Sunday, August 10, 2014

راقصتي الحمراء !


كنتُ انفث دخانَ سيجاري الكوبي أمامها ليتراقص متصاعداً أمام تفاصيلها الفاتنه !
بصوت عالٍ سألتها : ما أسمكِ ؟
أجابت : راقصه !
تركتُ مقعدي الذي لم أُفارقه منذُ أن جئت إلى هنا وأقتربتُ أكثر فأكثر منها وأنا أتأمل تغنجها   وتفاصيلها العذبه وتميلها يمنهً ويسره !
اسحبُ دخان من السيجار مجدداً وأنفثه أمامها وأجده يتراقص فرحاً بالأقتراب منها !
- أبتعد !
ترقصُ وتطلب مني الإبتعاد !
لا لن أبتعد عنكِ أبداً !
 ولذلك لم أرجع خطوة بل أقدمتُ على قراري وتركتُ العواقب خلفي ! 
فالعواقب أشبه برماد السيجار الذي لامس أطراف حذائي دون أدنى أهتمامٍ مني - بل دون عّلم بالأصل - !
- كف عن الأقتراب !
شعرتُ وكأنها جاده في هذه المره فقد أصبحت مختلفه عن التي كانت ترقص منذ قليل !
فالأغنيه تُحلق في الشمال وهي في الجنوب !
حاولتُ التغاضى عن هذه القطعه النادره المتشكله أمامي على هيئة أنثى !
حاولت التوقف ولكن أناملي هي التي كانت تَجرني إليها !
حتى السيجار تجمد !
- إلى ماتنظر ؟
في الحقيقة كنتُ لا أعرف إلى ما أنظر !
فالعينان تريدان شيء والقلب يريد شيء !
كنتُ فقط أرسمكِ في خيالي !  
كنتُ أُحاول التركيز في ملامحك التي تبرز لحظه تحت أضواء ملونه متحركه وتختفي في اللحظه الأخرى !
- لما لا تجيب !
أرجوك لاتتوقفي !
كفي عن هذه الأسأله !
أنا فقط أريد الأرتواء من فتنتك هذه لمدى العمر!
فالسيجار والكأس لم يروني يوماً !
والجلوس هنا والنظر إلى العاهرات وهن يقتربن مني لم يسلبني من مكاني السرمدي أبداً !
ولكنني أعترف الأن أمامكِ بخسارتي !
فأنا كنتُ أظنُ أنني سأبقى هنا دون أن أترك مكاني !
ولكنني تركته الأن وجعلت سيجاري يحترق دون أن أنتهي منه !
هذا غريب جداً !
فالجميع يعرف أنني أحرصُ دائماً على إنهائه !
ولذلك فقدتُ ثلاثة أرباع كبدي وأعيش الأن بربعِ كبد !
أنا أنسان انطوائي ومنعزل جداً !
أنا في نظرة جميع رجال الأعمال مُجرد طّفل !
ولن تتغير نظرتهم تلك قبل أن أصبحَ رجلاً نسونجي !
نعم ؟ فَ زير النساء هو الرجل والمحافظ هو الطفل !
أنا لستُ محافظاً !
فأنا سكير ومدخن شره ولكنني لم أقرب النساء !
ولذلك أجدني مذهول من أقترابي اليوم !
هل فقدتُ توازنك يا صاح !
لما هذا التصرف ؟
لا أعرف !
فكل تلك الملامح الحاده العدائيه أختفت وحَلت مكانها ملامح إشتياق وحّب !
هل أنا مُغرم بها أم بميل جسدها المنحوت مع نغمات الأغنيه !
لستُ شهوانياً فأنا لستُ بحيوان !
أنا فقط أبحث عن سّر الجذب لأحرقه !
ولكنني أجدها أنها هي سّر ذلك الجَذب !
- مابالك تحدق هكذا ، هل أتوقف ؟
وتحت تلك الأضواء اللامعه الملونه !
شهدتُ تفاصيل الملاك الراقص هذا عن قرب !
رأيتُ وجهاً يشعُ نوراً !
وجه يُشبه كثيراً بدر الليل !
ولكن !
هناكَ شيء يومض أسفل عينيها !
لمحتهُ مع تردد الأضواء المتحركه على وجهها !
هناك شيء يسيل على وجنتيها ليلامس شفتيها !
شيء تحاول أخفائه منذ ساعات تحت هذه الأضواء الراقصه !
تميلُ يمنةً ويسره وتطلق العنان لدموعها !
ولكن ... لما ؟
أنا لا أصدق ما أراه !
هي ترقصُ باكيه وأنا لم أُدرك ذلك !
لما ؟
كيف لهذا الملاك الراقص أن يبكي !
- سأرحل !
حينما تطايرت تلك الأحرفُ من شفتيها ، توقف جسدها عن التمايل وهبطت من فوق المسرح بسرعه لكي تتركني وترحل !
- أرجوكِ توقفي !
قلت تلك الكلمات وأنا على يقين تام أنها لن تُجدي نفعاً !
كنتُ فقط اريدُ التغلغلَ إلى باقي تفاصيلها !
فستانها الأحمر الذي يعكس فتنتها !
وشعرها الذي تلون مع ألوان الضوء الساطع عليه !
وعينيها الباكيتان !
و....
- ماذا تريد !
قالت تلك الكلمات وهي تقف أمام باب الرحيل !
وكان الظلامُ يخفي الكثير من ملامحها !
ولاننسى أن الأغنيه قد توقفت ولم تتبقى سواء الأضواء الملونه التي تنتشر في المكان بشكل سريع وتمنعني من رؤيتها !
- لن أفعل بكِ شيء أرجوكِ عودي أريد أن أتحدث معكِ فقط أنا لستُ زير نساء !
- لن أعود ولن تراني بعد الأن !
كيف تقول ذلك وقد جعلتني أُغادرُ مكاني دون تردد ؟!
كيف تقول ذلك وقد سلبتني عقلي الراجح وقلبي المُتبلد ؟!
كيف تقول ذلك بعد أن عاد النور إلى دربي مُعلاناً عن رضائه عني !
- كيف تقولين ذلك وقد أَحبكِ قلبي !
- الحّب عند الراقصه مّثل الغد المستحيل الذي طالما أنتظرته ولم تجده ! 
- ولكن الغد المُستحيل أصبح متاحاً الأن !
ضحكت ساخره ثم أردفت قائله وهي تقترب : متاحاً لمّده ولكنها ليست أتاحه سرمديه !
- لا أفكرُ بمثل هذا فأنا مثلما قلتُ لكِ لستُ ب زير نساء ولكنني سكير ومُدخن شره !
وكلما أقتربت وصدر ذلك الصوت من كعب حذائها شعرتُ أنني أضعف أكثر فأكثر !
أشعر بقلبي وهو يتواثب في مكانه !
هنالك قطرات عرق تجمعت على جزء من جبيني !
- قد تفقد صوابك حينما تثمل وتغتصب عاهره !
أزلتُ تلك القطرات وأستعدت القليل من قوتي ثم أردفت قائلاً :  صدقيني ثملتُ كثيراً وأختليتُ بالعاهرات كثيراً ولم أفعل قد أقتلكِ ولكنني لن أقترب منكِ !
توقفت قليلاً وكأنها مُتعجبه من أقوالي ثم قالت : 
حتى وإن كنت راضيه ؟!
- حتى وإن كنتِ راضيه !
أنتظرتُ ردةَ فعلها بفارغ الصبر !
صرتُ العن الثواني التي حبست ردها الأخير عني !
إلى أن تقدمت أكثر مني لترسم لوحةً باهظه الثمن تحت أضواء الرقص هذه !
بفستانها الأحمر المخملي المتورد وشعرها الذي تبين أنه أسود طويل مربوط وكأنها أميره تتقدم إلى أميرها !
- ماذا تريد ؟!
قالتها بعد أن أقتربت مني ولم تعد تفصلنا سوا بضع سنتيمترات !
- أريدكِ أيتها الراقصه !
لم تكن تريد أن تنظرَ إلي ولكنها حينما سمعت تلك الكلمات نظرت إلى عيني وكأنها تختبرُ صدقي !
- لستُ للعلاقات العاطفيه أنا هنا من أجل الرقص فقط !
- وأنا لستُ عاطفياً ولا أميل إلى العلاقات العاطفيه بل أمقتها !  ولكنني أقف هنا أمامكِ لأنني أريدكِ !
نظرت إلى الأسفل قليلاً ثم قالت  : كيف ؟
- نتزوج !
نظرت إلي وعقدت مابين حاجبيها !
- ماذا تقول أنت ، أنت مُجرد رجل أعمال يتخفى بملابس التواضع هذه هنا ليغتصب العاهرات ويثمل حتى يتقيء ويدخن حتى يفقد أحدى رئتيه أنت بالتأكيد لاتبحث عن زواج سعيد في هذا المكان ، فالرجل الغني لا يبحثُ عن أمرأه حياته في ب... !
- ولا أبحثُ عن العاهرات هنا !
صمتت لحظه وكأنها تحاولُ إقناع ماتبقى من أصرارها لتقول لي : عن ماذا تبحثُ اذاً ياسيد الأعمال المحترم !
- لم أكن أبحثُ عن شيء ولكنني وجدت شيء يضاهي كل أحلامي ، وبالمناسبه كيف علمتِ أنني رجل أعمال ؟
ضحكت بصوتٍ عالٍ ثم أردفت قائله :  كنتُ أخمن  أن من يملك سيجار كوبي هو رجل أعمال وكان تخميني يصيب دائماً إلى أن أقتنعت أن الكوبي مخصص لرجال الأعمال !
أُعجبتُ بثقافتها وتمنيت لو أنني سيجاره بين أناملها لتتجرع حبي وتشعر بي !
أبتسمتُ لها في إعجاب تحت أضواء الرقص هذه وأقتربتُ منها قليلاً إلى أن ألتصقتُ بها ! 
أمسكتُ بأطراف أناملها إلى أن وجدت الأصابع مرادها فأشتبكت الأيادي !
ولامس جبيني المُتعرق جبينها !
أغمضنا أعيننا وحلقنا في أنغام بحر الصمتُ بهدوء وخطوات دقيقه !
كنتُ أريدُ أن أحافظ على جبل الثقه الذي قادني إليها !
أستمعت بتركيز إلى دقاتِ قلبها ووجدتها تعود إلى طبيعتها !
- ما أسمكِ !
- راقصة !
كانت تنطق بسرعه وتحاول الفرار من النظر إلى عيني !
كانت تنظرُ إلى الأسفل وتنتظر موعد أنتهاء أغنيه الصمت !
هنا بدأ الجبل الذي يسكنُ فوق صدري يُثقل كاهلي ! 
ماذا لو تمردت قليلاً ؟!
ماذا لو قبلتها !
لم أتردد لحظه في فعل ذلك فرفعتُ رأسي وطبعتُ قبلةً على جبينها!
صُعقت !
 توقفت عن الرقص ثم أبتعدت قليلاً وأخذت تبكي بحرقه حتى مزق صدى نحيبها جو الصمت هذا !
لما يا مجنونه !
أنني أُحبكِ !
لما تُعذبيني !
- سأرحل !
للمرة الثانية تنطقها !
ولكنني وجدت في قرارها الثاني الأصرار !
حاولتُ اللحاق بها ولكنني لا أريد أن أفقد ثقتها قد تظنني أريد إغتصا....
- أنت لطيف جداً يا سيد الأعمال صاحب سيجار الكوبي ولكنني لا أستحق ذلك منك أبداً !
حلقت نحو الباب ومضت دون وداع !
وبقيتُ في مكاني مذهولاً أقف تحت أضواء الموت هذه لأعلن عن سكرات رحيلي بفراقها !
بحثتُ بدقه بين الأشياء اللامعه عن كأسي لأعود إلى مقري ولكنني لم أجده !
أكادُ أجن !
لما لم تلحق بها ياغبي ؟
هي وثقت بك وربما تعود ولكن إن فقدت الثقه فهي لن تعود !
اللعنه ! أين الكأس والسيجار !
أين هي راقصتي !
جثوت على ركبتي أمام حُكم القدر المؤلم لأطلب منه إعاده اللحظات للوراء قليلاً !
فقد غفلتُ عن الكثير من التفاصيل !
غفلتُ عن تفاصيل عينيها ولونهما !
وعقدها الفضي الذي لم أميز تفاصيله  !
لم أقل لها أنها جميله !
لم أقبل يديها !
لم أهديها عمري بعد !
عودي يا راقصتي !
عودي !
                          ****
راقصتي عودي وأعيدي السعاده إلي بمجيئكِ !
فقلبي المشتاق لايقوى أبداً على حزنُ فراقكِ !
تميلتِ خلف دخان سيجار الكوبي بخصركِ !
وسلبتي العقل والروح والقلب بجمال رقصكِ !
لما تحكمين على قلبي بالموت الأن بعد رحيلكِ !
فلم يعد هناك أملٌ أعيش له منذُ لحظهِ إختفائكِ!
راقصتي ! أنوي أن أكتبُ أغنيةً حزينةً إلى حضرتكِ !
وإن قبلتي سأكتب كلماتها من روعه تفاصيلكِ!
راقصتي ، لستِ بعاهرةٌ أنا أقسمُ بالله لكِ !
أنتِ ملكه والتاج لا يقبل بالأستقرار ألا فوق رأسكِ!
حملتيني إلى بحر الحب بهدوء من خلال أناملكِ!
وأوشكتُ على التمرد من خلال قبلةً لامست جبينكِ!
ثم أستيقظتُ من حلمٌ بين لي مدى صعوبة وصالكِ!
ولم يترك لي سواء تفاصيل صغيره تُشكلُ أسمكِ!
تفاصيل قادتني إلى تسميه لوحة أستقرت عليها صورتكِ !
ب راقصتي الحمراء !

من رجل الأعمال إلى راقصته الحمراء 
يوم الاثنين 
سنه ٢٠٠٢
                             ****
كلمات وميض 
تويتر :
@_alnourii