Monday, July 28, 2014

في المقهى / الجزء الثاني من لستُ سيجاره !


في ذلك المكان المكتظ بالبشر ..
في ذلك المكان الذي أنتشرت فيه رائحه الكابتشينو الزكيه التي أحبها ..
في ذلك المكان الذي سقطت فيه النادله بعد أن دفعها أحد الحمقى من أصحاب الممنوعات المشهور ب ( the ghost ) ..
رأيته !!
رأيته وهو يُشعل سيجارته ويتحدث إليها ..
رأيته وهو يحاول أن يُمسك بأناملها ..
رأيته وهو يحاول أن يستحوذ على جمال روحها بكلماته القذره ..
حاولت أن أخفي ملامحي عن عينيه ..
أخذت الجرائد التي تركها الرجل الذي كان يجلس على هذه الطاوله الخشبيه من قبلي وادعيت أنني أقرأها ..
وفي تلك الجريده وبلا شعور قرأت ما كان مكتوب بالخط العريض وما بث القشعريره في جسدي  ..
( موت بسبب الأيدز .. إلى متى ) 
اللعنه ... 
اللعنه على تلك الجرائد  التي لا تنقل سوى أخبار الأيدز ..
اللعنه على الراديو الذي يعلمنا بقائمه ضحايا الأيدز  ..
اللعنه على التلفاز الذي ينقل إلينا مباشرةً اخبار عن موت أحدهم بسبب الأيدز ..
اللعنه عليه هو ..
هو السبب في وجود أسمي في قائمه هؤلاء الضحايا ..
اااه ، كم تمنيت أن أرمي تلك الجرائد اللعينه في وجهه ..
كنتُ سأرميها حقاً ولكنني تمالكت نفسي لأنني لا أريد أن الفت الأنتباه إلي ..
لا أريد أن ينظر إلي أبداً..
لأنني لن أستطيع تمالك نفسي إن نظر إلي ..
ربما أقتله في دقيقه واحده ..
لذلك وضعت الجرائد جانباً في هدوء ..
ونظرت إليه ..
ولازال يحاول أن يشد قلبها إلى عالمه القذر ..
عالم الأيدز ..
لا أنكر أنني كنت سأحطم رأسه بزجاجه البيره التي حملها النادل إليه ..
لا أنكر أنني كنت سأضع ذلك النصل البارد على عنقه لكي أعلن عن تلك الجمله التي طالما تمنيت أن أرددها بصوتٍ عالي  ..
( لا مزيد من مرضى الأيدز بعد الأن )
الساقط المدمن ..
هو لا يستحق الحياه ..
امسكت بكوب الكابتشينو وضغطت عليه بقوة  وأقسم أنني لو ضغطت أكثر لتحطم الكوب بين أناملي.. 
أنا لا أبالي بالخدوش أو الحروق أنا فقط لا أريد أن ألفت أنتباهه لي ، لذلك خففت من حده قهري وغيضي ووضعت الكوب جانباً ..
ألف فكره راودتني للأنتقام منه في تلك اللحظه ..
وأخيراً بعد أن قضيت بضع دقائق في التفكير العميق قلت  : يجب أن أتخلص منه ، وسيكون قتله هو أخر عمل سيء أرتكبه ..
ولكن قبل كل شيء قل لي أيها القارئ ، هل يستحق هذا الرجل العيش مع بقيه البشر ؟
هل يستحق العطف ؟
حسنٌ أعلم أن القتل خطأ ولكنني يجب أن أنتقم منه ويجب أن اعاقبه كما عاقبني  ولأكون صريحهً معكم أنا لا أستطيع أن أنتظر الزمن حتى ينتقم منه ..
لأنني لا أريد المزيد من الضحايا ..
ولا أريد أن أرى هذه العينين مره أخرى ..
هو سافل ..
لا يستحق العيش ..
وإن تركته يعيش .. 
سيفعل بها كما فعل بي ..
ستدمن الممنوعات وستعيش اسيرهً للأيدز طوال حياتها كما حصل لي ..
وهذا ماسيحصل لها إن لم نسرع في أنقاذها ..
هههه ، أنظروا أنه يبتسم ..
صدقني لن تدوم تلك الأبتسامه التي على شفتيك طويلاً ..
صدقني ستتخلى عنك كما تخلت عني منذ أن ألتقيت بك..
لا مزيد من العدوى ..
لا مزيد من مرضى الأيدز ..
يجبُ ان تعلم هي بحقيقتك المشينه ..
يجب أن لا تذهب معك ..
ولكن ماذا لو حدث ما حدث !!! 
ماذا لو أنتقل ذلك المرض اللعين لها..
ياإلهي .. لا أريد أن يحدث لها ذلك ..
لا أريد أن تُدمن تلك الملامح الرقيقه الممنوعات..
لا أريد أن يتعرض ذلك الوجه البريء للشحوب والمرض ..
أنها تملك شعر أشقر جميل ، قوام ممشوق وابتسامه رائعه وكل ما اتمناه هو أن تدوم تلك الأبتسامه للأبد ..
هي لا تستحق أن تكون من قائمه المرضى ..
لذلك يجب أن أنقذها..
أنا لا أريد أن يحدث لها ماحدث لي ..
لذلك يجب أن تعلم ..
ولكن كيف ستعلم ..
وكيف ستثق بي ..
قد تظن أنني أغار منها ..
وربما تظن أنني حبيبه هذا السافل السابقه ..
اااه بالتأكيد أنه طبع الفتيات ..
لابئس سأفكر قليلاً..
ويجب أن أصل إلى حل قبل انتهاء حديثهما ..
ياااه ..هاهي تعلن نهايه لقائهم بأبتسامه رضى وثقه  وأنا لا أريد أن يخدعها..
مهلاً !! 
 جائتني فكره ..
فتلك الفكره التي راودتني الأن كانت مجرد خيال لطفل كان يصنع طائره بلاستيكيه !!
هي مجرد طائره بلاستيكيه لا تصلح للطيران ..
ولكنه كان يثق دائماً أن تلك الطائره تستطيع الطيران  ..
كان يسمع كلمات الاحباط تتقاذف عليه من كل صوب .. من أهله ، اصدقائه والجميع  لذلك .. سأبذل قصارى جهدي لتزويد تلك الطائره بمحرك يدور للأبد ومن أجل أن أجني ثمره تلك الفكره التي ستصبح عن قريب حقيقه ..
حقيقه شنيعه ..

ترقبوا الجزء الثالث ..

قلم : وميض 
twitter : @_alnourii

No comments:

Post a Comment