لستُ سيجاره / الجزء الأول !

رائحةٌ عفن .. 

رائحهٌ خيانه ..

رائحهٌ غدر ..

دماء ملوثه في كل مكان ..

تخاف أن تقترب منها ..

تخاف أن تنظر إليها ..

دماء تغطي طريقك لتجعله مسدود..

لتجلس أنت أسير ذلك الطريق ..

تبكي ، تحترق ، وربما تُشغل النار في نفسك قبل أن تصل بقعه من تلك الدماء  إلى جسدك ..

تخاف من أن تلمس جسدك !!

ولكن مالسر وراء خوفك من ذلك الدم ..

لماذا أنت مرتبك الأن ..

هه ، علمت الأن ..

نعم أعلم أنه ملوث ..

والدماء الملوثه تعني أنها ..

لاشيء !! 

أنه الأيدز وحسب !!

أنه استراتيجيه موت تُشبه السيجاره كثيراً..

وقت طويل وألم قاسي إلى أن يذبل جسدك معلناً للموت أستسلامه !!

ولكن لما الخوف يا صاح؟

ماذا لو قالوا لك أن تلك الدماء  تجري في عروقك الأن  !!

كيف ستبرر لنفسك ..

هل الثقه والحب هو التبرير ..

هل سوء الاختيار هو التبرير..

هل لحظه الضعف هي التبرير ..

قل لي .. لايهمني رأي الأخرين فقط أريد أن أعرف مالذي ستقوله لنفسك ..

 - لاينفعني الندم الأن .. فقد تبدد الأمل بوجود ذلك المرض .. تبددت كل تلك الأحلام بسبب اجساد رخيصه لاثمن لها ..

هذا ماستقوله إليس كذلك ؟

نعم أنت على حق .. هي بالفعل أجساد رخيصه ..

اجساد وهبت نفسها للسيجاره والنبيذ والأيدز..

ولا شك في أن التراب الذي نطئه أغلى منها..

ولكن مالفائده يا صديقي فقد ضاع عمري ..

كنتٌ احب القلم كثيراً والقهوة ..

كنت أحب والدي ..

كنتُ اخاف الاقتراب من ذلك الطريق المسدود..

ولكن كيف ستتصرف إن وقعت تحت تهديد ..

ماذا لو قالوا لك كلام عجزت عن التحدث بعده ولم تترك الفرصه ألا لدموعك للتعبير عن موقف عجز لسانك عن التعبير عنه ..

جرعه منوم ..

وتهديد ..

وقذف بالحديث ..

إلى أن تطايرت كل عصافير السلام تلك التي كانت تسكنُ نفسك ..

أين أنت !! 

فقد حلقت كل تلك العصافير وبقيت انت تحت تهديد صاحب السيجاره اللعين !!

لماذا أحببته ؟

هه ، خطأ بسيط سأظل أدفع ثمنه طوال حياتي..

أعني أيام عمري المتبقيه وهذا إن بقي هناك امل أستطيع أن أعيش معه حتى نهايه طريقي ..

الموت يقترب كل يوم أكثر فأكثر ..

قلمٌ .. أصبحت صورته مشوشه أمامي..

قهوة بلا سكر .. مهما وضعت السكر فيها ألا أنها خاليه تماماً من السكر .. 

هل الأيدز يجعلكَ تفقد طعم السكر ..

ربما ..

عُزله ، أنطواء .. 

آدمان اللاشيء ، والشرود ..

قلبٌ يريد الموت في هذه اللحظه ولكن اللعنه على ذلك النبض لا يريد التوقف ..

حقيقة أصبحت لا أشعرُ بشيء ..

وماتؤلمني هي كلمات أمي ..

هل أنتي بخير !! 

هه ، أنا لستُ بخير فقط لا تقتربي ..

لا أريد أن ألوثك بدمٍ فاسد ..

أختي أبتعدي ..

أبي أبتعد ..

أكرهكم جميعاً ..

أكرهكم لأنني لا أريد منكم الأقتراب ..

لاذنب لكم ..

فقد قلتُ لنفسي هذه الجمله 

( لامزيد من المشاعر .. بل هناك المزيد من الألم.. )

وذلك الألم يشبه تماماً كأس النبيذ الذي كان يُجبرني على أن أشربه..

كان يجبرني دائماً ..

إلى أن نقل لي هذا المرض ..

ولكن مهلاً ..

هنالك شيء لا تعلمونه ..

هو لايعلم بشأن ذلك  ..

هو لا يعلم أن الدم الذي يجري في عروقه دم ملوث ..

هه , يالي من محظوظه ..

سأحظى بوقت جميل لأتلذذ به في تلوين لوحه كبيره بقلم مداده دمه ..

وكل ما أردت قوله لتلك الفتاه ..

شكراً ..هو يستحق ذلك ..

هو يستحق الأيدز ..

وأنا الأن سأريه أنني لست كأس نبيذ ..

أو سيجاره حقيره وسط أنامله ..

سأريه ذلك ..

قبل أن يقضي الفيروس ..

على أخر ذره مناعه في جسدي ..

كلمات : وميض

twitter : @_alnourii