Monday, July 28, 2014

لا تّرحل / الجزء الأخير من لستُ سيجاره !

- تأخرتِ كثيراً ..
- نعم أعلم ذلك ولكنني أنشغلت  قليلاً ..
- مالذي يشغل وقتك عني ؟
- كف عن ذلك !
- لن أكف عن هذا فتقاسيم الخجل هي أول ما أريد رؤيتها الأن على وجهك الملائكي هذا ..
- اسمعني كف عن هذا الأن أنا جئت لأخبرك أنني سأنشغل هذه الليله عنك ..
- إلى أين ؟
- ستعرف لاحقاً , الوداع ..
- مهلاً أنتظري !
أستدرت نحوه لتلتقي عيني بعينيه .
-         أحبكِ.
أبتسمت ومضيت وأنا أسأل نفسي..
هل سنتقابل حقاً ؟
أم أننا سنودع بعضنا من جديد ..
هل ستجري الرياح بما نشتهي أم أنها ستفرقنا ..
المصير قادم ..
هيا لنذهب إلى المنزل ..
لنضع اللمسات الأخيره على هذه الخطه..
ففي هذه الليله سيحدث ماكنتُ أنتظره منذ زمن ..
الإنتقام ..
***


عذراً على تأجيلي لموعدنا ولكنني كنتُ منشغله كثيراً , سآتي إليك في الساعه الثامنه مساءاً .. أنتظرني

حبيبتك نانسي

ياله من فخ نصبته لهذا المحتال ..
أريد فقط معرفه شعوره حينما يراني مجدداً..
ولكنني لن أُعطيه المجال سأقتله ..
نعم سأقتله ..
كانت تلك الرساله مرسله من هاتف نانسي الذي أرفقته هي مع هذا الصندوق ووضعت معه عنوان هذا العاهر ورقم هاتفه ..
يالك من ذكيه يا نانسي ..
هيا أذاً ..
لنُكمل هذا الخّطه..
الساعه الأن تُشير إلى السادسه ..
هيا.. حان وقت الإستحمام ..
وبعد الإنتهاء من ذلك سأضع القليل من المساحيق  ..
ثم سأذهب للقاءه ..
الليله ستكون مختلفه نوعاً ما ..
ستضيف إلى حياتي الممله القليل من المغامره..
المغامرة الخطره ..
***
ها أنا ذا أقف خلف باب شقته بعد أن قرعت جرس الباب ..
ها أنا ذا أقف أمام شقه عدوي اللدود ..
نعم سأنتقم أخيراً ..
ولكن .. أريد فقط أن أتذكر شيء ..
هل أقفلت باب منزلي ؟
أن السارقين كُثر ..
لايهم .. فالإنتقام هو مرادي الأن ..
أنه ..
أنه هو ..
صوت خطواته الدنيئه ..
أنه يقترب من الباب ..
أنه ..
يُحرك قبضه الباب ..
-         من ؟
-         ومن غيري ستأتي إليك  في هذه الساعه المتأخره من الليل ..
دفعته إلى الداخل ثم أغلقت الباب خلفي بأحكام..
وهناك في شقتي ..
كان أحدهم يتجول في دار نومي ..
ليبحث عن شيء ما ..
وما أن رأى الصندوق حتى توقف أمامه ..
ثم ..
 فتح الصندوق ..
ليجد ذلك العنوان الغريب المكتوب على الرساله  ..
مهم وسري جداً إلى ..
***
-         أنتِ؟!
كان يقولها وهو يتراجع إلى الخلف في ذهول , فأنتهزت هذه الفرصه لأتقدم نحوه بلا خوف ثم أردفت قائله: :
-         مفاجأه يا هذا !
-         كيف وصلتِ إلى هنا ؟!
-         جئت لإعطيك هذه الأوراق , أنها تعنيك !
كان يتقدم بخطوات خائفه ومتوتره !
ياله من جبان وقح وعاهر !
اللعنه عليك !
-         هل أقرأها ؟!
-         بالتأكيد ..
-         حسنٌ
وبدء بقرأه تلك الأوراق التي كانت تحمل إليه خبر أكبر من طاقه تحمله ..
خبر أصابته بالإيدز ..
أتسعت عيناه , وعقد بين حاجبيه وأخذ يردد : مستحيل .. مستحيل , أنها مزوره !
ضَحّكت لأحاول أستفزازه ثم أردفت قائله : من قال ذلك ؟! حسنُ إن كنتَ تشك في صحه هذه الأوراق تستطيع  عمل تحليل أخر .
-         لا أنا سليم .. أنت كاذبه أيتها ال..
تقدمت إليه ووجهت إليه صفعه قلبت أتزانه رأساً على عقب ..
-         اياك أن تنبس ببنت شفة .
-         كيف تجرؤين .
ووجهت إليه صفعه أخرى .
-         يا عاهره !
سأريك من هي العاهره ..
وشنت الحرب بيننا ..
وأستطاع الوغد أن يوقعني أرضاً ..
وحاول خنقي ولكنه ..
أستدار حينما سمع صوت تحطم الباب ..
حاول النهوض ولكنه ..
سقط أرضاً ..
نعم فقد جاء من كان يقف أمام ذلك الصندوق بمنزلي ..
جاء رجل الأزقه الشجاع لينقذني ..
أوقعه أرضاً ثم جاء ليحاول التأكد من سلامتي ولكنني كنتُ فقط أريد منه أن يرحل ..
لأنه لو رحل لما حدث ماحدث ..
حاولت أن أقوله له : أنه خلفه ..
ولكن لساني عجز عن النطق ..
لذلك طعنه ذلك الرجل الوغد ..
ولذلك سقط حبيبي أرضاً ..
ولذلك نهضت مسرعه نحو ذلك العاهر وأنا أحمل له كل الكرهه والضغينه ..
فالضغينه اقسى بألف مرة من السكين ..
جرح معصمي ولكنه لم يتمكن مني بعد ذلك ..
لأنني لم أترك عنقه حتى تأكدت من وفاته.
نعم ..هي ملامح الجثه التقليديه التي أكدت لي وفاته ..
العينان الشاخصتان وإلى أخره ..
ولكنني لم أبالي كثيراً بهذا ..
فقد تركت كل مابيدي وتوجهت نحوه ..
نحو منقذي الشجاع..
رجل الأزقه..
***
-         لاتبكي ِ يا ححلوتي ..
-         أنتظرني سأتصل بالإسعاف الأن ..
-         أنتظري ..
-         لا لن أنتظر أريد أن أنقذك فالنزيف لن يتوقف ..
-         ولكنني أريد أن أخبركِ بشيء .
-         ماذا ؟
-         أٌقتربي أريد أن أهمس في أذنيك ..
وما أن أقتربت حتى قال: أحبكِ للأبد ..
سقطت تلك الدمعه الحارقه من عيني لتُصيب وجنته ..
-         ولكنني مُصابه بالإيدز ..
-         أعرف وهذا ليس ذنبك ..
-         ماذا ؟!
-         ليس ذنبكِ أرجوك لاتحزني أبداً .. ولاتنسي أنني في حُبكِ متيم ..
-         مهلاً سأتصل بالإسعاف ..
-         هذا لن يجدي نفعا يا أميرتي ..
-         لا لن تموت وتتركني ، لن ترحل ..
-         يُشرفني أن أموت وأنا أحاول حمايتكِ !
-         كلا أنا لا أستحق هذا أنني ملطخه بدم ملوث و..
-         ك ككفي عن هذا , الإيدز لم يزيل طيبه قلبك التي عشقتها ولن يمنعني من حبك هل تفهمين ..
-         أحبك أرجوك أنهض..
-         وأأنا أيضضا ا ..
-         رجل الأزقه !!
-         .....
-         رجل الأزقه أرجوك أنهض ..
-         ......
كيف ؟!
كيف ترحل وتتركني وحيده ؟!
أنهض أرجوك ..
أرجوك لا ترحل ..
أرجووك أنهض ..
ولكنه لن ينهض أبداً ..
أبداً ..
***
راحلي العزيز ..
أكتبُ إليك هذه الرساله التي لن تقرأها أبداً..
أكتب إليك الدموع التي لم تجف منذ رحيلك , أكتب إليك الألم الذي يلاحقني منذ موتك ..
أكتب إليك الحّب العظيم الذي أحمله إليك ..
قد أكون سيئه حظ ولكن حُبك هو أجمل ما حدث في حياتي..
لذلك سأظل أحبك ..
وسأختار طريقك ..
وسأمضي به كما فعلت نانسي..
هذا هو المشرط ..
وها أنا ذا أسكن الأن بجانبك في داري بعد أن أضرمت النار في شقه ذلك العاهر ..
سأموت بجانبك ..
وستنتهي حكايتي للأبد معك ..
لن ترحل وحيداً ..
أنتظرني ..
فحبيبتكَ أثير قادمه..


تمت بحمد الله

كلمات : وميض
twitter : @_alnourii

انسحاب ولكن .. بعد فوات الآوان !


-         أريد أن أخبركِ بشيء.
-         ماذا ؟
-         أحياناً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ولكن تلك الرياح ليست سيئه في كل الأوقات ..
-         لم أفهم ؟!
-         أحياناً تأخذنا الرياح إلى ما هو أجمل ..
-         ربما! ولكن ماعلاقه هذا ب..
نهض من مكانه ثم أخرج من جيبه عُلبه سيجاره , فتح العلبه ..
أخرج تلك السيجاره التي جذبتني ..
سحرتني ..
لم أكن أعرف سبب أنجذابي لها ..
ربما لأنني لم أدخن منذ أن جئت إلى هنا ..
يآآآه أنه الصداع الذي يُعلن حاجتي إلى سيجاره..
-         العلاقة يا أنستي هي أننا كنا نسير في الأتجاهات المعاكسه ولكن تلك الرياح أخذتنا إلى بعضنا .. إلى هذا الزقاق ..
نعم , معه حق فكيف للصدف أن تكون السبب في كل مايحدث ..
-         هل تريدين سيجاره ؟
-         نعم ..
نهضتُ وأتجهت إليه وأختطفتها من بين أنامله ...
أخذت نفساً عميقاً ثم نفثت دخانها ..
يآآآه كم أشتقت لهذا الشعور ..
الشعور بالأحتواء..
حينما يتسلل ذلك الدخان الأسود إلى كل أجزاء جسدك ..
حينما تشعر وكأنك تنفث دخان الخلاص..
أنت لاتعرف ماهيه الشي الذي تخلصت منه  ولكنك تخلصت من شيء أثقل كاهلك طويلاً..
قد يكون التوتر وحسب ..
وقد يكون شيء أخر ..
-         كنتُ أحب تلك الممرضه الساذجه ..
-         ماذا قلت ! م ممرضه !
-         نعم ممرضه ..
كيف ذلك , هل تستطيع الصدف خَلق هذه الظروف جميعها !
-         كانت تكرهني لأنني لا أملك المال .. تكرهني لأنني ترعرعت في الإزقه تكرهني لأن ظروفي لم تجعل مني مهندساً أو طياراً , تكرهني لأنني ..
-         لأنك مختلف !
عقد مابين حاجبيه ثم نظر إلي قائلاً : مختلف ؟
-         نعم هناك من يكرهك لأنك مختلف وهناك من يحبك لأنك مختلف ..
أبتسم وكأنه حصل على مايريد ثم قال بعد أن وجهه لي نظره مريبه : وأنتِ ؟
-         أُحبك لأنك مُختلف ..
يآآآآه كيف فعلتها !!
كيف قلت ذلك له !!
-         ماذا ؟ لم أسمعكِ جيداً ؟
-         لاشيء كنتُ أُحادث نفسي وحسب !
أبتسم ثم قال : حسناً .
-         هل يمكنك أن تساعدني بشيء ؟
-         تفضلي !
-         أريد أن أعرف من هي وأين هي عيادتها .
شعرت أنه غضب من سؤالي ولكنه لم يرد أن يرفض طلبي لذلك أخبرني  بذلك ..
وبعد أن حصلتُ على أسمها وعنوانها  , ودعته ووعدته على أن نتقابل الليله ..
ولكن ..
ماذا ستحمل لنا هذه الليله ؟
الكثير !
****
-         الممرضه نانسي هنا ؟!
-         نعم ولكن من أنتِ ؟
-         أخبريها أن هناك زائرة في أنتظارها ..
-         حسنُ , أسمكِ من فضلك ؟
-         لايهم , هي تعرف , أرجوك أسرعي أنني على عجله من أمري!
-         حسنٌ
هناك ..
في تلك العياده ..
تجدُ كل شيء بارد ..
أريكه بارده ..
قهوة بارده ..
معطف بارد ..
كل ماكان حولي بارد ..
لماذا ؟ هل القلق هو السبب أم لأنني لم أنم جيداً؟
أو قد تكون هذه أعراضه !
نعم لاشيء جديد ..
فذلك بفعل الأي..
-         عفواً سيدتي , هل طلبتني ؟
-         نعم , أريد التحدث إليك هناك أمر مهم جداً !
ولم أترك لها الفرصه لترتدي معطفها ..
أمسكت بيدها وخرجنا من العياده ..
خرجنا إلى ذلك المكان الذي ألتقينا به أول مره ..
المقهى !
***
هناك جلستُ معها والقلق يستحوذ على صدري وعقلي ويمنعني من السيطرة على أعصابي ودموعي ..
كنت فقط أتمنى أن لا تقع هذه الفتاه في مصيده ذلك العاهر ..ولكنني كنت على قناعه تامه أنني سيئه الحظ لذلك لم أستبعد تورطها بعار الإيدز مثلي ..
-         أرجوكِ أخبريني مالذي كنتِ تودين قوله لي , لقد أفزعتيني !
نظرت إليها في صرامه ثم قلت لها : هل حدث بينك وبين ذلك الرجل شيء؟!
-         ماذا !!
 نهضت من مقعدها غاضبه وقبل أن تنطق بحرف واحد أقنعتها بالجلوس كي أُعلمها بكل شيء.
-         أنا لا أريد منكِ شيء أنا فقط أردت أخبارك أنك في خطر !
-         هل أنت عشيقته ؟ هل تحاولين أخافتي ؟
-         هه , ليت هذه هي الحقيقة , لكانت أقل ألمآ من الواقع المّر !
نظرت إلي ثم..
-         مرحباً .. ماهو طلب....
-         ليسسس الأن !
أجابت النادله في غضب وكأنها تعرف أن ماسأخبرها به أمر خطير جداً
-         ح حسنٌ المعذره على الإزعاج اذاً..
حينما رحلت النادله ..
تحولت تلك المرأه الغاصبه إلى طفلة تائهه ..
طفلة عّلمت أنها تائهه ولكنها تجهل السبب..
بكت , وكأنها تعلم أن الأمر أشد خطوره من توقعاتها..
-         سأخبرك بشيء أنت ممرضه اليس كذلك ؟!
-         نعم !
نهضت وأدرت وجهي عنها ثم قلت : إن لم يحدث بينكم شيء فذلك من حسن حظك ولكن إن حدث شيء فَ تحليل الدم هو المُرشد إلى ماكنت أريد أن أخبرك به ..
-         هل تقصصدين ؟!
-         الوداع .
-         حسن ولكن أرجوك أتركي عنوانكِ على الأقل !
-         عنواني تركته لكِ عند صديقتك الممرضه .
-         أرجوكِ أنتظري .
بخطوات سريعه أبتعدت عن المكان..
بخطوات سريعه أتجهت إلى منزلي ..
وأحكمتُ أغلاق الباب ثم..
أستلقيت وغطت عيناي في نوم مؤقت..
وليس هنيء ..
****
-         صوت جرس الباب –
-         يآآآه من هذا المزعج !
نظرتُ إلى الساعه وقد كانت تُشير إلى السادسه ليلاً
-         مهلاً , قد يكون ....
-         نعم سأفتح له الباب ..
-         ولكن الشخص الذي كان أمام الباب غير متوقع ..
-         فقد كانت هي ..
-         نانسي..
***
-         صوت جرس الباب مرة أخرى - !
-         أعتقد أنه هو ..
لذلك ذهبت إلى الباب وأستقبلت الزائر وقد كان هو ..
ولكن ..
هو لم يعد كما هو حينما رأها ..
وهي لم تعد كما هي حينما رأته ..
فقد عّم الصمت الدار , ولم تحمل تلك اللوحه من الصمت سواء دموع حارقه وقلوب ثائره ..
-         هنيئاً لكِ ياحلوتي ..
-         إلى أين يا نانسي !
-         سأرحل وأسفه جداً لأنني تسببت في أزعاجك!
كان يرمقها بكرهه  ..
ولكنني أعرفه جيداً هو لايستطيع أن يكَّن الحقد لأحد ..
خرجت هي ..
لتتركنا خلفها حائرين ..
صامتين ..
***
في المقهى ذاته .. كنا نجلس سوياً ونتبادل أطراف الحديث ..
كنتُ قد نسيت موضوع المرض للحظات ..
كنتُ منشغله بالتحديق في تقاسيم وجهه وعينيه ..
كنتُ منشغله بحفظ تفاصيل إبتسامته ..
تقلص عينيه ..
وذلك الإنحناء الرهيب من شفتيه..
وكل ذلك الشعر الذي كان يُغطي ذقنه ..
يآآآه ..
كم هو فاتن ..
ولكن ..
في تلك اللحظات التي كنا نقضيها سوياً..
كانت هي هناك أيضاً ..
تنظر إلينا بعينين لامعتين ..
عينان أرهقتهما  الدموع..
وما إن لمحتها حتى نهضت ثم أدارت وجهها ورحلت..
-         مابكِ بما كنتي تحدقين ؟
أبتسمتُ إبتسامه زائفه ثم قلت له: لاشيء ..
ثّم نظرتُ إلى ساعه معصمي وقلت : حانّ موعد العوده إلى المنزل ..
-         هل سأراكِ غدا ؟
-         بالتأكيد ؟
-         في أي وقت ستشرق أميرتي علي لتنير بيتي المتواضع ( الزقاق )
-         قد أتي إليك بعد العصر !
-         حسنٌ لا تتأخري !
-         لابئس الوداع !
-         مهلاً !
نهض مسرعاً وقال : لا لن أترككِ تذهبين وحدك  ,قد تواجهين أحد ضعاف النفوس في الطريق !
.. وحينما نطق بهذه الكلمات .. ابتسمت إبتسامه رضى ..وتخليتُ عن تلك الإبتسامه الزائفه التي كانت ترافقني منذ قليل
إبتسامه أشرقت من اعماق نفسي ..
أمسك بأطراف أناملي وكأنني أمرأته ..
كأنني مُلكه ..
كأنني مولاته ..
كأنني ..
حبيبته !
***
حينما فارقت يمناي يمناه ..
تمنيت أن نلتقي من جديد في حُلم هذه الليله ..
ولكنني مع الأسف لم أحلم بشيء !
ألم أقل لكم أنني سيئه الحظ !
نعم فهذه أنا ..
سيئه الحظ !
***
-         صوت جرس الباب –
يآآآه أنها الساعه الواحدة ظهراً ..
ترى من يكون هذا الزائر !
لا ليس رجل الأزقه فقد أخبرته أنني سأتي إليه حينما أستيقظ ..
ترى .. من يكون !
خطوات سريعه نحو باب المنزل ..
خطوات متوتره وقلقة ..
وبعد أن أطلق باب داري صريره ..
أتضحت لي ملامح الزائز..
أنها هي ..
صديقه نانسي ..
***
نانسي ... رحمةُ الله عليكِ ربما كان قرارك هذا قرار متسرع ولكن لاشيء سيعود الأن ..
هذه الرساله خاصه لي  من نانسي ..
فقد أوصت نانسي صديقتها أن تعطيني هذه الرساله في ليله موتها ..
وقبل أن تأتي إلي زميلتها ذهبت إليها لتجدها مُنتحره ..
اللعنه عليك يا قاتل النساء ..
سأقرأ الرسالة الأن..
وسأعرف مابها ..
قد يكون هناك سر ما ..
بسم الله ..
***
هنيئاً لكِ يا حلوتي ..
هنيئاً لكِ وله ..
أنتما تستحقان كل خير..
هو رجل طيب القلب وأنت فتاة مخلصه ووفية ..
أنتما أجمل ثنائي رأيته في حياتي ..
كمثل القلب حينما ينقسم عن نصفه الأخر ومن ثم يعود إليه ليلتحما ببعض ويصبحان قلب واحد..
أنتم كذلك .. روح واحده في جسدين ..
حقيقة قد تظنين أنني كنتُ أحقد عليكِ ولكنني لم أكن كذلك , لأنك أنت من يستحق قلب هذا الرجل ولستُ أنا , أنا مجرد فتاه ملطخه بعار أُضيف إلى حياتي مقدماً..
وبالطبع هذا العار بفضله هو ..
أنتِ تعرفينه تماماً كما أعرفه أنا ..
ولكنني لستُ مثلكِ لستُ شجاعه أمام الإيدز لذلك سأتوقف عند هذا الحد لأكتب إليك نهايتي بجانب مشرط صغير في غرفتي الخاصه بعد أن أحكمتُ إٌقفال باب داري ..
وقبل أن أنسى هنالك هديه صغيره تخصكِ في هذا الصندوق ..
أرجوكِ أقتليه ..
هو لا يستحق العيش , فقد تأكدت من صحه كلامك حينما أقنعته بكذبه الوباء المنتشر في الجو وأن من الضروره فحص الدم ..
أقتليه وحسب ..
هو لايستحق أن يعيش بين الإبرياء بعد هذا اليوم ..
أقتلييييه ...
الوداع ياحلوتي ..
-         الوداع
وضعتُ الرساله جانباً ..
ذهبت إلى النافذه المُطّله على الشارع الفارغ ..
رشفتُ رشفه من كوب قهوتي المستقر فوق تلك الطاوله التي بجانب النافذه ..
ضغطت على زر تشغيل المسجل
-         آه من الهوى يا حبيبي آه من الهوى ..
اللعنه .. لا تعجبني هذه الأغاني الّمطوله ..
مهلاً أريد تلك الأغنيه ..
أممممممم
-         أنا عمري ماستنيت حد ولا يوم بكيت ونديت حد !
ههههه , هذه الأغنيه تُذكرني بذلك الأحمق كنتُ أحب الإستماع إليها حينما قرر الغياب عني ..
ترى ماهي الأغنيه التاليه .؟
-         أطلع بعيني .. أطلع بعد شوي .. تأمل بعيني شو بتئول ..
بدءت بالرقص على صوت مروان خوري وأرتسمت في بالي ملامح ذلك الرجل الذي يسكنُ هناك ..
في الأزقة ..
آآه كم أعشق صوتك يا مروان وأعشق أحساسك ..
لذلك ..
أغمضتُ عيني
أبتسمت ..
أحتضنتُ نفسي وكأنني أحتضنه ..
وصرختُ بصوت عالٍ :أُحبك يا رجل الأزقه..
هيا غنوا معي ..
-         عارف عارف ئلبك عارف شو القصة ..
****
كلمات : وميض
twitter :@_alnourii

اشتعال صفحات من الماضي / الجزء الخامس من لستُ سيجاره !

انتحرت  دمعه جديده من عينيه حينما زارته تلك الصفحات الغير مرغوب بها ..
صفحات باليه ولكنها قوية التأثير ..
صفحات من الماضي الأسود..
حاول أن لا يُلفت النظر إلى ضعفه ..
إلى عجزه ..
ولكن تلك الدمعه المتمرده كانت كفيلة بلفت النظر إلى تلك البقعة البيضاء ..
نعم .. قد يكون هذا الرجل ترعرع في الأزقه..
وقد تكون فكرتنا جميعاً متشابهه نحو رجال الأزقه ..
ولكنه هو بالذات مختلف ..
مختلف عنهم جميعاً ..
والدليل هو أنني لازلتُ على قيد الحياه..
كم هو لطيف ..
كم هو حنون ..
كم هو .....
-         لا عليكِ من تلك الدمعه !
قال ذلك وهو يزيلها عن وجنته بكل قسوة ثم بعد أن هدأت تلك العاصفه التي كانت منذ قليل ثائرة في نفسة نظر إلى الأسفل قليلاً ..
وكأنه ينظر إلى اللاشيء أو ربما ينظر إلى شيء لايستطيع أحد رؤيته سواه ثم أردف قائلاً :
-         ماذا عنكِ أنتِ .. ألا تحملين في جعبتك كلمات متمرده لا تعرف الاستقرار .
-         بلا ولكنها ليست أليفه ..
عقد مابين حاجبيه ثم قال : ماقصدك أنها ليست أليفه ؟!
-         أعني أنها قد تترك أثراً في نفسك , كلمات مؤثره وقاتله  أو بالأحرى ماضٍ مؤثر وقاتل وربما لا تستطيع تقبله ..
أهدى إلي إبتسامه زائفه ثم أردف قائلاً: لستِ وحدك ! أعتقد أنك منذ قليل أستمعتي إلى حكايه رجل نادر .. فأمثالي لا يتحدثون أبداً. .
-         ولكنك فعلتها ..
-         نعم فعلتها والسبب يعود إليكِ ..
-         كيف ؟
-         لا أعلم هذه لغه أجهلُ معناها ولكنها أشرقت من عينيك لتعطي الأمان لقلبي .. لتمّدني بالحياة .. لتسعفني .. حقيقةً أجهل التعبير ..
كلماته ..
 حملتني من واقعي المّر لتلقي بي في بحيرة الحوريات ..
هل شاهدتهم بيتر بان من قبل ؟!
نعم أنها تلك البحيرة ولكنهم لم يفعلن بي مافعلوه بويندي , بل رحبن بي ولعبن معي وكأنني حورية !
وكأنني أميرة ..
أميرة تحمل الإيدز !!
اللعنه على تلك الذاكره التي لا تستطيع النسيان ..
اللعنه على الواقع المّر الذي يقيدني دون رحمه ..
كيف لي أن أكون أميرة وأنا أحمل الإيدز ..
كيف أعُطي المجال لمشاعري بالتحليق في سماء الحّب وهناك قفص متسخ بعار الإيدز في إنتظاري !!
غّرفة مهجوره ..
رائحه عّفن ..
وكّوب قهوة غير نظيف ..
مافائدة تنظيفه ؟! هل التنظيف سيحميني  ؟
ربما سيحميني لفتره مؤقته , ولكنني سأموت عاجلاً أم أجلاً ..
لذلك أهلاً بالبكتيريا ..
أهلاً بكل ماهو مُهلك للصحة ..
السيجارة ..
المُسكرات ..
المخدرات ..
ولكن..
هناك شيء واحد فقط غير مرحب به..
الحب..
غير مرحب به أبداً في عالمي..
أبداً ..
***
-         حدثيني الأن وبلا تَهّرب ..
قاطع سلسلة أفكار الحورية المصابة بالعار ولكنه فعل خيراً ..
فلا فائدة من العيش في الخيال وهناك واقع مر في أنتظاري ..
-         سأحدثك عني الأن ..
نظر إلي وكأنه ينتظر شيئاً ما في حكايتي ..
لا أعلم ماهو ولكنه ربما .. كان ينتظر النقطة السوداء التي جعلت مني فتاة ملطخه بالعار ..
ربما يقصد المكان الذي بدءت قصتي فيه ..
أو ربما الأشخاص الذين كانوا السبب ..
اللعنه على ذلك المريض الوقح ..
اللعنه ..
***
قبل عدة سنوات ..
-         أبنتي لقد مضت سنوات عدة على رحيل والدك وأنت تعلمين أنني لم أُنجب غيركِ لذلك أنا أريد أن أطمئن عليكِ , أريد أن أراكِ برفقة زوجك الذي سيحميك  بعد رحيلي ..
-         أمي ! كفي عن ذلك أرجوك ..
-         لا تبكي يا عزيزتي , أنت تعلمين أن مهما أستطاع الدكتور محاربة السرطان فذلك لا يعني نهايته وإنما هي البداية لورم جديد في مكان أخر ..
-         أمي أرجوكِ أنا لا أريد سماع ذلك وأنا على ثقه تامه أنه لن يستطيع رعايتي من بعدك .. لأنك أنتِ وحدك من تستطيعين ذلك أنتِ كنتِ لي الأم والأب ولن يستطيع أحد أخذ مكانك يا أماه ..
-         كم أنتِ لطيفة يا أبنتي ومحظوظ من ستكونين ملكة ..
-         أمي أرجوك أستلقي الأن وكفي عن جلب سيرة الزوج ,  أنا الأن لا أريد شيء سوى البقاء بجانبك ..
-         بالمناسبة .. اتصل محمد اليوم ليسأل عن تغيبكِ الكثير عن الجامعه ..
-         ماذا يريد ذلك المغرور ؟
-         هو ليس مغروراً , هو مهتم بك كثيراً .
-         وأنا لا أهتم لأمرة وكفي يا أمي عن ذكر أسمه أمامي ..
هل تعلمون لما كنت أقول ذلك عنه ؟
لأنني كنتُ مخدوعة ..
كنتُ عمياء ..
كنتُ أحب ذلك الوقح ..
العاهر..
لذلك كنتُ لا أحب أن ارتبط بمحمد ..
لذلك كنتُ أحاول إقناع نفسي أنه رجل مغرور ..
وعلى فكرة هذه الكلمات لا يعرف عنها رجل الأزقة ..
فقط أنتم الذين تعرفون ..
أنتم فقط..
****
-         أكملي هيا !
-         حسنُ
-         وبدءت بسرد بقية القصة دون توقف
-         ولم أُفكر بردة فعلة ..
-         أبداً
***
-         لما أنتي متغيبه يا ..
-         وماشئنك أنت ! هذا لا يعنيك..
-         لماذا تتصرفين معي هكذا هل فعلت مايزعجك؟
-         أتركني وحسب يا محمد أنت تعرف أننا لن نكون لبعض أبداً ..
-         لماذا؟!
-         لأن هذا هو قراري ! أنت رجل ثري ومغرور وأنا فتاة عادية لا أستطيع العيش معك ..
صمت !
انتحرت دمعة من عينيه !
وكنت أعرف أن هذه الدمعة دمعة الوداع..
لذلك أستدار وقرر الرحيل..
لذلك لم يعد بعد ..
-         كنتُ أريد فرصة منكِ لأثبت لكِ أنني لستُ كذلك ..
-         كنتُ أريد  وأريد وأريد..
رسائله السابقه !
نعم هو لم يرسل لي تلك الرسائل بعد ذلك اللقاء ..
وكأنه كان اللقاء الأخير ..
لا أعرف لماذا كنت أنتظر السؤال منه ؟
لاأعرف؟  كنتُ أريد فقط أن أتأكد أن ذلك اللقاء لن يكون الأخير ولكنه مع الأسف كان الأخير ..
-         متى سأراكِ غداً ؟
-         أنني مشتاق يا فتاة متى ستشعرين بي ؟
هه , نعم أنا لن أقرأ هذه الكلمات مُجدداً..
والسبب هو أنا..
-         هل أنتِ بخير؟
-         هل لازلت مستيقظه؟
-         هل والدتك بخير ؟
نعم , أعلم أنني حمقاء ..
حمقاء وكفى ..
***
-         توقفي عن البكاء أرجوكِ , أرجوكِ فالبكاء لا يعيد الماضي أبداً ..
ذهبتُ إلى أحد أركان الزقاق وجلستُ هناك..
وأنا أتذكر تفاصيل وجهه ..
تفاصيل تلك الدمعة..
التي أعلنت نهايه العلاقة..
ربما عاد بعد ذلك ولكن الآوان قد فات..
عاد بعد أن ..
بعد أن ..
***
-         مافعلناه بالأمس كان فاحشه يا ..
-         أنت من وافقت على ذلك ؟
-         لم أوافق أنت الذي أجبرتني على ذلك ..
-         حسنُ أنني مشغول الأن سأحادثك لاحقاً ..
-         أنتظر ..
وأقفل الخط ..
كنتُ أريد محادثته بموضوع الزواج ..
يجب أن نتزوج بسرعة ..
يجب أن نفعل ذلك ..
أنتظرتُ كثيراً ..
ومع الأنتظار .. بدأت تبرز ملامح الحمل علي ..
لم أكن أريد أن أقتل ذلك الطفل ولكن ذلك أفضل ما افعلته في حياتي ..
أفضل مافعلته على الإطلاق ..
هناك في ذلك المنزل السري ..
خلف تلك الإشجار الغامضه ..
وبعد منتصف الليل تقريباً ..
أطلقتُ صرخة الإجهاض ..
صرخة أستلذت بها تلك العجوز الشمطاء..
وقالت : وأخيراً ستعودين فتاه لستِ كالفتاه السابقة ولكننا تخلصنا من نصف المشكله ..
ولكنها لم تكن تدرك أن المشكله لن تنتهي أبداً ..
ربما تخلصنا من نصف المشكله..
ولكن هناك مشكله أكبر..
أكبر بكثير من فقد العذريه ..
****
-         هل لي أن أعرف عن أي مشكله تتحدثين بالضبط ؟!
-         ستعرف في الوقت المناسب دعني أرتاح قليلاً ومن ثم سأعود لأسرد لك بقية الحكايه ..
-         أريد أن أعرف ماهي تلك المشكلة..
كان مصراً ولكنني قلت له: ستعرف..
ولكن هل تعلمون .. أنا لم أقرر بعد , كنت أحاول المماطله فقط ..
لأنني لم أٌقرر .. هل أخبره بموضوع الإيدز أم لا ..
ولم أعرف سبب التردد بعد ..
ربما لأنه ..
لأنه مختلف نوعاً ما ..
****
بعد سنه من الإنتظار والإنقطاع ..
-         نحن لن نكون لبعض يا ..
بعد سنه فقط قرر أن يترك لي هذا الرساله ..
بعد سنه من العذاب المّر والألم ..
بعد سنه من الأرق والأدمان الفاحش للخمر والسيجاره ..
بعد سنه من أرسال الرسائل والأتصالات الغير مجاب عليها ..
قرر .. أن يرسل ذلك ..!
للأسف كنتُ أعرف منذ الأتصال الأخير ..
كنتُ أعرف ذلك فهو لم يبالي بالاجهاض ..
لم يبالي بتلك الأمراض التي شنت الحرب على جسدي دفعة واحدة ولم أُبالي أنا بالسبب أبداً..
ولكن بعد أن قرأت هذه الرساله بالذات لم أذرف أيّ دمعه ..
فقد جفت مقلتاي ..
لذلك أبتسمت , وجلستُ أمام مرآه داري لأضع بعض المساحيق التي ربما تستطيع اخفاء القليل من الشحوب عن والدتي , أرتديت ثيابي , ورششت العطر على ثيابي وذهبتُ لأمي ..
ذهبتُ إليها وليتني لم أذهب ..
ونسيت أن أقول أنني منذ سنه كنت قاسية معها ..
أعني منذ رحيل ذلك الوغد ..
****
-         أقتربي مني .
-         أرجوك أبتعد .
-         أنت بحاجه ماسه إلى حضن يحتويكِ لكي تفرغي مابكِ من ألم ..
-         لستُ بحاجه إلى ذلك أرجوك أبتعد ..
-         سأبتعد ولكن يجب أن تعديني بشيء ؟
عقدت مابين حاجبي وقلت : أعدك ! بماذا ؟
ضَحك !
-         ما المضحك في الأمر !
-         جميلةٌ أنتي حينما تعقدين حاجبيك والدموع تملئ عينيكِ !
أحمّرت وجنتاي ثم ..
-         وأيضاً أنت جميله حينما تحمّر وجنتيك !
-         كفّ عن ذلك !
-         أبتسمي وحسب !
وما أن أبتسمت حتى تذكرتُ تلك الملامح ..
ملامح والدتي حينما فارقتني ..
وهي مبتسمه و( فخوره بي) !
نعم هي لا تعلم شيء ..
لذلك من حقها أن تقول ذلك ..
ولو علمّت ! لما سامحتني أبداً ..
أبداً ..
***
-         أ أ أبنتي ..
-         أمممييي ! مابكِ إن حرارتكِ عاليه , سأتصل بطبيبكِ حالاً .
-         لاتفعلي ذلك , أريد أن أحادثكِ وحسب .
-         أمي أرجوكِ سامحيني لأنني كنتُ قاسية معكِ السنه الماضية أرجوكِ .
جثوت على ركبتي بجانب سريرها لأمسك بيمناها وأقبلها حتى أحمرت من حرارة قبلاتي ..
-         أنت أبنه مطيعه وأنا لا أستطيع أن أغضب منكِ أبداً ..
-         أنا لستُ كذلك أنا عصيتكِ كثيراً ..
-         أ أ أبنتي .. أشعر براحة تغمرني ..
نظرتُ إلى عينيها  , ثم وضعت رأسي بجانبها  وقلت : وأنا أيضاً يا أماه ..
ثم ..
غطت عيناي في نوم عميق ..
نوم هنيء لم أرى له مثيل ..
وأستطيع تسميته بالنوم الهنيء الأخير !
نعم .. فبعد أستيقاظي فجراً , وجدتها لا تتحرك ..
فقط تبتسم ..                           
-         أنتِ أبنه مطيعه .
كانت تلك أخر كلماتها ..
-         أمي , أرجوك أستيقظي ..
-         ....
-         أمممي..
لكنها لم تكن تحمل لي سواء ابتسامه ..
ابتسامه وداع أخيرة ..
***
-         جئت لأقدم لك تعازيي الحارة ..
-         شكراً محمد ..
ربما لم أكّن أتوقع مجيئه ولكنه جاء ليمنحني المزيد من الألم ..
لأنه جاء في وقتٍ متأخر ..
جاء بعد فوات الآوان ..
-         أعلم أنك حزينه , وأعلم أنني ضيف غير مرغوب به , والدليل هو أنكِ لم تقدمي لي كوب قهوة حتى الأن .
-         عذراً فقد نسيت , سأحضرها لك حالاً ..
وحينما ذهبتُ إلى المطبخ ..
أستحوذت على عقلي فكرة غريبة ..
وخطرة جداً ..
***
-         هههههه هل كنتِ ستقتلينه ؟!
-         ستعرف الأن ولكن أريد منك فقط أن لا تظن بي ظن السوء ثم ترحل .
-         لا لن أتركك وحدك أبداً مهما كانت أفعالك .
-         هل تعدني بذلك ؟
أمسك بيمناي ثم قال : أعدكِ
-         شكراً لك ..
-         العفو , أكملي هيا ..
-         حسنٌ
***
-         أين هو سم الفئران ؟
كنتُ أحادث نفسي وأنا أبحث عن ذلك السم الذي كنتُ أريد قتل ذلك الوغد به ..
ولكن .. سأقتل هذا الوغد أولاً ..
لأنه تخلى عني ولم يكّن بجانبي ..
لأنه لم يرسل تلك الرسائل بعد تلك الدمعه الكاذبه منه ..
كيف أستطاع أن يتخلى عني ..
كان يقول أنه يحبني ..
ولكنه جاء في الوقت الضائع ..
ومع الأسف كنتُ أحادث نفسي بصوت عالي ..
-         أييين ذلك السّممم الحقير ..
-         هل تبحثين عن هذا !!
وقع كوب القهوة مني ..
أتسعت عيناي ..
و..
- كنتُ أعلم أنكِ تريدين ذلك ..
كان يقولها  وهو يقترب مني ..
-         أٌقتليني هيا ..
-         أبتعد ..
-         لا لن أبتعد , أنت تريدين قتلي هيا السكين بجانبك .. أٌقتليني ..
-         لن أفعل !
كان يقترب بهدوء وكنت أبتعد والقلق يستحوذ على كل أطرافي ..
-         حسنُ اذاً أمامكِ خيارين !
-         لا أريد , فقط أرحل وحسب أرجوك ..
-         أما أن تقبلي بي زوجاً أو تقتليني ..
-         أنت مجنون هيا أرحل من هنا..
-         أُحبكِ وسأبقى هنا حتى تقرري ولن أترككِ وحدك أما أن نتزوج الأن أو تقتليني !
-         مجنون!
ثم أقترب أكثر ..
-         الموت بجانبك أفضل من الموت بعيداً عنكِ !
-         أنا لا أستحقك !
عيبه الوحيد أنه كان يثرثر كثيراً ..
لذلك غضبت ..
ولذلك حدث ماحدث ..
مهلاً ..
ألم أذكر شيء عن الغرفه المهجورة والرائحه العفنه ..
نعم فتلك الرائحه هي رائحه جثته وحسب ..
***
-         مُجرمه !!
عقدت ما بين حاجبي ونظرت إليه في تعجب وأنا أتمنى أن تكون تلك الكلمة مجرد دعابه فهو قال أنه سيتقبلني كما أنا ..
-         مجرمه ولكنكِ جذابه..
-         لستُ كذلك أنني قاتله وحسب..
-         قاتله ولكن فاتنه..
-         ياذكي مالفرق بين الجذابه والفاتنه؟
-         ليس هناك فرق وأنما هي مجرد كلمات تتعارك على وصف حُسنكِ ولكنها لاتستطيع ..
-         أرجوك أتركني أكمل القصه دون أن تخجلني بكلماتك تلك ..
-         حسنُ أكملي هيا ..
***
ظّلت رأئحته تطاردني أينما ذهبت..
وظلت كلماته الأخيره تلك حينما غرستُ نصل السكين في صدرة تتردد في ذهني ..
-         أُأ ححبكِ يا فتاه ..
كم كانت تلك الكلمات جميله منه ولكنها لا تجدي نفعاً..
لذلك دفنتُ جثته في أعماق تربه منزلنا ..
وتركته هناك ..
حاولت نسيان أمره والتفكير بطريقة للأنتقام من ذلك الوغد ..
ولكن لا سبيل للنسيان ..
فالرائحه لازالت تطاردني حتى في هذه اللحظه التي أكتب فيها أليكم ..
ولكنني حاولت تجاهل أمره , وتجاهل أمر تلك الأمراض ولكن لاسبيل لتجاهلها ..
فصحتي المتهالكه تمنعني من التفكير التركيز ..
لذلك ذهبت إلى المشفى ..
وتمت الفحوصات ..
و ..
****
-         مهلاً .. أنتظري أرجوكِ.
حاول اللحاق بي ولكنه لم يستطيع ..
حاول ولكنه فقد الأمل , لذلك أنا لم أعد أراه خلفي ..
نعم هربت منه لأنني لا أريد أن أُطلعه على الحقيقه ..
هربت وحملت معي دمعه ثائر توبخني على استسلامي للعواطف..
نعم .. فأمرأه مثلي لاتستحق شيء أبدً
لذلك ..
توقفت في مكان مظلم وأنا أحاول أن أستجمع ماتبقى لي من قوة حتى أعود للمنزل..
مهلاً هذه صوت خطوات !
أنها  خلفي ..
هناك كيان يسير خلفي هل هو ..
-         ماذا تفعل فتاه جميله مثلكِ هنا في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
أستدرت نحوه !
كان رجل ضخم جداً , تقاسيم وجهه بشعه , رائحته عفنه , وكان عقله في سبات مؤقت ربما بسبب الخمر ..
نعم هو كذلك .. فقد عرفت ذلك من صوته ..
حاولت أن أخيفه بما تبقى لي من قوة .. ثم قلت :
-         أبتعد وألا ..
تقدم مني أكثر وهو يفرك كلتا يديه ويقول : هل تعلمين أن هذا المكان ملكي ومن يدخل إليه لا يخرج أبداً ..
-         بل سأخرج أبتعد وألا قتلتك ..
-         جذابه وشرسه !
-         أًصمت أيها القذر ..
حاولت الفرار منه ولكنه أوقعني أرضاً ليصطدم رأسي بشيء أفقدني صوابي ثم ..
ثم ..
لا أذكر تماماً ..
ولكنني سمعت صرخه تحررت من بين شفتيه ..
ومن بعدها رأيته يسقط بجانبي ..
ثم ..
رأيته ..
نعم رأيته..
رجل الأزقه ..
هو ذاته ..
لقد عثر علي قبل فوات الأوان ..
رأيته يقترب مني ..
ثم ..
أغمضتُ عيني ..
مستسلمه للمصير التالي ..
***
دفئ ..
رائحه قهوة لذيذه ..
ومعطف يغطي جزء من جسدي ..
هل !!!
-         هل أنتي بخير ؟
-         ماذا فعلت ؟
-         لم أفعل شيء ؟ ما بك ؟
-         هل ..؟!!!
-         هل جننتِ , أنا لايمكنني فعل ذلك بكِ.
-         كاذب !
أقترب مني وهو يقول لي  في غضب : قد أكون كاذب مع أمرأه غيركِ ولكنني لن أجرؤ على فعل ذلك بك أبداً صدقيني .
دمعه في غير موعدها سقطت ..
كنتُ أعرف أنه مختلف ولا يمكنه فعل ذلك..
ولكنني كنتُ خائفه فقط ..
وكنتُ أريد منه أن يحتضنني وحسب ..
كنت أريد أن أشعر بالأمان ..
فما رأيته لم يكن سهلاً أبداً ..
لذلك تجرأت وألقيت بنفسي بين أحضانه ..
وطال أنتحابي ..
حتى غطت عيناي في نوم عميق..
نوم هنيء لم أشهد له مثيل منذ رحيل والدتي ..
نوم مختلف ..
***
-         أستيقظي ..
أنامل قاسيه تلامس وجنتي بحنان ..
-         ألازلتِ نائمه أستيقظي هيا قهوتكِ جاهزه ..
فتحتُ عيناي ..
ورأيت نفسي بين أحضانه ..
رأيته يبتسم ..
وكانت أبتسامته تلك هي الحياه بالنسبه إلي ..
كانت شمس جديده ..
تحمل إلى روحي الشفاء ..
تحمل إلي القليل من الأمان..
-         لماذا تحدقين بي هكذا ؟
نهضت مسرعه من بين أحضانه وأنا أحاول أستيعاب ماكنتُ أفعله منذ قليل..
-         أسفه ..
-         لاتعتذري كنتُ فقط أريد أن أعرف هل وسامتي هي السبب في تحديقك بي هكذا ؟
ضحكت والخجل كاد أن يستحوذ على ملامحي ولكنني أستطعت السيطره عليه .. ثم قلت له :كف عن ذلك!
-         لن تستطيعين اخفاء ملامح الخجل ..
-         .....
-         هههههه , أُحب ملامحك الخجوله.
-         كف عن ذلك وأجلب لي قهوتي .
-         حسنُ أيتها الخجوله الجميله.
ذهب ليجلب لي القهوة..
كان يرمقني بحنان بين الحين والأخر ..
ربما كان ينتظر مني الحديث..
ولكنني أجلت ذلك الموضوع إلى حين أخر ..
أنا أعرف تماماً أن هذا الوقت غير مناسب ..
رغم أن هناك رغبه ملحه تحاول أن تقنعني بضروره أخباره..
ولكنني لم أخبره ..
و ..
-         هل تعرفين , لستِ وحدك من عاش في دائرة الحّب ..
اتسعت عيناي , ضاق صدري , لم أكن أعرف أنني غيورة هكذا , نعم فما حدث لي هو نتيجه للغيره وحسب ..
-         كنتُ أحب تلك الشقراء ولكنها ذهبت إلى ذلك الرجل الحقير ..
لا أعرف لما تذكرت تلك الفتاه التي كانت برفقته في المقهى ..
بدءت بسؤاله عنها وعن تفاصيلها ..
وللأسف كانت كل التفاصيل تشير إليها ..
-         رأيتها برفقته في ذلك المقهى , حاولت أن ألفت أنتباهها ولكنها كانت منشغله به ..
نعم نعم تذكرت هو كان هناك ,حينما أوقع النادله ..
-         مهلاً هل تقصد تلك الفتاه !
-         أي فتاه ؟!
-         التي كانت تجلس بجانب ذلك الرجل الثمل.
-         علمتُ منذ أن رأيته وهو يُحدق بها أنه لايحبها .
-         نعم , أعرف ذلك ؟!
-         ماذا ! ماقصدك ؟
-         ذلك الرجل هو ذاته ؟
-         هل تقصدين !!!
-         نعم ..
وعاد الصمت الذي كنتُ أمقته إلى حياتي وغابت عن تفاصيله تلك الابتسامه التي عشقتها ..
هي صدفه جمعت بيننا  ولكنها ..صدفه أشتعلت معها صفحات من الماضي ..
صفحات مهمه جداً ..

كلمات : وميض
twitter : @_alnourii