Tuesday, June 23, 2015

عمري..!


عمري ..
أستيقظتُ لأنني نسيتُ أن أكتب إليك رسالة .. رسالة مُفعمة بالأشواق المهلكة كذاك البرد القارص الذي يجتاح على كل مَساماتي لِيُجمد الحرف الذي يُحاول التصدي له ليسير بلهوٍ في خلاياي حتى يصل إلى فُوة روحي لِتقوده إلى رأس القلم المُكتظ بِحبرٍ ثائر يرغب في الأنتحار سريعاً على ساحة الورق .
***
أكتبُ إليك رسالة مؤلمة لم أستطع أحتمال كلماتها الحارقة فّي .. لذلك حررتها بعد أن خلفت نقراتها المُتتالية ثقوب كثيرة في أعماق قلبي .. حررتها لِتذهب إليك .. فشوقها لِجسدك كعمق البحر وعلو السماء .. شوقها آلمني كثيراً فتت صخور كانت تُطبق على لِسان بوحي .. لِذلك لم أعد أنا الأن مُقيدة .. ولم تعّد تلك الحروفُ مُقيدة .. هاهي تُشرع أجنحتها الرقيقة لِتطير وتلمسُ أطراف روحك .. تستظلُ بِمشاعرك وتُدمن إبتسامتك .. تُزيل كل بقعة حزن تستقر في نفسك لِتنثر مكانها بذور السعادة .. تُحب أن ترى روحك عامرةً بِورود الحب مغمورة بِربيع السعادة .. هي تُريد أن تمحو كُل ورقة خريفٍ بالية أستقرت في عقلك وتريد أن تُلطف جّو قلبك الصيفي المُرهق .. تُريد أن تهز عرش كيانك لِتشعر وكأن البَرَد يهطل بِداخلك ويذوب على أرضك لِيغسل كل نقطة حزن قد تستحوذ على جسدك الأبيض هذا .. هل تعرف لما أنعت جسدك بالجسد الأبيضُ ؟ لأنه نقي شفاف رائع لا مثيل له .. ولذلك أنا مُغرمة بِكيانك يا روح وميضك.
***
أكتب والعبرة تطرقُ باب روحي ثم تهرب .. لا أعرف لِما تفعل ذلك بي .. هي تعرفُ يقيناً أنني أكتبُ إليك بِكل ذرة حبٍ أحملها تدور في روحي كالمجنونة المهووسة بك .. تُريد مني أن أبكي حتى تهرب هي إلى حين أخر .. إلى حين أن أفكر في كتابة رسالة ثانية إليك يا روح .
***
حبيبي .. نصفي بل كلي .. أرغب في الإيقاع بِكل ذلك الحّب الهارب في شمال وجنوب ، شرق وغرب قلبي .. كثير ، هائل ، عميق ، مُتفرع يلتصق بجُدران قلبي ليكتظ بها لأشعر أن بالأزدحام بك في صدري.. حينما ألمس قلبي أشعر بك هناك تدور في قلبي ولا تُريد أن تهرب منه .. لا تُفكر في الرحيل أبداً .. لأنك تعرف أن ذلك القلب دافئ لِأجلك .. حنون عليك .. مُرحب بك دائماً .. يرغبُ في بقائك دهراً في ضواحيه لِتلهو وتمرح بين أزقته وتنام في أي مكان دون خوفٍ من الغد .. هل تعرف لما أنت لا تخشى الغد هناك .. لأنك أنت الغد بالنسبة له .. أنت الشمس الطالعة به والسعادة والمزروعة في أرجائه والبَرَد الهاطل من سمائه .. أنت الهواء له .. لِقلبي .
***
آآآآهٌ مِن حبٍ جامح يُمزق شِباكي .. شباك صيد الحروف ويُزلزل القلم بين إبهامي وسبابتي .. يُغرقني في الصمت ويثقب أجنحة طيور الإلهام التي كانت تطير منذ قليل في سمائي السرمدية لِتقع وتغرق أمامي في بحر الصمت الحالك معي .. آآآه على عشقٍ مُتعب أرغبُ به بِكل جوارحي .. أرغب في كتابته حتى وإن ظل يثقب روحي بِبرود دون رحمة .. أرغبُ به .. لأنه يتمحور عليك .. يتعلقُ بِتفاصيل حديثك وإبتسامتك .. يُذكرني الأن في هذه الساعة المُبكرة مِن الصباح بِكل صباح قضيته أنتظرُ صوتك الناعس وحروفك التي تُغرقني بِلهفتها نحوي .. أشتاقكَ وأريد أن آتي إليك لأهمس في أذنك اليمنى بأنني أشتاقكَ .. أريد أن أخبر كل من يعيش في أحلامك الأن أنني أُحبك .. لِيغادر حلمك سريعاً ويتركني أُنعش أحلامك بِبرودة أناملي التي تُداعب شعر ذقنك وتتودد إلى وجهك .. أصابعي التي صارت تحفظ نبضات وجهك وحرارة أنفاسك .. حبيبي لن أوقظك ولكنني أتمنى من الرب أن يُوقظك لِتشعر بِتلك الأنامل التي تُحيط بِوجهك وتمسح على شعرك وتحكي لك قصة أوشكت على النهاية .. ليتك تستيقظ .. ليتك.
***
روحي المُنهارة أمامك تُدرك مدى ضعفها .. لِذلك هي لا تجرؤ على فِعل شيء سوى انتظارك .. تخاف أن تفعل شيء يُساهم في مُضايقتك .. لذلك هي لا تفعل شيء سوى ألتقاط كل حرفٍ مجنون وتسليمه إلى حبر القلم الثائر .. عمري الذي مضى والذي سيمضي أُريدك الأن لِتشعر بِضعفي لِتُنقذني مني .. أريد أن أكتبك ولكن ذلك الحّب تمكن من حبري وورقي وحروفي .. تمكن مِن كل وسيلة كادت أن تُساعدني .. لذلك أنا الأن عاجزة عن فعل شيء سوى شرب هذه القهوة السوداء التي قد تقتلُ النعاس وتُنعش ماتبقى مِن حروفي لأرسلها إليك قبل أن تُثقَب أجنحتها ..
***
أذكرُ أهتمامك وكل حرفٍ كتبته أناملكَ من أجلي .. أذكر كل تصرفٍاتك الإنسانية أيها النقي الشفاف .. أذكرُ كل كلمة نطقت بها وكل ما فعلته مِن أجلي .. 
لذلك أنا عاجزة عن شُكرِك .. عاجزة عن رد الجميل يا روح فتاتك .. أُحبك جداً .. إلى حد الآدمان .. يا سمائي السرمديه ويا روحي النقية .. نجومي وكواكبي .. بحري ونهري .. محيطي وجزيرتي .. أرغبُ بك .. حقاً أرغب في احتضان وجهك الملائكي والغناء على تلك التفاصيل التي فتنت القلم إلى أن قتلته بِحبها وصار عاجزاً عن الآتيان بِحروفٍ صارخة تُناسب مقامها .. أُحبك بِقدر فِتنة ملامحك .. أحبك بِقدر عجزي الأن عن أكمال سطوري هذه .. أُحبك.
***
الساعةُ الأن تُشير إلى العِشق المستوي بّي والذي سينفجر لِيلتهم كل جدران كياني .. أُحبك بِحجم هذه الكرة الأرضية ومن عليها مِن الأنام .. الأحياء والأموات .. المُستيقظين والنيام .. أُحبك بِعدد كل خلايا النباتات وبِعدد كل قطرة بَرَد لامست أرضنا الصلبة .. يا وطن الروح إليك ألوذ بالفرار مني إن رأيت اليأس يلجأ إلي .. أهرب مِن كل واقعٍ مّر إلى روحك التي تأخذني إلى جنة أجدُ بها كل ما أريد مِن نعمٍ أشكرُ المولى عليها .. حبيبي .. أنت أيها النعمة التي أبكتني .. كل ما أرجوه هو أن لا تُغادرني .. فَحبي لك سيظلُ ثائر مغروس في أرض روحي لا تستأصله أرواح أخرى .. حتى روحك لا تجرؤ على فعل ذلك .. حتى أنا ..!
***
كاتبتك مُفعمة بك ..
تكتبك في كل سطورها ..
وتقرأك في كل رواياتها ..
تراك في كل أحلامها ..
وتذكرك في كل ساعاتها ..
كاتبتك تُحبك ..
تغرق بك ..
***
عمري .. ربيعي .. جنوني .. صخبي .. وطني .. منفاي .. ملاذي .. 
أريدكَ بِحجم أصراري على حبك ..
حبك الذي علم حروفي كيف تتنفس ثم أعادها إلي..
بعد أن كُنت مُصابة بِالخيبة أبحث في زحام الصمت عن حروفي الصغيرة .. هناك وبعد وقتٍ طويل وجدتك وبِحوزتك أنا وحروفي وكياني .. ناديتني 
- وميض 
فأثرت قلبي الذي تواثب في مكانه يُريدك وصار يتبعك أينما كُنت ..
حبيبي .. نور عيني  ونور هذا القلب الذي لا يُبصر غيرك ..
أرغبُ بك ..
أريدك وأعلم أن لا شيء يُساعدني على ما أريد ..
ولكنني سأظل قوية أُطالب بِحبك ..
أُطالب بمن أعاد الحياة إلي ..
روحي .. الظروف ..
كُل مايحدثُ مُثير للريبة والخيبة ..
ولكنك أنت وحدك بصيص الأمل ..
هل تذكُر تِلكَ الجملة التي كتبتها طويلاً لك ..
أنت تحفظها كما أحفظها أنا ..
جملة أحببتُ ذكرها كثيراً أمامك ..
لأنها تستفزُ مشاعرنا وتُحرضنا على البحث عن طريقٍ يقودنا إلينا ..
حبيبي .. أرغبُ بك كثيراً..
 كل ما يحدث .. مُثير للريبة والخيبة ..
ولكنك أنت وحدك بصيص الأمل ..
أُحبك بِكل جوارحي ..
يا بسمة أملي ..
يا غايتي ..
***
رائحة الجنان ..
عبقُ الزهر والريحان ..
كلُ الطيب والمسك أنت ..
حبيب هذه الروح الملتاعة
أفتقدكَ بِحجم حزني على ساعة غيابك..
أعني تلك الساعات ..
ساعات سقيمة تنشر المرض في قلبي ..
لِيشعر بِالفقد ..
حبيبي .. أفتقدك جداً ..
وهذا الفقد يؤلمني ..
يقتلني ويهزني ..
أريدك ..
تعال إلي..
***
سألت القدر عنك .. أين كان طوال هذه المدة عني فلم يُجِب ..!
آآآهٌ على وقتٍ مضى دونك ..
تمنيتك بحرارة صيفنا هذا أن تكون إلى جانبي مُنذُ زمن..
لأكون أنا أمرأتك وأم لأطفالك ..
كُنتَ لي خير الأخ والصديق ..
وستكون لإبنائنا خير الأب ..
أُحبك جداً يا روحي..
ولازلتُ أسأل القدر : أينكَ مُنذ زمن..
بِخيبة عارمة..
أينك يا روح مُنذ زمن..
ليتك كُنت هنا ..
ليتك..
***
عمري.. 
حُبك هذا عظيم ..
يُبكيني ..
الساعة الأن تُشير إلى السابعة والربع صباحاً ..
سأطلبُ منك طلباً واحداً ..
حبيبي ..
أبداً لا تُغادرني..
أرجوك 
كون بخير ..

#وميض
تويتر : geneourla
٢٠١٥/٦/٢٤