Monday, July 28, 2014

جُرعه زائده / الجزء الرابع من لستُ سيجاره !

-          ألا تريدين الإستماع إلى بقية حكايتي ؟!
-          يااه , أعتذر بشدة منك كنت أحاول فقط أن أتذكر خاطرة تتحدث عن الأطفال الذين يعيشون في الأزقه.
-          لا مشكلة , هل أكمل ؟
-          نعم أكمل ..
-          في ذلك اليوم  الأسود .. كنت أحاول التخلص من تلك المخدرات بأي وسيلة , كنتُ أحاول أن أرميها في أي مكان ولكنني كنتُ أتذكر جملة أبي القاسية دائماً ( لا تعود إلى المنزل قبل أن تبيع كل مالديك من أكياس المخدرات ) , كنت لا أستطيع أحتمال ذلك البرد العليل رغم أن الأزقة أحياناً كانت تعطف علي وتحمل إلي القليل من الدفئ ولا تنسي القطط التي كانت رفيقة دربي .. و
-          عذراً على المقاطعه ولكن أحب أن أقول لك شيء ..
-          قاطعتيني أيضاً , حسن تفضلي!
-          المعذره ولكنني كنتُ أريد أخبارك أنك تملك أسلوب جميل ودقيق في التعبير رغم أن الوقت ليس  مناسب للتحدث في مثل هذه الأمور ولكنني .. أنا  ..
وما أن سمع كلماتي حتى بانت معالم الخجل على ذلك الوجه الشاحب الذي غطى غبار الفقر تفاصيله ثم أردف قائلاً : أشكرك .
-          حسنُ .. أمم ., أكمل هيا ..
-          حسنٌ , قبل أن أخبرك عن تفاصيل تلك الليله أنتي على دراية أن الزقاق مكان خطير وخاصة بعد منتصف الليل .
-          كيف ؟
-          ههه اذاً أنتي لا تعرفين شيء , سأخبرك .. الزقاق ملاذ للمتشردين .. وغالباً ماتجدينه ملاذ للضحايا أيضاً , قد يحمل إليك  ضحية جرعه زائدة وقد يحمل إليك أيضاً ضحية بسبب سرقة وقد ..
-          تكون هناك بين زواياه ضحية أعتداء .. أليس كذلك , هذا ماتريد قولة .
-          نعم ..
-          لحظه صمت   -
-          مابك ألا تريد البوح ببقية قصتك ؟
-          بلا
-          حسنٌ , اذاً هيا أكمل ..
-          حسنٌ , سأخبرك .. كنتُ أحاول التخلص منها ولم أجد مكان لرميها ..
-          كيف لم تجد مكان وماذا عن سلة القمامة ..
-          لالا , إن رميتها في سلة القمامة قد يضر ذلك التصرف بالقطط وأنا لا أريد إلحاق الأذى بها .
ولن أخفي عنكم ذلك الشعور الذي أعتراني حينما تحسست الحنان النابع من قلبه ..
أنه يحب القطط مثلي !!
أنه حنون جداّ رغم أن مظهره لا يحوي بذلك !!
أنه مختلف !!
-          أنتِ كثيرة السرحان  !!
-          المعذرة .
-          حسنُ سأكمل الأن ولا تقاطعيني .
-          تفضل ولن أقاطعك .
-          في ذلك الوقت وحينما كنتُ أبحث عن مكان لأخبئ به أكياس المخدرات جائني أحد الزبائن في ذلك الزقاق الأسود ليبحث عن ملاذه في ذلك الكيس البلاستيكي الصغير .. قال : أين هي ؟ وللأسف كان ذلك الزبون المتمرد يخدش كرامتي دائماً بالألفاظ والأفعال , كان يحاول دائماً أخذ كل مافي حوزتي من أكياس دون أن يُعطيني أي شيء من المال وكل ذلك يحدث بعد أن ينهال علي بالضرب المبرح إلى أن تطورت الأمور في تلك الليلة المشؤومه...
-          كيف؟
سقطت تلك الدمعة الحارقة مجدداً من عينيه بعد أن حاول إخفائها عني ولكنني علمتُ قبل أن يقولها أنه تعرض للإعتداء من قبل ذلك المتوحش السافل  الذي أستغل تلك الملامح البريئة في الشر ولكني لن ألومه هو فقط بل سألوم أيضاً ذلك الأب المهمل الذي رمى أبنه طُعم لوحوش الأزقه أمثال المعتدي عليه .. يآآآه كم أنتِ قاسية أيتها الحياة .
-          ليت الموت كان حليفي في تلك الليلة , ليتني لم أستيقظ من الغيبوبة , ليتني مت بين يديه قبل أن أواجه والدي , ولكنني واجهت والدي الذي قتل كل ذرة جمال في داخلي ..واجهته وكانت تلك هي المواجهه الأخيرة ..
-          ماقصدك بالمواجهه الأخيره ؟
-          سأخبرك لاحقاً ..
-          حسنٌ , أكمل .
-           بعد أن رحل ذلك المدمن عني ذهبت إلى المنزل بخطوات ثقيلة تشبة خطوات الإقتراب من الموت , كانت خطوات مشبعه بالتردد والذل وفقدان شيء لم أكن أعرف ماهيته , ولكنني كنت أعرف أنني لست السابق , لستُ ذلك الطفل الذي سيذهب إلى أصدقائة مجدداً ليلعب معهم , فهو يخشى ان يعلموا بماحدث له ومن ثم يسخرون منه , كنتُ أشعر بالخجل من الأزقة التي شهدت على ماحدث لي وأيضاً من تلك القطط التي كانت تقف متفرجه على أنتصار ذلك المدمن على طفل فقد كل مايملك بسهولة , طفل كان يشعر أنه لايستطيع أكمال الطريق , طفل يحاول السيطرة على آلامه ليعود إلى المنزل بملابسه الممزقه,  طفل كان يشعر أن حياتة أنتهت في تلك الليله على الأرض التي كان يقضي بها معظم وقته برفقة الظلام والبرد ( أرض الأزقه) .
-          لحظه صمت  تبعتها دمعه حارقه من عيني –
أقترب مني .. وقام بأزاله تلك الدمعه التي أحرقت وجنتي بأناملٍ خشنه لم أشهد لها مثيل , فهي رغم ذلك تبقى أرق وأجمل أنامل رأيتها , ثم أردف قائلاً : أرجوكِ لا تبكي , أنا لا أعرف كيف أستطعت التحدث والبكاء أمامك ولكنني أعرف أن ذلك لن يحدث أمام شخص أخر لذلك أستمعي إلي دون بكاء .
نهضتُ وحاولت أستعاده ماتبقى لي من قوتي لأشعره أنني أستمع إليه ثم قلت : أسفه جداً ولكنني أكرهه الظلم ويؤسفني إخبارك أنك لستَ في دائرة العار وحدك فأنا معك أيضاً .
-          ههههه ستخبريني بكل شيء حينما أنتهي من قصتي .
-          بالتأكيد سأخبرك .
-          حسنُ اذاً سأكمل قصتي.
-          أكمل.
-          أنت تعرفين أنني فقدت كل شيء , فقدت الآمان والبراءه والدفء وأصبحت أسير الألم , الهم وفكرة الإنتقام من ذلك السافل.
-          ماذا ؟ إنتقام !
-          نعم فبعد ماحدث معي أصبحت كثير الشرود والسرحان مثلكِ تماماً , طفل ولكنه ليس كبقية الأطفال فهو كان يفكر فقط في قتل رجل متوحش أستنزف حقه ولكنه لم يخطط لقتله بحجاره أو سكين أو ماشابه , بل خطط لقتله بطريقة أخرى ألا وهي الجرعه الزائده .
-          ماذا تقول ! كيف ذلك !
-          هه هذا ماحدث ياحلوتي , هذا ماكنتُ اشاهده في الأزقه , لم أشاهد سواء تلك المناظر التي تخدشُ طفولتي , صرع , إحتضار , وماده بيضاء لزجه تخرج من فم أحدهم نتيجه لتناوله جرعة زائده .
-          كيف كيف ! كنت صغير جداً كيف فكرت في هذه الخطه ؟!
-          أنت لم تعرفي شيئاً بعد دعيني أخبرك بكل التفاصيل المؤلمة التي كنتُ أنتظرها حينما كنتُ طفلاً .
-          هيا أخبرني .
-          قبل ذلك سأقول لك أنني منذ تلك اللحظه لم أعد طفلاً كما كنت و..
-          أعرف بالله عليك أكمل ..
-          قاطعتيني مجدداً هههه حسناً سأكمل أستمعي إلي .
-          انني أستمع إليك .
وليتني لم أستمع إليه , ليتني لم أنصت جيداً , ليتني أُصبت بالصمم..
أنني أكرهه الأزقه وأكرهه المخدرات وأكرهه كل شيء..
حتى نفسي أصبحت أكرهها ..
وبشدة ..
****

حرمان..بحث جنوني ..إذلال ..ثم جرعه زائده ..
-          كيف ؟
-          هي كذلك , نفذت هذه الخطه ونلت منه ..
-          هل تقصد أنه ...!!
-          نعم , لقد مات متألماً , مات بعد إذلال وحرمان لمده طويلة ..
-          كيف ذلك ؟ ماذا فعلت به .
-          قبل ذلك سأخبرك عن الواجهه الأخيره لكي تستوعبي القصة بأكملها .
-          حسنُ .
-          والدي يا عزيزتي كان ثملاً, لا يستشعر شيئاً ولا يعرف معنى الإنسانيه أو الأبوه , أنه أسوء مثال للأب , كنتُ دائماً أتمنى أن يُخلصني الرب منه , كنت أتمنى أن يموت , وتذهب تلك الرضوض والآثار التي أرتسمت على جسدي بطريقة بشعة بسببه وبسبب قسوتة وتصرفاته الطائشة الناتجه عن اللاوعي منه .. كنت أقول له دائماً أرجوك يا أبي سامحني سأبيعه في الغد ولكنه كان يضربني بكل مالديه من أدوات ولحسن الحظ أن السكين لم تكن متوفره أمامه في تلك الليله وإلا كان سيقتلني , إنهال علي بالضرب حتى تحطم جسدي الضئيل وأصبحت عاجز عن الحركة , أقتربت مني أمي المسكينه وأخذت تضع بعض الثلج على تلك الرضوض الذي أحدثها والدي ولسوء الحظ رآها والدي وهي تحضنني وتحاول التخفيف من آلامي ولذلك تقدم نحوها وهو يحمل زجاجه الخمر الكريهه تلك وبسببي أصبحت والدتي في خبر كان بسبب زجاجه ! , فقد حطمها على رأسها ثم سقطت أرضاً دون حراك .. سقطت وكأني لم أكن قبل دقائق بين أحضانها ,سقطت وتركتني وحدي فريسة بين يديه , نهضت وتوجهت نحو والدتي وحاولت أن أوقظها ولكنها لم تكن تجيبني , حاولت إيقاظها بكل الطرق ولكنها للأسف لم تستيقظ وعلمت في تلك اللحظه أنني سأبقى وحيداً طوال حياتي .
-          كل ذلك حصل أمامك !
-          نعم لما العجب يا فتاه .
-          لاشيء ولكنك كنت صغيراً جداً.
-          نعم ولكنني لستُ كذلك أمام والدي فأنا كنت مجرد تاجر مخدرات متشرد في نظره ولذلك كان يرسلني بعد منتصف الليل إلى الأزقه متجاهلاً خوفي من الوحده والظلام .
-          نعم فهمت .
-          هل تريد أن أكمل لكِ؟
-          بالتأكيد هيا أكمل .
-          بعد أن فشلت في محاولتي لأيقاظها , ذرفت الدمع المؤلم وتردد صدى نحيبي في أرجاء الفراغ حتى جفت مقلتي , نهضت متثاقلاً نحو المطبخ .. نهضت وأنا أدفع ثمن كل خطوة بآلام لا تُطاق , تفحصت الطعام الذي أعدته والدتي وتفحصت كل مابقي منها هناك , منشفتها ,كوب قهوتها المفضل , وكل ماتركته هناك قبل أن تأتي لتلقى حتفها بجانبي , ثم أشتعلت نار في صدري لا أعرف كيف أشتعلت , نار أخذتني إلى أكبر سكين في المطبخ ومن ثم إلى غرفة ذلك المعتوه السكير وأخيراً خمدت تلك النيران حينما غرستُ تلك السكين في صدره , وكأن الدماء الملوثه هي من قام بأطفاء تلك النيران .
-          نعم أعتقد ذلك فنارك لن تنطفئ إن تركت والدك حر طليق وستظل تلعن اللحظه التي تركت بها والدك حراً طليقاً بينما دماء أمك لازالت تسيل.
-          ههه نعم موت والدي يعد إنتصاراً بالنسبة إلي , ولكن صدقيني لم أخطط لذلك سابقاً , صحيح كنت أتمنى موته سريعاً ولكنني لم أخطط أبداً لقتله ولكنه أشعل نار في صدري لاتنطفئ إلا بدمائه ولذلك أطفائتها بقتله .
-          وماذا حدث بعد ذلك؟
-          لاشيء سواء أنني هربت من المنزل إلى الأزقة بعد أن قال لي صديق والدي أذهب من هنا ولا تعود أبداً.
-          هل تقصد أنه ....
-          نعم فقد جاء في ذلك اليوم لرؤيه والدي ولكنه ذُهل حينما شاهد الجثث ولم يسألني عن السبب فهو كان يعرف أن والدي يجبرني على المتاجره بالمخدرات , وقبل أن أرحل نظر إلي بعد أن أزال دمعه أحرقت وجنته وقال : أعتني بنفسك ولا تعود إلى هنا أبداً وهذا ماحدث معي .
-          ياله من رجل طيب ..
-          نعم كان يسأل دائماً إن كنت أحتاج شيء وكنت أردد في نفسي ليت هذا الرجل والدي ولسوء حظه أنه لم يكن يملك أبناء .
-          لماذا ؟ ألم يتزوج؟
-          بلى كان متزوجاً ولكن زوجته كانت لاتنجب أطفالاً وهو قرر أن يقضي حياته برفقتها ليسعدها وتسعده .
-          ياله من رجل عظيم ليت جميع الرجال مثله .
-          نعم فهو أفضل من ذلك المدمن الوقح .
-          أفضل بكثير .
-          لحظه صمت –
-          مياوووو !!!
     نظر إليها ثم أردف قائلاً : أنها لوسي المدللـه .
ذهب إليها وحملها وداعبها قليلاً ثم نظر إلي في شرود وهناك بسمة كادت أن ترتسم على شفتيه لو أن تلك القطه لم توقظه من شروده بمواءها المزعج .
-          ألأ تحبين القطط ؟
-          أ أنا .. نعم .. أحبهم .
-          اذاً هيا أحمليها .
-          لا لا لم يسبق لي أن حملت قطه .
-          أحمليها لن تؤذيكِ.
أقترب مني ومد أنامله الممسكه بها ونظر مباشره إلى عيني وهنا أرتسمت تلك الأبتسامه دون أي عائق يمنعها ,أرتسمت على شفتيه وكانت إبتسامه ليس لها أي مثيل ..
-          أمممم هل ستحملينها أم اتركها تذهب .
-          لا سأحملها أعطيني أياها .
مددت يدِي في تردد وخوف حتى لامست أناملي شعرها الناعم القصير , أمسكتُ بها وقربتها مني وأخذت أنظر إلى تلك التفاصيل الجميله واللون الأبيض الناصع المغطى بقليل من البقع السوداء .
-          يالكِ من جميله يا لوسي .
-          هي كانت أحدى القطط التي شهدت على موت طفولتي هنا في الأزقه !
تجمدت أناملي بعد الذي سمعته وحاولت أن أسيطر على نفسي ولكنني عدت للنظر إليها ومن ثم أبتسمت إليها ووضعتها أرضاً لكي أحاول السيطرة على الصدمه التي أنتابتني , وما إن وضعتها على الأرض حتى أختفت في الظلام .
-          لم أخبرك ببقية القصة .
-          نعم وأنا أريد الإستماع إليها الأن .
-          اذاً استمعي إلي , قبل أن أهرب من بيت ذلك الرجل السكير أخذت ماتبقى من أكياس المخدرات ووضعتها في حقيبتي القديمه ومضيت في طريقي إلى الأزقه, ونمت هناك في الظلام ومع القطط وما إن أعلنت الشمس عن أول خيوطها حتى أستيقظت لأرتب خطتي فهو سيأتي إلى هنا في أي لحظه , لذلك فكرت في تلك الخطه التي أخبرتك بها , ثم أنتقلت إلى زقاق آخر يجهل مكانه وعشتُ هناك لمده أربعة أيام أبتاع الخبز والماء من مركز التسوق القريب مني بما تبقى لي من المال وأنام على أرض الزقاق وأقضي وقت الفراغ برفقه القطط الجدد حتى قررت أن أنفذ خطتي في تلك الليله وقد كان يوم الثلاثاء .
-          كيف سارت الخطه ؟
-          أولاً تركتُ أكياس المخدرات في الزقاق الجديد ولم أخذ معي سواء كيسين من الهيروين وهو النوع المفضل لديه , ذهبت إلى بيتي القديم في الساعه الثانيه عشر ليلاً وكنت على علم أنه هناك يبحث عني وقبل أن أدخل الزقاق , لمحت خيالاً يبحث في الظلام عن شيء ما ويحطم كل شيء هناك , أختبئت في مكان وأخذت أنظر إليه وهو في هذا الأنفعال حتى تهالكت قواه وسقطت أرضاً وهنا بدءتُ أنا بالتقدم نحوه وهناك سلاح بين يدي و ..
ودار حوار التحدي ..
دارت المعركه بين الأسد الهزيل والشبل الشجاع ..
ترى هل سيهزم الشبل الأسد ؟
أم أن الأسد سينال من ذلك الكائن الضئيل؟
*****
-          اذاً لقد عُدت !
قال ذلك بعد أن تقدم نحوه حاملاً ذلك الطبق الشهي الذي كان يبحث عنه في كل زوايا الزقاق .
-          أ أعـ عطني الججرععـه وأ ألا ..
-          هههههه ماذا ستفعل أيها الكهل الشيطاني , هل ستفعل بي مافعلته في المره السابقه ؟
-          كـ كيف تجرؤ أ أيها الخادم على التحدث مـ مع سسيدك ه هـكذا !
-          أنت بالكاد تتحدث مالذي يستطيع فعله كهلاً يحتضر مثلك ؟
-          أ أرجوكك أ أنني لا أسستطيع الحـحراكك .
-          حسنُ سأعطيك الأن .
تقدم نحوه وملامح الأنتقام أخذت ترتسم على تفاصيل ذلك الملاك الذي تخلى عن أجنحه البراءة ليمسك بذلك السلاح بين يديه متوجهاً إلى ذلك الكهل المستلقي على أرض الزقاق لكي ينهي كل شيء..
مزق الكيس..
وسكب كل تلك الكميه من البودرة في فم ذلك المدمن رغم المقاومه التي واجهها ألا أنه نجح في ذلك ولم يكتفي فقط بذلك بل سكب كل ما بالكيس الثاني في فمه أيضا ثم نهض وظل ينظر إليه في سخريه وهو يحتضر ..
-          هههههه كما توقعت سائل لزج أبيض , أنتفاضه , والموت قريب .
وأخذ ذلك الرجل يحتضر حتى خارت قواة ومات , وما أن تأكد من موته حتى سقط أرضاً وأخذ ينتحب بعد أن عادت له أجنحه البراءة وأحس بالضياع ..
أحس بأن لا أحد هنا ليمنحه الدفئ ..
أخذ ينظر إلى يديه في بغض وينظر إلى تلك الجثه المتهالكه بالقرب منه ..
-          مياااو
-          أرحلي من هنا .
-          ميااااو .
-          لوسي !! قلتُ أرحلي من هنا !!!
ورحلت بعد أن رمى حجاره بالقرب منها , وكان حريصاً على أن لا تصيب تلك الحجاره لوسي ,ثم نهض وترك خلفه جثة العدو وأخذ يسير في تثاقل والضمير يُطبق على نفسه وأفكار مشتته تستحوذ على عقله .. ثم توقف قليلا ً ونظر إلى الخلف ..
إلى عيون ذلك الكهل وتسائل في نفسه ..
-          أنني قتلته الأن وتخلصت من الكابوس الذي كان يطاردني في كل لحظه اذاً لما أنا حزين ؟
-          أمي ليتني كنتُ مكانك ..
ليتك لم تقتربي مني ..
ليتني ..
-          دمعه قتلت كل كلمه كانت ستخرج –
ولم يتبقى سواء الصمت ..
أب مخمور ..
وفقدان أم حنون ..
وكهل مدمن ..
وأخيراً جرعة زائدة ..
وماذا بعد..
لاشيء ..
****
قلم : وميض.
twitter : @_alnourii

No comments:

Post a Comment