Friday, May 29, 2015

آنيا ..!


(1)
أن الساعة الأن تُشير إلى بركان الغصب الثائر في أعماقي المُلتوية ..!
غضبٌ ممتزج بقهر وحزن على غائب يتصنع الكبرياء  ودائماً مايترك روحي اليتيمة فريسة لسواد الليل الحالك هذا  ..!
فريسة سهلة للحزن والصمت الذي أطبق على أرضي الصاخبة بقوة آلاف الجبال ليتسرب إلى مساماتها كالدخان المُثقلُ بالسم ويقتل كل جذور الصوت والحرف الذي كان سيرى النور لو أنه عاش قليلاً ..!
هأنذا أجلس على أرضية داري المُتصلبة الباردة في سّكون كاذب إلى جوار دمعاتي المُنهمرة على وجنتي المحترقتين لأسامرها تاركة القمر وحيداً هناك خلف ستارة الشرفة..!
يُنادي علي لأجلس معه وأشكو له عن حالٍ لن يصلحَ أبداً ..!
ولكنني هنا أمارس الضحك والتحدث والصمت مع دمعاتي التي لم تعد يتيمة بعد أن تبنيتها اليوم .. قّبل أن تتبخر في صباح الغد مع تبخر الذكريات..!
نعم أعلم أنني سأقول كعادتي بأنني سأشتاقُ كثيراً إلى حرارتها التي شعرت بها وجنتي الباردتين ..!
ولكنني في الواقع أنسى أمرها ..!
أنسى حرارتها وجموحها وغضبها..!
وتلتئمً وجنتي المُحترقتين وتعود إلى حرارتها الطبيعية ..!
تزول كُل آثار الحزن وكأن هذه الدار لم تشهد أي حزن..!
لأنني وبكل بساطة عاشقة لا حول لها ولاقوة دائماً ما ألقى دموع طازجةً  بعد تلك التي تبخرت وأكلتها الأيام الأشد منها .. تلك الدموع الطازجة تكون أشد حرارة وغضب وجموح منها ..!
دموع جديدة تسيلُ على وجنتي لِتُخلف ميلاداً جديداً لِحُزني رقم الألف للسبب ذاته ..!
الغيابُ الملعون ذاك..!
الغياب الذي يَشلُ حركةَ سعادتي ، ويلوي ذراع حروفٌ أكتظت بها حنجرتي ..!
الغيابُ الفاسد الذي أفسد كل ربيعٌ مُنتظر بدناسة أقدامه ..!
قتل كل الورودِ وسفك دماء كل العصافير ..!
وماتت الوان الربيع هناك تحت أقدامه..!
لذلك أنا دائماً ما أتحدثُ عن الشوق إلى دمعات الأمس ولا أشتاق..!
لأنني أجد ماهي أشد ملوحة وعذاب في اليوم الذي يتبع ذلك اليوم المشؤوم..!
كيف لي أن لا أنسى دموع الأمس ..!
وقد شنت حرب دموع نارية تشتعلُ على طرقات وجنتي وكأنها قطرات ماء الجحيم ..!
نعم كيف لي أن أمنع الدموع والسبب يتضخم فيّ كل يوم ..!
يتضحمُ دون توقف .. أجده في كل ثانية يلتهبُ ألتهاب مُستعصي لا يمكن إبادته ..!
سيظلُ يلتهم كل جزء يتيم من الروح إلى أن تنفجر هي وهو معها ..!
وتغرب عن هذا الجسد السقيم إلى الغربة دون عودة..!
ذلك السبب ..!
يُصبح أكثر صلابة ..!
وأطول عمراً..!
حينما تبقى الدموع حبيسة المُقلتين..!
فيتحول إلى شوكٍ مسنون يُهاجم جدران الروح الناعمة تلك..!
يوخزها ليتسرب الجفاف إلى عروقها..!
يُحطم الرغبة في الفرار منه..!
لذلك أنا وبكل فخر أرقص ندماً ..!
لستً أرقص لأغريك الأن ..!
لا أرقص حزناً ..!
أرقص تعاسةً ..!
ولكنني لازلت أشعر حينما أغمضُ عيني وأسلم روحي إلى ألحان الموتٍ أنك هنا ترمقني بأنجذابٍ لا ينقطع كعادتك..!
تتأهب للهجوم على فتاة ثملة بك ..!
ثملة من فرط الحزن على غيابك..!
تلقي النكت السخيفة وتضحك مع دموعها ..!
ودموعها تبتسم في حزن محاولة بذلك مُجاملة جنونها ..!
أنا أقول دائماً والخيبة تعتلي حنجرتي بشراسة غير معهودة ..!
لأنسى كما ينسى هّو وعود الأمس التي ألقاها على مسامعي المسكينة..!
وأنا أعلم أنني قد أنسى كل شيء إلا وعوده ..!
تلك الوعود التي تُشبه النكت الكئيبة التي لن ترغب بها أي صحيفة ..!
النكت اللزجة التي تُشبه الغراء النتن المُتسرب من أضرحة بالية
نُكت تُفتت الصخر وتُذيب جزيئاته الصغيرة..!
حبيبي الغائب ..!
هأنذا أنحني وأتميل باكية هنا من هّول هذه النكت إلى جانب دموعي ..!
ومّن الطبيعي أن تنزلق أناملي بسببها لتوقعني أرضاً .. لأستيقظ من أعماق الثمالة وأدرك أنني كُنت هنا في مُنتصفِ الدار أدور باحثة عن النسيان..!
المهم.. دعك من كل ذلك ..!
لأنني عّدت لأرقص مرة أخرى ..!
وأقف على أناملي وأتحرك ورأسي عالقٌ في السقف ..!
أغمضٌ عيني وأسلم روحي إلى فراغ الدار السوداء هذه ..!
أطلق العنان لها كّي تسافر وأبقى أنا هنا عالقة في مُنتصف الدار ..!
أبتسم للفراغ ..!
وأغني بصوتٍ أثقله الحزن ..!
أدور كالفراشة المثقوبة أجنحتها ..!
أنجب المزيد من الدموع الحارة لتسجد لطغيان حزني ..!
أشعر وكأنني أذوب ..!
أتحلل ..!
أتفتت على هذه الأرض الصلبة..!
فالروح هناك تبحث عّن مُنقذ يُنقذني من هّول  جنوني ..!
وأنا هّنا لا أنتظرُ عودتها ..!
لأنني سلمتُ أمري للساعة القادمة..!
التي قد تكون هي ساعة نهاية عنائي..!
تلك الساعة التي فكرتُ بها طويلاً ..!
هل ستؤلمه أم لا ..؟
هل ينتظرها كما أنتظرها أنا أم يخافها ..!
لا أعرف ..!
ليته يخافها ..!
كي أقنع قلبي أنه ليس سيء إلى تلك الدرجة ..!
***
(2)
آآآآآه ..!
أشكو مّن مرارة الغياب الذي يُبعثر جسدي بشكل روتيني دائم..!
أريد العودة من حيث أتيت ولكنني أجهل الطريق إلى قلبكِ..!
نعم أنا حلقتٌ من بين راحة يديكِ لتحط أقدامي في نار الجحيم المُتراقصة هذه ..!
لم تكوني أبداً لتُحرضيني على الرحيل ولكنك أيضاً كُنت لا تُحبي أن تؤلمي جناحي ..!
لذلك لم تُغلقي راحة يديكِ علي ..!
كُنت حنونةً وكنت أهوى السفر بعيداً عن مُتناول حبكِ ..!
لأعود له كَطفلٍ جائع مُتعطش لرحمتكِ..!
كُنت أمارس الرحيل بروتينية بشعة وكنتِ في كل مرة تُمارسين الرحمة بروتينية فضيعة ..!
أتسائل إن كان الملل لم يصل إلى قلبك بعد ..!
أم أنني في قلبك أعظم من هذا الملل الشنيع ..!
الذي قد يُفقدني ذاتي ويجعلني أقف عمراً أمام بابكِ بحثاً عن طريق يقودني إلى داركِ كي لا أهدأ أبداً معك ..!
وكي تنزفين بي كالعادة ،، لأنني أشتاقكِ ..!
حبيبتي .. لا تتغيري ..!
لا تتسلطي وكوني رحيمة دائماً بطفلك المتهور ..!
فأنا إن كنتِ تريدين الحقيقة يا حبيبتي أجهل الطريق إلي ..!
إلى حبيبكِ الذي كان يبقى بجانبك دون أن يتمنى المُغادرة ..!
ولكنني ضعتُ بين ثنايا الفراغ البعيد عن فراغكِ ..!
أصبحت هناك أعيش لأرمق تلك الأجساد الملتوية الراقصة أسفل الأنوار الوردية ..!
والتي تتحرق شوقاً إلى الإقتراب ..!
وكأن ذلك الأقتراب يُشبه القرعة ..!
من يثمل أولاً ثم يقترب من الجسد الذي سيرقد أمامه في ثبوت دون حراك..!
في أستسلام دون أدراك لما يحمله ذلك الجسد من طغيان وفساد وأمراض ورحمة..!
أنا لا أقول أن تجربة العاهرات رحمة ..!
بل هي نقمة تسربت إلى عالمنا على شكل رحمة ..!
ولن نُدرك أنها نقمة إلا بعد فوات الأوان..!
هل ترين .. أنني أتحدث بما كنتِ تُرددينه على مسامعي دائماً..!
-        لا تلتفت إلى العاهرات لأنهن كالأدمان الذي سيجرك إلى مصيبة ستبقى تئن في جسدك حتى لحظةُ موتك .. وإن أردت سأكون لك أفضل من كل فتاة مُقززة ترقد أمام أي فتى يعترض طريقتها ..!
كم كُنت أحبُ خوفكِ علي قبل حبكِ ..!
وكأنني أبنٌ كتب الله له الجنه في الدنيا ..!
أنت الجنة وتفاصيل الجنة وكل مايتعلق بالجنة..!
عزيزتي ..!
صدقيني أنا في هذا المكان المشؤوم أجد حروفكِ وكلماتكِ التي نطق بها لسانكِ الذي أشتهيه الأن تتراقص أمامي في تمرد لتشدني إلى سبيل العودة إليك ..!
أنا أعلم دائماً أنكِ متأهبة لأستقبالي بحرب القبلات والرقص والتمرد ..!
ولكنني لازلتُ أخشى من ساع تسلطك لا تمردكِ ..!
أخشى أن أعود أجدك لا تفتحين لي الباب ..!
وتطلبين الأنفصال عني ليحظى بكِ رجلاً أخر يُحبك أكثر مني ..!
صدقي حبيبكِ الضائع أنني سأجدكِ معه وسأقتلكم معاً..!
أرفض أن تمس أنامل رجل أخر أطرافكِ ..!
وأن ترى عيون غير عيوني أنحنائاتكِ..!
لأنك يا رحيمة خُلقتِ لأستيعاب ضجري وصخبي وجنوني وغيابي ..!
قولي عني أنانياً فأنني لا أكترث ..!
نعم أنتِ وكل تفاصيلكِ من ألفها إلى يائها تخصني وحدي ..!
عزيزتي أنا لم ألمس جسد أمرأة سواك صدقيني ..!
ولكنني كُنت أقترب قليلاً فقط ..!
لأن منعكِ لي وكلماتكِ الصاخبة الرنانة في أذني أقوى من رغباتي ..!
لذلك كُنت أشرب القليل فقط حتى لا أثمل وأنسى أنني ملككِ ..!
لا أعرف لماذا أنا هنا أصلاً ..!
ولكنني أفتقدك يا آنيا ..!
أفتقدك بشدة ومن حسن الحظ أنني أستطيع البكاء هنا دون أن يرمق دموعي أحداً ..!
تلك الدموع التي تشكو شوقها إليك وإلى جسدكِ الفاتن ورائحة أنفاسك اللذيذة..!
تعرفين ..!
حتى النادل ذو الأنفاس النتنة لا يستطيع  رؤية تلك الدموع المُشتعلة هنا على وجنتي..!
فتلك الأضواء المُحببة إلى قلبي تستر دموعي دائماً ..!
دموع الإشمئزاز من الذات ودموع الإشتياق إليك ..!
أنا لا أخونكِ يا سيدة الفتيات ..!
فأنني لا أحب العاهرات ..!
وحديثكِ جعلني أصبحُ قوياً أمامهم وضعيفاً مهزوزراً جائعاً أمامكِ..!
ولكنني أتسلى فقط بالصمت ..!
الصمت الذي أطبق على قلبي فجأة ليأخذني من صخبكِ وجموحكِ ..!
آآآه  كم أشتهيك ..!
وأشتهي جسدك الذي لا يُغنيني عنه أي جسد ..!
أعلم أنكِ تظنين دائماً أنني خائن وأحب أجساد العاهرات هذه ..!
ولكنني لا أحب إلا جسدكِ ..!
ولا أشتهي سماع إلا أنفاسك ..!
ولا أهوى الأقتراب إلا من نهديك ..!
ولا أحب أن أفترس إلا شفتيكِ ..!
فلازلتِ رغم كل أهمالي تُحبين جموحي ..!
وتتعمدين آثارتي كل ليلة حينما أعود لأرقد بجانبك في أخر ساعات الليل ..!
حبيبتي آنيا ..!
أعلم أنكِ وحيدة ..!
وأعلم أيضاً أنني وحيد ..!
نعم وحيد في منفى وُلد به صمتي ..!
وقٌيد به صخبي ..!
صخبي القادم إليك بعد ساعاتٍ ليفترس جسدكِ الهزيل..!
هأنذا أحفر أسمك في الأرض الصاخبة هذه وأرقص حزيناً مثلكِ تماماً ..!
أرقص وأغض البصر عن تلك الأجساد الملونة التي تقترب من وحدتي  ..!
حبيبتي ..!
أنا وفي لكِ ..!
لا أخونكِ صدقيني ..!
لستُ أخاف علي مّن تلك الأجساد المُستهلكة ..!
ولكنني أخاف منكِ ..!
مني ..!
من هذه الروح المُتعلقة بكِ..!
ومن هذا القلب الغارق بكِ..!
حبيبتي ..!
أنتظريني ..!
سأعود ذات يوم إليك ..!
وسأعيدنا إلى موطننا ..!
موطن الحّب وبجانبنا ذلك الطفل الذي رغبتي به بشدة ..!
سأعود لأهز عرش هدوءك بي ..!
لأغرق جسدكِ بأنفاسي ..!
وأشعل جسدك بحرارة قبلاتي ..!
وأحفر في باطن شفتيك ومناطق مُتفرقة من جسدك آثاري الجامحة التي لا تغرب أبداً ..!
سأعود لأعطيك طفلاً طالما حلمتِ به ..!
وسترين ..!
سأجعلكِ ذائبة هناك بين ثنايا السرير ..!
تتمنين أن أترككِ وشأنكِ ..!
ولكنني لن أترككِ حينما أعود ..!
سأعوضكِ ..!
وسألتهمُ كل قطعة من جسدكِ ..!
وسترقصين لي رغماً عنكِ ..!
وسأنتهك جسدكِ رغماً عنكِ ..!
لا أعرف لما لا ترفضين تلك القسوة مني ..!
كُنت دائماً ما أعتذر عن تلك الحرب التي أقمتها على جسدك الصغير ولكنكِ كنتِ لا تكترثين ..!
كُنت تتحملين كل شيء ..!
وتقبلين بكل شيء ..!
وكنتِ رغم غيابي تمنحيني أياكِ ..!
تغريني ..!
تتزينين وترقصين..!
رغم بقايا حرب الدموع التي خلفت حزناً عميقاً لا تُغيبه تميلاتكِ عن داركِ..!
كنتِ حزينة أعلم ذلك ..!
وأنا لا أعطيك الفرصة للتحدث ..!
كُنت ألتهم جسدكِ وأترككِ مقطوعة الأنفاس وأخلد أنا إلى النومِ العميق ..!
وكُنتِ أنتِ تُتمتمين بحروفِ عتاب توجع روحك المُكتظة بغيابي ..!
لا أعرف لما كُنت أتجاهل حتى تغط عيني في نومٍ عميق ..!
كُنت أدعي النوم إلى أن أنام  بخوف من عتابكِ..!
من ساعة تسلطكِ..!
وكنتِ تتحدثين بحروف مخنوقة إلى أن تنامي ويداك الناعمتان تُداعبان شُعيرات ذقني ..!
حبيبتي ..!
بدأت أنفاسي تشتعل بكِ..!
وجسدي يتورط برائحتك العالقة في أماكن مُتفرقة منه ..!
وعقلي بدأ يغرق بكِ ..!
ويصور لي جسدكِ المُغري بطريقة تُحرضني على أنتهاكك...!
سأعود الأن ..!
ولن أترككِ مرة أخرى أعدكِ ..!
سأترك هذا المكان ولن أعود إليه مجدداً ..!
سأبقى إلى جانبكِ ..!
سأرسم جموحي الطاغي على جسدكِ..!
سأقرص راحتكِ ..!
وأجعلكِ تئنين بي ..!
 أنتظريني ..!
لحظة ..!
الورود .. !
نعم ..!
لن أنساها ..!
***
(3)
هأنذا ..!
أقف حائرة في وسط التساؤلات ..!
على تلك الشرفة الحزينة لأرمق ذلك الوجه المُفترس الذي يطرق الباب في خوف من تجاهلي..!
خوفاً مّن أن أمنعه عن التمتع بجسدي المُنهك بغيابه ..!
وهو لا يعلم أنني أنا من سأسبقه إلى حرب التمرد تلك ..!
هو يعرف أنه مخطئ لأنه يتأخر دائماً ..!
لذلك هو دائماً ما يخاف من تجاهلي الذي لم يذقه بعد ..!
لازلت أنا آنيا التي تعرف كيف تغريه وتأخذه إلى ساحة التمرد بأرادتها ..!
تسلبه عقله لتُرديه قتيلاً على ساحة التمرد ..!
تذبحُ قوته وتسلبه جسده وتقطع أنفاسه ..!
لازلت أنا فتاته المُتمردة التي تغار عليه من كل عاهره قد تلمس جسده ..!
وتهديه كل ألوان العذاب اللذيذ حتى لا ترغب نفسه في عذاب أخر بعيد عن جسدها ..!
حبيبي ..!
أنت لم تلاحظني ..!
لأنني كل يوم أقف هنا لأرمق تلك الورود التي بحوزتك ..!
لأرمق حزنك على الغياب وأشتياقك لألوان العذاب ..!
كلماتك تلك لازالت ترن في أذني ..!
-        لازلتِ جامحة يا آنيا ولازلتُ أنا غارق بك ..!
تلك الكلمات تجعلني أهدي إلى السماء ابتسامة شوق لذيذة جداً ..!
شوق إلى كلماتك و ولمساتك ..!
شوق إلى نظرات عينيك وقبلاتكِ ..!
شوق إلى أناملك التي تحملني من على أرض الحزن إلى أرض التمرد هناك بين الزوايا المُظلمة..!
شوق إلى نارك وعذابك ..!
آآآه كم أشتهيك ..!
كم أشتاق لساعة تمردنا التي لا يفصلنا عنها سوى هذا الباب الذي تقف أنت خلفه ..!
حسنٌ هأنذا أقترب منك ..!
لأطلق لروحك المُلتهبة العنان لتأكل روحي ..!
ولتغتصب جسدي المُولع بها ..!
ولتدون على أركانه كل فصول التمرد ..!
حبيبي ..أمهلني بضع دقائق لأضع الماسكرا ولأنتعل ذلك الكعب الذي يُعرقل علي الرقص ..!
أنت تُحب أن تراني وأنا أكافح من أجل الرقص لترضى عينيك .. ولتشتهيني نفسك ..!
ول...
***
(4)
آنيا ..!
هأنذا أخالف الوعد رقم الألف مُجدداً..!
سامحيني ..!
فأنني لا أزال وفياً ..!
ولكن لم يحن الوقت للعودة بعد ..!
سأعود قريباً ..!
أعدكِ..!
(5)
هههههههههههه
كما قلتٌ سابقاً بندمٍ صاخب ..!
لاشيء سوى ..!
المزيد من الغياب ..!
المزيد من الأحتراق ..!
المزيد من الدموع والرقص والخيبات ..!
المزيد من الذكريات ..!
المزيد من الموت ..!
(6)
آنيا ..!
أنني أكتبُ والحزن يتلبس حروفي ليقتلها قبل أن تحط أقدامها على أرض الورق..!
عودي ..!
فليس في حوزتي المزيد من الرحيل بعد ..!
بل هناك المزيد من البقاء ..!
البقاء على أرض حملت دموعكِ المُكتظة بي ..!
البقاء على أرض شهدت على شجاعتك وصبرك على طفلكِ المُدلل..!
عودي وأخبريني عن مدى خيباتكِ لأقتل كل ظنونك وأخبرك أنني لم أمس أي عاهرة ..!
حبيبتي آنيا ..!
أريد جسدكِ مرة أخرى ..!
أريد أن أنتهك جسدك ثم أخبركِ أنني أحبك ..!
عودي ..!
سأتحدثُ إليك ولن أنام ..!
بل سأسهر برفقتك إلى أن لا تطلع شمس الفجر ..!
عودي وأعيدي لي حرارة أنفاسك المُشتعله بي..!
وملابسكِ الممزقة والمُتشبعة بتمردي وصخبي وأثار أنيابي ..!
إلى أن تُغادر روحي كما غادرت روحكِ ..!
آنيا ..!
أعلم أنكِ متِ حزناً علي ..!
وأنني وبكل حزن هذه الأرض والخلق أشتاقكِ ..!
هل لي أن أطلب منكِ أن تعودي ..!
فأنني لن أرحل أبداً بعد الأن أعدكِ..!
(7)
( هنا الموت )
................
# النهاية.
#وميض
تويتر : geneourla