Monday, July 28, 2014

لا تّرحل / الجزء الأخير من لستُ سيجاره !

- تأخرتِ كثيراً ..
- نعم أعلم ذلك ولكنني أنشغلت  قليلاً ..
- مالذي يشغل وقتك عني ؟
- كف عن ذلك !
- لن أكف عن هذا فتقاسيم الخجل هي أول ما أريد رؤيتها الأن على وجهك الملائكي هذا ..
- اسمعني كف عن هذا الأن أنا جئت لأخبرك أنني سأنشغل هذه الليله عنك ..
- إلى أين ؟
- ستعرف لاحقاً , الوداع ..
- مهلاً أنتظري !
أستدرت نحوه لتلتقي عيني بعينيه .
-         أحبكِ.
أبتسمت ومضيت وأنا أسأل نفسي..
هل سنتقابل حقاً ؟
أم أننا سنودع بعضنا من جديد ..
هل ستجري الرياح بما نشتهي أم أنها ستفرقنا ..
المصير قادم ..
هيا لنذهب إلى المنزل ..
لنضع اللمسات الأخيره على هذه الخطه..
ففي هذه الليله سيحدث ماكنتُ أنتظره منذ زمن ..
الإنتقام ..
***


عذراً على تأجيلي لموعدنا ولكنني كنتُ منشغله كثيراً , سآتي إليك في الساعه الثامنه مساءاً .. أنتظرني

حبيبتك نانسي

ياله من فخ نصبته لهذا المحتال ..
أريد فقط معرفه شعوره حينما يراني مجدداً..
ولكنني لن أُعطيه المجال سأقتله ..
نعم سأقتله ..
كانت تلك الرساله مرسله من هاتف نانسي الذي أرفقته هي مع هذا الصندوق ووضعت معه عنوان هذا العاهر ورقم هاتفه ..
يالك من ذكيه يا نانسي ..
هيا أذاً ..
لنُكمل هذا الخّطه..
الساعه الأن تُشير إلى السادسه ..
هيا.. حان وقت الإستحمام ..
وبعد الإنتهاء من ذلك سأضع القليل من المساحيق  ..
ثم سأذهب للقاءه ..
الليله ستكون مختلفه نوعاً ما ..
ستضيف إلى حياتي الممله القليل من المغامره..
المغامرة الخطره ..
***
ها أنا ذا أقف خلف باب شقته بعد أن قرعت جرس الباب ..
ها أنا ذا أقف أمام شقه عدوي اللدود ..
نعم سأنتقم أخيراً ..
ولكن .. أريد فقط أن أتذكر شيء ..
هل أقفلت باب منزلي ؟
أن السارقين كُثر ..
لايهم .. فالإنتقام هو مرادي الأن ..
أنه ..
أنه هو ..
صوت خطواته الدنيئه ..
أنه يقترب من الباب ..
أنه ..
يُحرك قبضه الباب ..
-         من ؟
-         ومن غيري ستأتي إليك  في هذه الساعه المتأخره من الليل ..
دفعته إلى الداخل ثم أغلقت الباب خلفي بأحكام..
وهناك في شقتي ..
كان أحدهم يتجول في دار نومي ..
ليبحث عن شيء ما ..
وما أن رأى الصندوق حتى توقف أمامه ..
ثم ..
 فتح الصندوق ..
ليجد ذلك العنوان الغريب المكتوب على الرساله  ..
مهم وسري جداً إلى ..
***
-         أنتِ؟!
كان يقولها وهو يتراجع إلى الخلف في ذهول , فأنتهزت هذه الفرصه لأتقدم نحوه بلا خوف ثم أردفت قائله: :
-         مفاجأه يا هذا !
-         كيف وصلتِ إلى هنا ؟!
-         جئت لإعطيك هذه الأوراق , أنها تعنيك !
كان يتقدم بخطوات خائفه ومتوتره !
ياله من جبان وقح وعاهر !
اللعنه عليك !
-         هل أقرأها ؟!
-         بالتأكيد ..
-         حسنٌ
وبدء بقرأه تلك الأوراق التي كانت تحمل إليه خبر أكبر من طاقه تحمله ..
خبر أصابته بالإيدز ..
أتسعت عيناه , وعقد بين حاجبيه وأخذ يردد : مستحيل .. مستحيل , أنها مزوره !
ضَحّكت لأحاول أستفزازه ثم أردفت قائله : من قال ذلك ؟! حسنُ إن كنتَ تشك في صحه هذه الأوراق تستطيع  عمل تحليل أخر .
-         لا أنا سليم .. أنت كاذبه أيتها ال..
تقدمت إليه ووجهت إليه صفعه قلبت أتزانه رأساً على عقب ..
-         اياك أن تنبس ببنت شفة .
-         كيف تجرؤين .
ووجهت إليه صفعه أخرى .
-         يا عاهره !
سأريك من هي العاهره ..
وشنت الحرب بيننا ..
وأستطاع الوغد أن يوقعني أرضاً ..
وحاول خنقي ولكنه ..
أستدار حينما سمع صوت تحطم الباب ..
حاول النهوض ولكنه ..
سقط أرضاً ..
نعم فقد جاء من كان يقف أمام ذلك الصندوق بمنزلي ..
جاء رجل الأزقه الشجاع لينقذني ..
أوقعه أرضاً ثم جاء ليحاول التأكد من سلامتي ولكنني كنتُ فقط أريد منه أن يرحل ..
لأنه لو رحل لما حدث ماحدث ..
حاولت أن أقوله له : أنه خلفه ..
ولكن لساني عجز عن النطق ..
لذلك طعنه ذلك الرجل الوغد ..
ولذلك سقط حبيبي أرضاً ..
ولذلك نهضت مسرعه نحو ذلك العاهر وأنا أحمل له كل الكرهه والضغينه ..
فالضغينه اقسى بألف مرة من السكين ..
جرح معصمي ولكنه لم يتمكن مني بعد ذلك ..
لأنني لم أترك عنقه حتى تأكدت من وفاته.
نعم ..هي ملامح الجثه التقليديه التي أكدت لي وفاته ..
العينان الشاخصتان وإلى أخره ..
ولكنني لم أبالي كثيراً بهذا ..
فقد تركت كل مابيدي وتوجهت نحوه ..
نحو منقذي الشجاع..
رجل الأزقه..
***
-         لاتبكي ِ يا ححلوتي ..
-         أنتظرني سأتصل بالإسعاف الأن ..
-         أنتظري ..
-         لا لن أنتظر أريد أن أنقذك فالنزيف لن يتوقف ..
-         ولكنني أريد أن أخبركِ بشيء .
-         ماذا ؟
-         أٌقتربي أريد أن أهمس في أذنيك ..
وما أن أقتربت حتى قال: أحبكِ للأبد ..
سقطت تلك الدمعه الحارقه من عيني لتُصيب وجنته ..
-         ولكنني مُصابه بالإيدز ..
-         أعرف وهذا ليس ذنبك ..
-         ماذا ؟!
-         ليس ذنبكِ أرجوك لاتحزني أبداً .. ولاتنسي أنني في حُبكِ متيم ..
-         مهلاً سأتصل بالإسعاف ..
-         هذا لن يجدي نفعا يا أميرتي ..
-         لا لن تموت وتتركني ، لن ترحل ..
-         يُشرفني أن أموت وأنا أحاول حمايتكِ !
-         كلا أنا لا أستحق هذا أنني ملطخه بدم ملوث و..
-         ك ككفي عن هذا , الإيدز لم يزيل طيبه قلبك التي عشقتها ولن يمنعني من حبك هل تفهمين ..
-         أحبك أرجوك أنهض..
-         وأأنا أيضضا ا ..
-         رجل الأزقه !!
-         .....
-         رجل الأزقه أرجوك أنهض ..
-         ......
كيف ؟!
كيف ترحل وتتركني وحيده ؟!
أنهض أرجوك ..
أرجوك لا ترحل ..
أرجووك أنهض ..
ولكنه لن ينهض أبداً ..
أبداً ..
***
راحلي العزيز ..
أكتبُ إليك هذه الرساله التي لن تقرأها أبداً..
أكتب إليك الدموع التي لم تجف منذ رحيلك , أكتب إليك الألم الذي يلاحقني منذ موتك ..
أكتب إليك الحّب العظيم الذي أحمله إليك ..
قد أكون سيئه حظ ولكن حُبك هو أجمل ما حدث في حياتي..
لذلك سأظل أحبك ..
وسأختار طريقك ..
وسأمضي به كما فعلت نانسي..
هذا هو المشرط ..
وها أنا ذا أسكن الأن بجانبك في داري بعد أن أضرمت النار في شقه ذلك العاهر ..
سأموت بجانبك ..
وستنتهي حكايتي للأبد معك ..
لن ترحل وحيداً ..
أنتظرني ..
فحبيبتكَ أثير قادمه..


تمت بحمد الله

كلمات : وميض
twitter : @_alnourii

No comments:

Post a Comment