الدافئ الذي أصبح بارداً لا ينبض ..!
أفتقده وبشدة ..!
***
في مدينة الظلام كُلنا رؤوس كُتبت عليها كلمة عهر ..!
لذلك أعذريني يا جين .. فقد عّدتُ إلى مقري وأفلامي وساديتي القليلة وصاحبي السادي الذي يحمل فايروس ( ج ).. ولم أعد أجد صوفي التي أعطتني أخر شيء تبقى منكِ ..!
الحياة يا جين هي رسالتكِ والمآكل والمشرب هما تلك الأفلام ..!
علمتُ يا جين أن اللعنة هي التي تستنزفُ الأرواح والأجساد .. لذلك مضيتُ خلف تلك الأجساد الرخيصة المتهالكة الدامية من الداخل أنتظرُ الرحمة التي ستأخذ روحي إلى السماء ..!
مضيتُ أرسم الأجساد عارية وأطبع عليها الأسعار المتفاوته ..! أصور صديقي وهو يستنزفُ الأجساد ويهتكُ حرمة البيوت ليجعل كل البيوت تتشرعُ أمامه أحتراماً لساديته ..!
البهائم العوراء تُفضل أن تبقى بعيدة عن سبيله حتى لا تُصبح ضريرة ..!
صديقي الذي يُعاني من التهاب الكبد الوبائي صار الأن يتقيء دماً ويتألم وكأنه لم يكن بالأمس يهتك حرمة البيوت وأعراض الفتيات والبياض ..!
صار اليوم مُجرد ذبابة تقتله الشمسُ الساطعة التي لم نعد نراها أبداً ..!
- أكرمني وأدفني حياً ..!
كنتُ أعرف رغبته العارمة في الموت .. لذلك لم أكرمه به .. 
- أكرمني وأطلب من ريا أن تسامحني ..!
حسنٌ يا صديقي يبدو أنك بدأت تشعرُ الأن بطعم الذل والمرض ..!
أنت مثلُ تلك البهائم السقيمة التي تقضم نفسها قرباناً للموت ..!
أقضم نفسك الأن فقد فعلت مافيه الكفاية يا صاحبي ..!
الموتُ هنا لا يأتي إلا بعد الأذلال وأنت فعلتُ كل مايذل جسدك وروحك وعافيتك لذلك أقضم نفسك فتلك هي النقطة الأخيرة لقطع حبل الحياة ..!
هيا .. أقضم جسدك ومزق ذاتك ..!
فلا حياة بعد هذا الذل يا صاحبي وصدقني سألحقُ بك ذات يوم وسأطمئنك بأنني أصبتُ بالفايروس ذاته أو ذلك الذي يُسمى ( HIV )..!
هذا ليس وداع ياصديقي .. سنلتقي قريباً ..!
قريباً جداً ..!
***
- ريا ..!
- لانعرفها ..!
بدأت أشعرُ بالعجز گ عجزي عن أنقاذك أو قتلك يا صاحبي ..!
من هي ريا تلك التي ربما قد تكون الأن ترقد في تلك الأضرحة المشؤومة .. ولكنك لست غبياً ساذجاً لتطلب مني أن أذهب وأطلب المغفرة من فتاة ميته..! لذلك سأتجاهلُ كل ذلك اليأس الذي يُسطر حياتي لأبحث عن شيء قد يشغلُ وقتي بعد رحيلك ورحيل جين وصوفي ..!
- جين .. ليتكِ الأن هنا .. !
هذه المدينةُ تُثقل كاهلي .!
بحثتُ فيها عن ذرة نور وخُيل إلي أنني وجدته ولكن سرعان ماتبدد ليرقد في مصيدة لا عودة منها ..!
في أضرحة هذه المدينة المشؤومة..!
حل الليل وكأنه لم يكن طوال اليوم أمامي يحاول أثبات أن هنالك لعنة ظلام حلت بمدينتي وأن النور ليس بقريب ..!
تمشيتُ كعادتي بين أرجاء الأضرحة والقليل من البيوت ..!
أغضُ البصر عن الأبواب التي تحطمت نخباً لوباء السادية والعنف ..!
أسد أنفي عن روائح الدماء المتراكمة والأجساد التي أراد أحدهم أن يُشعل النار فيها ولكنه نسي الولاعة في المنزل ..!
أحفظ قاعدة يا صاحبي .. في هذه المدينة لا أحد ينسى إلا من يعاني من مرض جنسي قاتل يجعله لا يبالي بأن يذهب إلى دورة المياة كلما شعر بأنه يريد ذلك ..!
لأن ذهابه إلى دورة المياة لن يُنقذ حياته ..!
ولن يُطيل من عمره ..!
لذلك أنت تجد اليوم لعنة الذل تتسرب من خلال فتحات الأبواب الضيقة لتقتل الأجساد السقيمة من وراء أبواب مقفولة بأحكام ..!
إلى أن ..!
إلى أن تشتعلُ الروائح لتكسر حاجز الصمت ..!
فتنقل الأجساد دون أن تُغسل إلى تلك الأضرحة ..!
أضرحة المدينة المشؤومة ..!
يا ترى أين ترقدين الأن يا جين ..؟
أتمنى أن يبقى المكان جواركِ خاوياً إلى أن يرقد جسدي هناك ..!
وياترى أين أنتِ يا ريا ..!
أين أنتِ ..!
***
- هّل تبحثُ عني ..؟
ظهر لي ذلك الكيان الهزيل من وراء أحد البيوت المُنتهكة بشعر طويل ووجه دَب فيه الظلام حتى أخفى ملامحه ..!
- ريا ..!
- نعم ..!
تنحنحت ثم قلت :  أريدُ أن أوصل لكِ رسالة ..!
- أعلم .. الرجلُ السادي صاحبك يريد أن ينقل إلي أسفه معك ..!
- كيف علمتِ ..!
وبخطوات باردة كبرودة هذه الليلة تتمشى بخصر يتمايل وضحكة تكاد تُجزم أنها صدرت منها ولكنك تشك أيضاً ولو بواحد من المئة أنها من صُنع خيالك ..!
- في هذه المدينة .. كل الأجساد عاهرة وكل العقول عارية ..!
- لم أفهم ..!
- الأجساد تقدم نفسها قرباناً للموت ، والعقول لاتجد مايسترها ..!
- إلا تفضلين العكس ..!
- العكس يعني أن نُنكر الواقع ..!
- حسنٌ أقتربي أكثر أريدُ أن أراكِ ..!
- هل تريدني ؟
- أخافُ على جسدي يا أمرأة ربما تكونين سقيمة وأنا لم أقتنع بعد بفكرة لعنة الذل .. أو بالمعنى لم يُصاب بها عقلي بعد ..!
- وأنا لا أقدمُ جسدي لأي رجل ..!
- وماذا عن صاحبي الذي يريدُ منكِ مسامحته .. وماذا عن هذا الجسدُ الهزيل الذي يبدو لي مائة بالمئة أنه سقيم ..!
- أنه الجوع .. رغيف الخبز أصبح حلماً الأن .. يبدو أن الأفلام التي تصنعها جعلتك لا تُفكر إلا بتلك الأشياء .. حسنٌ لو كنتَ تخشى المرض إلى هذا الحد لما تُمارس كل تلك الأمور التي تجعل بك ثغرات سهلة لتدخل منها الأمراض المُهلكة .. تزوج أنهم يحاولون الأن انتاج جيلاً خالي من المرض بالفحص قبل الزواج ..!
- كنتُ أريد ذلك ولكن من ظننتها ستبقى لي رقدت بين أضرحة هذه المدينة المشؤومة ..!
- من هي ؟!
- جين .. بالمناسبة كيف عرفتِ أنني صانع أفلام عهر ؟
- قلت لك الأجساد عاهرة والعقول عارية ..!
- حسنٌ .. هيا أقتربي أود أن أراكِ ..!
- رأيتني أم لم تراني لن تُحب ذلك فأنني لستُ بذلك الجمال المرغوب الذي يُحرض ساديتك نحوي ..!
- لستُ سادياً ..!
- كيف لي أن أصدقك والأفلام التي يكتظ بها منزلك تقول غير هذا ..؟
- أنني أكتب وأرسم وأصور الأفلام لأسكت الأفواه الجائعة والعقول الخبيثة عن حرق مقري كما أحرقوا ذلك المشفى ، فأن كانت هناك لعنة تُعيد تشييد المشفى إلى ماكان عليه ، فلا ينطبقُ ذلك على مقري .!
- كم أرغبُ برؤية ذلك المقر الذي يكتظُ بالصرخات وألوان الأجساد وأسعارها ..!
- تتحدثين كأنك رجل ..!
- ههههه أنتم تُسمعوننا هذا كلما ألتقيم بنا في هذه اللحظة ، لذلك صرنا نحفظ حديثكم عن ظهر قلب ..!
- هذا أكبر دليل على أن جسدكِ لعبة تلاعبت به أصابع كثيرة ..!
أقتربت أكثر ولمحتُ ذلك الشيء الذي وضعته في منتصف شفتي ثم قالت : اشششش ..!
رائحته البيرة قاسية مع هذا البرد جداً ..!
- لنذهب إلى مقرك الأن ..!
هذا أمر وحفاظاً على سلامتي يجبُ أن أطيعه فأنني لستُ كذلك السادي المتعايش مع الفايروس (ج) أقتل من يعترض طريقي بطرف أصبعي ..!
- حسنٌ ..!
تمسكت بي وشعرتُ بالبرودة تتسلل إلى جسدي ..!
شعرتُ بالنفور من تلك الأنامل التي تآكلت وتورمت وتهالكت ..!
شعرتُ بالتعب والرغبة في التوقف عن هذه اللعبة ولكنني لم أشعر بذلك إلا حينما توقفت أمام مقري ..!
- أنتِ تعرفين أين مقري اذاً ..!
- وأراقبه منذ فترة ..!
- لما ..؟!
- هيا لندخل ..!
شعرتُ برغبة عارمة في الصمود في مكاني دون حراك ..!
تلك المرأة تعرف كل شيء وتمنعني من رؤية تفاصيل وجهها ..!
هل يُعقل أن تكون ..!
- هيا يا رين ..!
- جين .. أنتِ جين ..!
اقتربت منها لأنظر إلى ذلك الوجه الذي يتمنع عن النظر إلي .. أخذت أناملي طريقها لتبحث بين ذلك الشعر المنسدل على وجهها عن أنفها وشفتيها وعينيها ولكنها أبعدتني ..!
- أدخل الأن لا أريد أن يراني أحد ..!
- تعرفين جيداً أن هذا ليس عذر فليس هناك أحد هنا يُحب المراقبة .. فلاشيء ممنوع ولا شيء مرغوب كل شيء يُمارس هنا سواء ممنوع أم مرغوب أم قاتل ..!
- ستجد ماتريد في الداخل ..!
- هيا كم أنا متشوق ..!
***
واعجباه على حسنكِ واعجباه ..!
كتبتُ إليك الشعر فصار الشعر تراب واعجباه ..!
يتميلُ خصرك كتمايلُ الموج  واعجباه ..!
وترتسمُ على شفتيك ضحكة لعوب واعجباه..!
- جميل لست شاعر سيء .. ولكن هل أحببتني إلى هذه الدرجة فأنا لست جين ولم اسلم لك بياضي بعد ؟! 
- أحببتك ماعدا تلك الرائحة المُنبعثة من فمكِ ..!
- ذكرتني أريدُ بيرة ..!
- حسنٌ سنشرب ونلعب ..!
- اللعبة لن تدوم إلا دقيقة ..!
- لما ؟!
- لن تحتمل قسوة اللعبة يا رين ..!
- حسنٌ سنرى من الذي لن يحتمل ..!
- سترى ..!
***
وأقدمتُ على رؤية مارأيت حتى فقدتُ الرغبة فيما رغبت ..!
***
تراجعتُ مُنبهراً نافراً غير مُتصور لما رأيت ..!
- هل رأيت قلت لك اللعبة لن تدوم إلا لدقيقة ..!
رددت في غصب كاد أن يُزلزل مكاني : من أنت ..؟! 
- ريا ..!
- قلتُ من أنت ؟!
- ريا ..!
- تتلاعب بي أيها الكائن الغريب فأنني لم أجد مثل هذا ال...!
- لما أنت مُتعجب ، إلا ترغب ب اثنين في واحد ..!
- شاذ وقح أغرب عن وجهي ..!
- تقول شاذ اذاً أنت تعرف ما بي ..!
- كل ما أعرفه أنك تختلفُ عنا وهذا يعني أنك شاذ وأنك جسد سيعلنُ ثورة قريباً وقد تنتهي وأمثالك المختبئين أمام ساحة المشفى حرقاً ..!
- سأعلن الثورة هنا والأن ، دعك من أمري قد أكون شاذاً ولكننا كُثر ، والسبب في جهلك هو قلة خبرتك في الأجساد يا رجل ..!
رائحة النفور كادت أن تزلزل جدران منزلي .. 
هل هذه هي لعنة الذل  ..!
ولماذا يطلبُ صاحبي منه السماح ..!
- لم تعلم بعد لماذا طلب صاحبك مني السماح ..!
- لا أريد ولا أرغب في ذلك أغرب عن وجهي وإلا ..!
- الأمر مُتعلق بجين ..!
- ماذا ... جين !
***
 المطر لا يغسلُ العار ..!
المطر لا يستر العقول العارية ولا يُطهر الأجساد العاهرة ..!
المطر لا ينزل على هذه المدينة أصلاً ..!
وقعتُ في حّب المطر إلى أن هُدر دمه وانسكب في الأضرحة .. وجاء من يدعي أنه قريبكِ ياجين ليتخلص من ذلك السادي المُتعايش مع فايروس ( ج ) الذي أفقدكِ بياضكِ ..!
هي لعنة ذل مميزة جداً ..!
صديقك يكون السبب في انتحار حبيبتك ..!
ثم يأتي أخيها لُعطيك رسالة أخرى أخفتها عنك صوفي لسبب ما .. ويدلف راحلاً دون الأفصاح عن سر مساحيق التجميل الرخيصة التي تلون وجهه المُقزز ..!
لابأس لا احتاج إلى ذلك ..!
أنا أريدُ فقط أن أقرأ هذه الرسالة قبل أن أدلف إلى مصيري هناك بين جيوب الأضرحة ..!
فقد بدأت أستلطف فكرة لعنة الذل بعض الشيء ، لأقدم جسدي قرباناً للموت ..!
وأتخلص من العار الذي يسكنني للأبد ..!
وأرقدُ بسلام بجانبكِ يا جين ..!
إلى الأبد ..!
***
أخي جون ..!
 أتمنى أن تتخلص من مساحيق التجميل تلك فأنك أجمل من دون مساحيق .. أرجوك أتمنى أن أرى أطفالك يا أخي .. أتمنى أن تزول كل آلام الأجساد العالقة في لعنة هذه المدينة وأتمنى أن تختفي لعنة الذل من البيوت والعقول ..!
فلا يحقُ للمدينة أن تنال لذة هلاك الأجساد ، بل يجب أن تُهلك الأجساد تلك اللعنة للأبد حتى ترى العيون النور ..!
رين صوفي وجون أنتم تلك الثغرة المؤدية إلى النور أرجوكم كونوا تلك الثغرة حتى ترى مدينتي النور ..!
لا تخذلوا روحي أبداً ولاتنسوا جسدي الراقد بين الأضرحة فانني لن أنساكم أبداً ..!
***
جين ..!
عادت أحرفك لتداعب الظلام الذي يسكن صدري وتجعله يضحك قليلاً .. فيتبدد ليُفصح عن حبك القابع بي ..!
جين لا أعلم أمر أخيك الشاذ ولكنني أعلم أنه يستحق اللعنة كما أستحقها وصوفي أيضاً ..!
نحنُ لن نكون السبب وراء اختفاء لعنة الذل ..!
أعذريني يا جين ..!
فأجسادنا أصبحت تستلطف الموت كثيراً ..!
وأرواحنا أيضاً ..!

#وميض
تويتر : geneourla



Friday, January 16, 2015

علمتني كيف أصبح رجلاً ..!


جنون وأرتباك ثم السقوط في الهاوية..!
أنصياع وتسليم ثم أستسلام وغرق ..!
رغبة ونفور ، أوهام وأحلام..!
ثُقل وكفر ، بهتان وتسلط ..!
تجرعٌ وسكر ثم طيران ..!
خليطٌ من المشاعر تحت سقف قرمزي تلون في عيني بكل الألوان ..!
هي .. بجانبي تدخن وتُسلمُ علي وتقول أنت جسدُ طفل بك رجلان ..!
وأنا في حالة نفور من الواقع القذر الذي أجبرني على هذا الغرق ..!
كفرتُ بالقدر مُنزعجاً لما حولي من ظّلم ..!
أُغتصب حقي وجسدي .. كرهتُ جنسي ..!
شعرتُ وكأنني أتجردُ من روتيني الممل الذي لازمته عمراً في لحظة ..!
سكن جسدي وروحي ألم لا أعرفُ ماهيته ..!
تداعب هي شفتي بأصابعها وتقول : أحببتك يا هذا ..!
وأنا أرقدُ في جمود غريب ودموعي تلامسُ أذني ..!
أرقدُ مستسلماً لما سيحدثُ بعد ..!
- أريدُ أن أحلق تلك الشعيرات الصغيرة أعلى شفتيك لينبت الشنب .. تعال معي ..!
جرتني إلى حيثُ لا أدري .. كنتُ مستسلماً كنتُ غارقاً في العار ولا أعرف إن كنتُ فعلاً مُحباً لما حدث أم كارهاً ..!
جلستُ على كرسي بلاستيكي أزرق اللون تنفيذاً لأوامرها ثم جاءت هي ومعها أداة الحلاقة .. !
أخذت تُزيل تلك الشعيرات التي لم أنتبه لها يوماً من فوق شفتي إلى أن قالت لي : في المرة القادمة ستكون تلك الشعيرات أكثر سواداً وخشونة وستكون أكثر جمالاً ورجولة ..!
مالمقصد بأكثر رجولة ؟!
كنتُ لا أعرف ..!
- تناول هذه ..!
أهدتني السيجارة التي كانت تسكنُ بين شفتيها لتسكن شفتي ويتسللُ دخانها الأسود إلى رئتي ..!
- أسحب الدخان إلى الداخل ..!
- لا أعرف ..!
- أفعل هكذا ..!
وأخذت تعلمني كيف أدخن تلك السيجارة ولم أسعل ..! 
ولم أتضايق ..!
كان ذلك هو الشيء الوحيد الذي رغبتُ به دون تفكير ..!
شعرتُ بأكتمال النقص ..!
وحينما نفثتُ دخان الخلاص نظرتُ إليها وقلتُ شكراً ..!
أنهيتُ السيجارة خلال نصف دقيقة ..فطلبتُ المزيد ..!
قالت : سأعطيك ولكن بشرط ..!
- ماذا يعني ذلك ..!
- أريدك أن تفعل شيء ما ثم أعطيك سيجارة ..!
- ماذا ؟!
- هل تجيد الكتابة ؟
- قليلاً !
- حسنٌ أريدُ منك أن تأتي يومياً إلى هنا بحيث أعطيك سيجارة مقابل تعليمك  ..!
- موافق ..!
ثُم بعد ألحاح مُتواصل قبلت أن تُعطيني سيجارةُ الرحيل ومعها قبلة أستقرت فوق شفتي ..!
لم أرفض القبلة ولم أنفر منها ..!
فقد أحببتها وطلبتُ قبلة أخرى ..!
فأهدتني المزيد دون مقابل ..!
المزيد ..!
***
حرضتني على التمرد والأستنماء ..!
حرضتني على التعمق والتفكير ..!
حرضتني على الأختلاء والصمت والكتابة ..!
علمتني حرفاً حرفاً لأكتبُ به كل كلمة عهر ممنوعة في منزلنا ..!
خبأت كلماتي التي أغازلها بها وعهري في رحم سريري الأخضر خوفاً من أن تلاحظها عيون أمي ..!
لأخذ كلماتي صباحاً إلى معلمتي ..!
لتكافئني بقبلة وسيجارة و..!
كنتُ أفضلُ الصمت حتى أحصل على ذلك الدخان الذي يملئ جسدي نشوة ..!
وحينما يملئ جسدي لا أرغب في أن أنفثه أبداً ولكن لابد من ذلك ..!
فمعلمتي أخبرتني : لا تجعل الدخان يستقر كثيراً في جسدك أنفثه حتى تستطيع العيش لمدة أطول والتدخين لمدة أطول أيضاً ..!
- شكراً معلمتي ..!
رغبتُ أكثر بها ..!
أحببتها وألتصقتُ بها وصرتُ ألجأ إليها كلما أردتُ البكاء والتعبير أو السيجارة والقبلات ..!
وصرتُ أعشقُ قربها وكل ما تفعله معي ..!
صرتُ أحب أن أكون ضحية ..!
ضحية للأبد بين تلك الأنامل الناعمة التي علمتني كيف أصبح رجلاً ..!
***
علمتني كيف أرتدي بنطال جينز وأحاول أن أظهر جزء من ملابسي الداخلية كما يفعل الشبان ..!
وفانلة بيضاء تُظهر جزء من صدري بطريقة دائرية ..!
وكانت تضع على شعري القليل من الجل وتسرحه للخلف في نعومة ..!
كانت تعتني بي وتدللني وتعشق رائحة العطر وهي تنبعث من ملابسي ..!
لتعود بي إلى مقر الغرق ..!
فتغرقني وتهلكني وتؤلمني ..!
فينتصب شعر رأسي ثم تنظر إلي وهي مُتهالكة فتضحك علي قائلة : يالك من فاتن يا هذا ..!
***
خرجتُ وأنا أضعُ كلتا يدي في جيوب بنطالي والسيجارة بين شفتي وشعري مُسرح إلى الخلف في منظر غريب ..!
كانت تقتربُ مني كل تلك الأجساد الناعمة لتعترض طريقي محاولة أغتصابي فأركلها وأنفرُ منها ..!
كان ذلك هو الشيء الوحيد الذي لم تعلمني أياه معلمتي ولكنني تعلمته لوحدي ..!
ألا وهو وفائي لها ..!
وحبي لها ..!
وغرقي بتفاصيلها ..!
كانت معلمتي لا تعرف عن هوسي بالرسم أبداً لذلك كنتُ أحاول أن أرسم تفاصيلها الفاتنة التي جذبتني وصرتُ أعشقها وأعشقُ قربي منها ..!
رسمتُ شفتيها وعينيها ومفاتنها بطريقة غير تقليدية إلى أن وقعت تلك الرسمات بين يدي والدتي ..!
صفعتني وحرمتني من الأقلام والأوراق ..!
وحينما أقتربت مني لتعتذر نفرتُ منها ..!
هربت إلى حيثُ تسكن معلمتي ..!
خوفاً من أن تجد تلك الرائحة في أنفاسي ..!
وخوفاً من أن تعانق رائحتي ..!
وخوفاً من خيانة معلمتني ..!
هربتُ إليها ..!
لأسكب أحزاني هناك ..!
حيثُ السكينة الكاذبة ..!
وقبل أن أُقبل على دارها ..!
وجدتُ رجلاً يجثو على ركبتيه أمام فاتنة ذو جسد شبة عارٍ ليعرض عليها شيء ألتمع أسفل ضوء القمر ..!
فأقتربت منهم ونظرتُ إلى مابداخل تلك العلبة الصغيرة ورأيته ..!
كان خاتماً فاتناً جميلاً يليقُ بمعلمتي ..!
نظر إلي في تعجب وأُعجبت هي بي ..!
لا تسألني كيف عرفت فأنني رأيت تلك النظرات في عيون معلمتي ..!
سألته : ماذا تفعل ؟!
 - أنت فتى صغير لا يجب أن تهتم لتلك الأمور ..!
صفعته بكل قوتي ثم سقط أرضاً ..!
قلت : أنا أرجلُ منك يا هذا فلو كنت رجلاً لما سقطت الأن ..!
نظرت تلك الفتاة إلي قائلة : أنت فعلاً رجل ..!
ثم أهدتني ذلك الخاتم والعلبة قائلة خذ هذا لك فأنت على حق لو كان رجل لما سقط الأن ..!
- ماسر ذلك الخاتم والعلبة ؟
- كان يعرض علي الزواج ؟
- ماذا يعني الزواج ؟
- يعني أن ترتبط وتسكن مع الشخص الذي أحببته إلى الأبد في دار واحدة ..!
ابتسمتُ لغرض ما في نفسي فقالت : ابتسامتك فاتنة جداً هل تسمح لي بقبلة ..؟
- لا فأنني مُرتبط ..!
رمقتني بتعجب ثم قلت لها مبتعداً وأنا ألوح بيدي : وداعاً ..!
كنتُ مستعجلاً جداً ..!
لا أستطيعُ أن أصبر على معلمتي أكثر ..!
ولا عن ذلك القرار الذي يسكنُ نفسي الأن أبداً ..!
أبداً ..!
***
- هل ترغبين بالزواج مني ..؟
جثوتُ على ركبتي مُعلناً توسلاتي وضعفي وانهياري وحبي وتقديسي لها ..!
أغمضتُ عيني مُعلناً غرقي بها ..!
أنتظرتُ ردها فصدرت منها ضحكت مُتمردة ..!
شعرتُ أن ذلك كان موافقة منها ..!
- كيف تجرؤ يا هذا .. هل تظن أنك أهل للزواج لازلت طفلاً ذو جسد قابل للأكل والأغتصاب دون أي رادع ..!
ليتها لم تقول ذلك ..!
نظرتُ إليها بتعجب ونفور ..!
نظرتُ إليها بحزن كاد أن يُحطم قلبي ..!
وعرفت في تلك اللحظة أن لازالت هناك نقطة ضعف تؤلمني ..!
هي ..!
حبها وحنانها ..!
سيجارها وفتنتها ..!
عيناها وشفتيها ..!
ولن أتحدثُ عن مفاتنها ..!
فأنني أغار ..!
نهضتُ وقلت لها : وماذا عن الأرتباط ..!
- أي أرتباط ألا تفهم أنت طفل وأنا لا أفعل معك شيء سوى أغتصاب جسدك الرديء هذا ..!
- وكلمات الحب والرسائل وال...
- كل ذلك بدافع أخماد نار الرغبة التي تأكل جسدي يا بيتر أنا أمرأة ثلاثينية أرملة توفى زوجي وأفعلُ معك ما أفعله مع غيرك ..؟
- هل تخونيني ؟
- هههههههه ، من أين عرفت ذلك المصطلح أنا لم أعلمك أياه ؟
- لا يهم ، هل تفعلين ذلك ؟
- لا تطيل الحديث معي وأغرب عن وجهي الأن وإلا ..!
- حسنٌ سأغرب عن وجهك ولكن فكري بالموضوع ..!
- أغرب ولا تعود يا هذا .. طفل متشرد بذيء ..!
- حسنٌ ولكن بشرط ..!
- هههههههه ، ماهو يا هذا ..!
- أعطيني قبلة ..!
***
خرجتُ مُتثاقلاً مُتهالكاً مترنحاً مبتسماً متفاخراً أعبثُ بسيجار يسقرُ بين شفتي في طريقي إلى منزلي ..!
فقد أهدتني قلبها وحبها مجدداً ..!
 أهدتني الجنة ..!
كانت الساعة تُشير إلى الحادية عشر ليلاً ..!
دخلتُ المنزل بسيجاري أمام والداي ..!
لحظة صمت ..!
أخذتُ نفساً عميقاً وأقتربتُ من والدي ونفثتُ الدخان في وجهه ثم قلت : أريد أن أتزوج ..!
صفعني والدي لتسقط السيجاره من شفتي وتستقر على أرض المنزل ..!
فأسرعت والدتي بأطفائها ..!
وضعتُ يدي على وجنتي ثم قلت غاضباً : هل تجرؤ على أهانتي ..!
نظر إلي مذهولاً ثم قلت : أريدُ أن أتزوج معلمتي ..!
- أغرب عن وجهي الأن ..!
- سأتزوجها فهي علمتني كيف أصبح رجل ..!
- لن تفعل ولن تخرج من المنزل بعد الأن ..!
- سأريك من الذي لن يخرج من هنا أبداً ..!
***
لعنة ظالم حالك اجتاحت الأرض لتسلط بصيص نور على جسدي المُتهالك وتخفي معالم باقي الأشياء ..!
أسيرُ وأدخنُ سيجارة الأنتقام بأصابع ملطخة بدماء لعينة  سرقت بها مجوهرات والدتي وماتبقى من نقود والدي ..!
لترضى عني معلمتي ..!
لتقبل الزواج بي ..!
لنعيش معاً إلى الأبد ..!
وليتني لم أذهب إلى هناك ..!
***
-هش هش أرحل من هنا يا متشرد ..!
رأيته يسكنُ مكاني ويلتهم ويُقبل حقي بشراهة ..!
وهي تهديه سيجارتها وتعبثُ بشعره وتسرحه ..!
نظرتُ إليها فأبتسمت فتألمت فتماسكت ..!
وهناك سقطت أول دمعة أشعلت معها نيران الغيرة والحب ..!
لم أفعل بهم شيء .. فقد تركتُ النقود والمجهورات والخاتم على المنضدة القريبة من باب الدار ثم دلفت راحلاً عن مكان تعلمتُ بين جدران دروس الرجولة ..!
الوداع يا معلمة ..!
***
وهأنذا أسكنُ جدران السجن بعد أن شُطب أسمي ليستقر مكانه السجين رقم ٥١٥ بسبب والدي ..!
أكتب بالحروف العاهرة التي علمتني أياها معلمتي لتسليني وأرسمُ الأركان عارية ..!
أكتب الأشتياق لذلك الجسد الثلاثيني ولتلك الأبتسامة حلوة المذاق ..!
أطلب الأوراق والألوان خلسة من جندية عاهرة لتعطيني أياها مقابل قبلة واحدة فقط ..!
أكتبُ الهموم التي تكدست في جسدي الصغير هذا وأتمنى أن يُحكم عليه بالأعدام سريعاً ..!
فلا حياة جيدة بلا معلمتي وسيجارتها ..!
معلمتي قريس أشتقت إليك ..!
وإلى السيجارة التي تسكن بين شفتيك ..!
كثيراً ..!

كلمات : وميض
تويتر : geneourla