Monday, July 28, 2014

رجل الأزقه / الجزء الثالث من لستُ سيجاره !


-         إلى أين يا حلوتي !!

يا ألهي كنتُ على وشك الفرار منه !!

-         أنتِ جميله جداً يجب أن لا تعودي إلى البيت الأن !!

حسنُ سأحاول أن أتجاهله وأجري بأقصى سرعة , ولكن لا .. إن فعلت ذلك فسيظن أنني خائفة منه لذلك سأسير ببطء وبثقه ..

 ومن جانب أخر..

 ليس هناك شيء أخسره ..

مضيت بين الأزقة خائفة , تائهة .. لا أشعر ألا بخطوات أقدام تقترب جداً مني , حسنُ هاهو المنزل لا يفصلني عنه سواء بضع خطوات قليلة ..

و ..

-         قلت لكِ توقفي !!

قال ذلك بعد أن أمسك بذراعي في غضب وضغط عليها حتى كادت تتحطم بين أنامله القاسية.

-         ما بالك دعني وشأني !!

-         قلت لك أنت جميله ولن تذهبي إلى أي مكان !!

جميله !!

ربما كنت كذلك , ولكنني لم أعد جميلة  , وكل ذلك بسبب تلك الممنوعات التي أدمنتها وذلك الطائش الذي أتبعت طريقه ولم أنظر للخلف أبداً ..

اللعنة على تلك العجوز التي كانت تتنقل بين الأزقة لتبحث عن كل فاشل تبيع له المخدرات ..

اللعنة على ذلك الطائش الذي جعل مني مجرد سيجارة منسية لا ينظر إليها أبداً ..

اللعنة على الحب الذي أوقعني في وحل العار والذل والإهانة ..

-         هي أنتِ كفي عن التظاهر بالفقر , أن كنتِ تظنين أنني سأتركك تذهبين فأنتِ مخطئة أنا أبحث عنكن في كل مكان ..

نظرت إليه في صرامه وقلت : عنا !!

-         أبتسم وقال نعم عنكن يا ......

وما أن قالها حتى وجهت له صفعه على وجهه !!

صُعق !!

تألم وغَضِب !!

تقدم نحوي وأنتم تعلمون ما كان ينوي فعله بي ..

ولكن ردة فعلي كانت أقسى من تصرفه بكثير ..

ردة فعل لن يتوقعها أحدكم أبداً ..

أبداً ..

******

-         أفعل ما شئت !!

صُعق من تلك الكلمات !!

كان يتوقع رؤيه مقاومتي !!

نظر إلى عيني ولمح ذلك الشيء !!

دمعة !!

ترك ذراعي وأنا أعرف لماذا فعل ذلك , لأنه فضولي ويريد معرفه سر تلك الدمعة ..

-         لماذا تبكين , هل السبب هو أنني ...

-         لا!!

ظَل صامتاً حتى سمع نحيبي ..

نحيبٌ أيقظ طفلٍ كان يسكن بداخله ..

-         هل أنتِ بخير , قولي لي ما بالك , حسنٌ سأدعك وشأنك ولكن ارجوك لا تبكين ..

-         لا يهم !!

نظر إلي في حيرة وقال : أذاً ما الذي يهمك ؟

-         الذي يهمني هو حقي الذي أكلته الأيام .

-         حقك ! كيف قولي لي ؟

-         أنت لا تريد الاستماع , أنت فقط تبحث عن سعادتك وتصطاد أي فتاة تجدها وحيدة بين الازقة لتنهش في لحمها ومن ثم ترميها لبقية الحثالة ..

ولا أنكر أنه شعر بالغضب من كلماتي هذه ولكنه حاول أن يتمالك نفسه وهذا أجمل ما وجدته فيه , نظر إلي ثم أستدار قليلاً ل يوليني ظهرة قائلاً بصوت مخنوق ..

-         ولم تسأليني أنتِ عن سبب تواجدي في هذه الأزقة .. لم تسأليني إن كان حالي هذا يعجبني أم لا يعجبني  هل تظنين أنني أحب لقب ( The Ghost ) ؟ هل تظنين أنني سعيد لكوني وحش كاسر لا يستطيع أحداً الاقتراب منه ؟ أنا كنتِ مثلك تماماً , أخاف السير وحدي , ولكن أبي كان يُجبرني على بيع تلك المخدرات اللعينة إلى أن وقعت ..

-         لحظه صمت –

-         أرجوك أكمل ..

قلت ذلك بعد انتظار ..

لم أكن أريد ذلك الصمت أبداً ..

فهو كان يقتربً مني كثيراً..

-         ماذا أقول لكِ أنا متعجب من نفسي كثيراً !

-         لماذا ؟

-         لأنني أخبرتك بكل ذلك ..

-         ولكن هناك الكثير من الأشياء التي لم تُخبرني عنها ..

أستدار نحوي بقوه وغضب ثم قال : وما شأنك أنتِ هيا أغربي عن وجهي قبل أن أغير رأيي!!

وفي تلك اللحظة حينما أستدار نحوي ونظرت إلى عينيه وجدت ماكنت أخشاه ..

وجدت دمعة يتيمه كانت تخاف الخروج ..

دمعة تظن إن خروجها سيكون سبب في تعاسة هذا الكيان الذي يسكنه طفل لا يعرف عنواناً للقسوة ..

-         قلت هيا أغربي عن وجهي الأن ..

-         حسنٌ سأرحل ولكن قبل ذلك عندي سؤال واحد ..

قال في مضض : وما هو ذلك السؤال ؟

-         هل تريد مني الرحيل حقاً ؟

نظر إلي وكأنه علم أن ليس هناك مفر من الاعتراف ..

-         لا ..

-         اذاً ؟

-         حسنٌ سأخبرك بكل شيء ..

-         كيف أنتهى بك المطاف إلى هنا ؟

-         كل ذلك كان بسببه ..

-         من ؟

أبتلع ريقه وظل صامت لثوانٍ ثم قال : أحد الذين كنت أبيع لهم المخدرات !!

كنت أخشى سماع ذلك !!

ولكنه حدث ..

ولذلك هو يدعي القوة ..

لذلك هو يحاول أخافه الجميع .. لأبعادهم عنه ..

ليبقى في أمان ..

-         كُنت أخاف منه وأختبئ منه دائماً , ولكن في ذلك اليوم كان الحظ معه والندم مصيري .. كنتُ أريد أن أرمي كل تلك الأكياس وأفر هارباً حتى لا يوبخني أبي أو يخدش ذلك الرجل كرامتي ولكن .. حدث ما حدث ..

مهلاً , أنا سمعت هذه الحكاية من قبل ..

سمعت عن هؤلاء الأطفال الذين يتاجرون بالمخدرات وسمعت أيضاً عن نهايتهم ..

سمعت عنها في خاطرة قرأتها سابقاً ..

خاطره بعنوان بين الأزقة ..

للكاتبة وميض !

بقلم : وميض
twitter ; @_alnourii

No comments:

Post a Comment