Monday, December 14, 2015

سيدي الحزن ..ذو الحروف المدارية ( خاطرة التناقض بعينه )



حبيبي الثائرة تجاهه نفسي القاتمة بلون رماد السيجار ..
أنت جنوني الحتمي ..
حزني اللذيذ ..
 دائي المرغوب به  ..
دوائي اللاشفاء من آدمان مكوناته ..
وكأنك يا روح هذه الحياة المتيبسة والمتصلبة كالشجرة اليانعة التي بُثت فيّ (حلم مصفر تجتاحه زُرقة سقيمة  ) مرتكز هنا على ظهر حضرة هذه الورقة البائسة والمنقطة كحظ طفل وُلد في تاريخٍ مشؤوم  ..
لا نعيق غربان هنا..
 ولا زقزقة طيور حزينة ..
السماء نيلية مائلة إلى لون خلايا عقول المُحبطين فّي..
أولائك المُحرضون على الثورة ..
هنا .. أجد توحد يُشبه الخريف الجبان ، تلك الأوراق لا تلمس الأرض ، تتحول إلى رماد ، تنقلب ألوانها الصفراء إلى أغمق درجات الموت ، تخطفها ألسنه الهواء قبل أن تعانق الواقع ؛ الأرض اللاخضراء.
هو لم يتحقق بعد .. وربما لن يتحقق أبداً .. ذلك الأمل المثقوب لن يعلن رغبته في الألتحام والأكتمال هنا  ، ،
على هذه الأرض الرمادية المُنتشية بفتيل الثورة..
حُزني..
أنني أكتبك بعجزٍ مُفرط – مرغوب به - ..
 أحاول أن ألمسك بأطراف حروفي العجوز..
أعانق طيفك المستحيل – بعقلي – انتقاماً للوضع الحالي والمُخزي  ..
أتحسس تفاصيلك الغائبة عن روحي برأس قلمي المُرتجف المنفي من أرضه ؛ محبرته ..
 ولكنك رُغم كل تلك العمليات المعقدة  للوصول إلى جزء منك تبقى بعيد كما الصدى المتلاشي،،
كما الجنة المُستبعدة تماماً عن دربي الشوكي القاحل ،،
أين كُنت عن حُزني الدفين الملائم لحزنكِ،،
جئت بعد أن فُنيت امرأتك إلى الجحيم ،،
جئت لتنادي على بقايا روح متشابكة مع الشيطان ،،
دون صراع ..
دون مقاومة ..
المجد للإنقياد القسري وربما المرغوب به..
عموماً ..
هنا المعنى التام للاشيء..
لن تجد هنا سوى وريقات تحمل بالخط الأسود العريض أسباب مُقنعة للإنتحار..
 عُلب فارغة لحبوب منومة طاردة للأرق ..
ومضادات حيوية قديمة كانت للأحتقان وألتهاب الأذن الوسطى ..
في يومٍ ما ..
كانت تلك الأقراص الربيعية أداة لمقاومة الموت ؛ المرض ..
 ولكنها أصبحت اليوم - من حسن الحظ - ..
سلاح حاد لأحياء ذكرى الوعكة الصحية ؛ الموت نتيجة التسمم اللذيذ..
تباً للمستشفيات..
وتحديداً غرف غسيل المعدة..
***
حبيبي..
 أنا احتضر مبتسمة ..
وأحياناً غاضبة من قدر ساخر..
قدر مُزعج جلبك لي قبل موعد موتي بساعات ..
 وربما أيام ..
وقد تكون إن لم يحالفني الحظ سنوات ،،
أقنعني بأسلوبك اللذيذ أن هذه الحياة قليلة الأدب تستحق العيش ..
 كل ما على أرضها الضحلة يدعوني إلى قبول دعوة الموت بكل صدر رحب ..
التوحد بالمجانين المتراقصين فيّ ..
 رسم أحلامي المتمردة اللامعقولة معك ..
ذلك التخيل المزعج الذي كاد أن يفضحني ذات مرة أمامك..
 تلك الحرقة الحتمية اللاذعة ..
 الألم أسفل بطني كالشوك يقتلني ..
نُكت بائسة لابد لها أن تفني ..
أنا أيضاً أريد أن أفني بطريقة دوبلماسية ..
أرجوك أعتني بأمي وأقنعها بأنها لا تحتاج إلى فتاة مِثلي ..
فتاة كالداء في الجسد ، تقتل وتُجبر على كبح جُماح ضميرها الثائر..
أنا مرض تأصل بين هذه الغيوم الزهرية ..
بين إبتسامة والدتي ..
وظنون أبي الحسنة..
 أنا لا أستطيع أن احافظ على تلك الغيوم ..
لي أنامل قصيرة تتأكل مع حقيقتي كوني مرض مُعدي ينهش فّي ويقتل كل ماهو أحمر بلون الكرز أو زهري بلون غزل البنات..
أمنحني للموت كهدية مجانية  ..
أو خطيئة أحتفظ بها القدر لكي يضحك ملء فمه على تعثرها بالسعادة..
كيف لي أن أقتنع بأن السعادة أمر لابد منه كي أعيش..؟
كيف لي أن ارفض حقيقة نفسي المعتمة ..؟
هل يجب علي أن أناقض نفسي ..؟
هل يجب أن أرتدي تلك الفساتين المزكرشة لكي أحظى بالحياة هُنا ( في هذه الغربة الحتمية)..
غربة الروح ..
والعقل ..
والقلم..
ياترى ..!
متى سيُحب الأنام الحُزن وسيتقبلونه دون الحاجة إلى أثارة المدامع واللعن ..
أنا أكتب دون ثورة مدامع ..
دون أمطار حارة تهطل من عيناي المرغوبتان بها من قبل ذلك الكيان الأسود الشامخ الواقف على عاتق حلمي..
لن أبكي ..
ولن أناقض نفسي ..
سأحزن حتى النهاية ..
وإن حالفني الحظ ..
ستكون هذه أخر رسالة أكتبها لك ..
أستعد حبيبي..
أستعد  للنعي..
***
سيدي الحزن الفاتن..
ليتك فقط كُنت هناك بالقرب من حُزني  ..
حُزني الذي كان يجب عليه أن يكون حرماً لحُزنك المرموق ..
نعم ،، أنا وبكل فخر أعترف بأنني ألعن الأعراف الرافضة لذلك والغير رافضة..
تباً لكل عٌرف شكلته الأنفس على هذه الأرض البائسة من أجل الضحك على الذقون ، من أجل النفخ في صدرٍ مُتوفى ؛ أحياء الأخلاق ..
لو كُنت مكان العُرف لغرقتُ مع سفينة تايتنك ،،
لأنتحرت مع سيلفيا بلاث وسارة كين ،،
لرميت بنفسي مع الأبرياء في محرقة الهولوكوست،،
أنا عٌرفٍ اذاً أنا عار على الرغبة الفطرية ؛ الرغبة بك..
فطرة فطرها الله في ..
ولكن القدر تلاعب بهذا الزمن الفقير..
انتشلك من نصفك ليرميك في نصف أخر أبيض كلون الثلج لا يتوافق مع تفاصيلك ..
لذلك أنت لم تلحتم بعد..
ولذلك أنت لا تزال نصفاً يا سيدي الحزن..
فحكايتنا الحزينة تختلفُ نوعاً ما عن هذه المهزلة التي تحدث الأن ..
كان يجب أن تكون جارُ لنا في تلك التية الغائمة ..
كان يجب أن  تقترب من ساحل روحي ..
ولكن أناملك لم تُسعفك لتصل إلى نهاية الطريق،،
لذلك عُدت بخفي حنين خائباً مُرتبكاً من الخطوة الحتمية المفروضة عليك..
تلك القطة العابثة في أرجاء التية ؛ قطتي نادت عليك.
ولكن سوادها لم يغريك ..
موائها تجاه دربي الأحمر بلون الدم لم يحرض فضولك ،،
هل كُنت خائف من المُجازفة ، أم أن الحل الأسهل قد راق لك.
كُنت أريدك يحجم بروز عروقي المُكتظة بالألم الأن..
ومازلت أريدك ولكن الأمر أختلف نوعاً ما بطريقة أسوء عن السابق ..
فقد أصبحتُ أريدك بكسل ٍ بغيض وعجز تام  ،،
أريد بعدد وخزات تلك الحرقة البائسة المشتعله أسفل معدتي،،
أدخن سجائرك ( االمارلبورو ) بشراهة غير معهودة وألعن مع كل نفثة الملامح الملائكية الراقدة إلى جانبك واللسعة النابعة من أقصى اللسان ،،
لا يمكنني الغوص في التفاصيل المُرهقة أكثر ،،
أنني أختنق على ظهر هذه الورقة البالية التي لم تعد تقوى على حملي الأن ،،
الغربان تلعن بصري والعصافير تتمنى لو أنني أختنق بصوتي ،،
تلك الشجرة الحلم بدأت عروقها بالتسمم الأسود،،
دُخاناً أبيض بلون مُطهر الثياب ينبثق من أماكن متفرقة منها ، أنها تنادي على الموت ؛ تحتضر بطريقة لا تثير الشكوك.
حُلم الغد ..
أنه على حافة الهاوية..
ينتظر أغنية اللعنة التي ستشل أنامله ،،
تلك الطلاسم المشؤومة التي ستراقصه حتى لا يشعر بألم تحطم مفاصله على تكسرات الصخور،،
أنها هي ..
أغنية اللعنة للمرة الألف..
هنا ..
في ربوع العقل ..
كجنينُ أحمر دامي ، جُندي مُرتزق يحبو تجاه الخُذلان ، يطعن بشرف وطن ترترع فيه طمعاً في رائحة الدم ،،
تلك هي الأغنية بدون تفاصيل..
***
سيدي الحزن ..
أنني أحترق ببطئ هذه الساعات اللعينة الخائنة التي لا تريد أن تعلن ساعة موتي الحتمي حتى الأن..
 ولكنني وبكل أصرار وعزيمة أرغب في أن تحط أقدام تلك الساعة المُنتظرة التي ستعانق فيها روحي السماء كي تسكن معها غيرتي المفرطة..
  اللعنة على عقلٍ سوداوي وقلب جامح لا يهدأن من فرط الغيرة الثورة ..
 أتمنى أن أستطيع أبتلاع تلك الغصة المؤلمة مع حليب بارد  ..
ولكن البرودة لا تروضها ..
كما أن شاي الكركديه الدافئ أيضاً لا يهدأ من روعها ..
 لا يروضها شيء هنا سوى وجودك في ربوع واقعها..
هل تذكر مكالمة الأمس الناقصة ؟
كانت الغصة فيها حاضرة بكل طغيان ...
 تتسكع بالقرب مني جسدي الأصفر ..
تفرض سيادتها على صمتي القسري ..
 تُذكرني بالواقع البائس والحياة الغير عادلة..
 تتأرجح التفاصيل في عقلي بها وبما تحمله لك من مشاعر لعينة ..
 لم أكن استطيع أكمال الجولة الحميمة معك أو حتى الصمت كي لا تظن بأنني لا أريدك ..
أرغب بك بحجم تلك اللوعة السادية ..
وأرغب في أن أتذوق حلاوة مرارتك التي أقرأها بين حروفك المدارية ..
حبيبي ..
 كما ذكر قلمك سابقاً .. المُنتحر بعيداً عن محبرتك اليتيمة  ..
تلك الأقامة الجبرية ديكتاتورية ..
 تلعنني في كل لحظة..
 تقتلني  ..
 تجلدني بالخيزران..
 تنتزع عني رداءي القرمزي الذي أعتزل فيه عن صخب هذا العالم العاهر..
 تُجبرني على الضحك ملء شدقي والتبسم إليه ومعانقته تحت ظلال ( العادات والتقاليد ) ،،
نعم أنا أعرف تماماً مدى غيرتك المُفرطة على تفاصيلي السمراء النحيلة تلك ..
التي لن تهدأ إلا بعد أن تذوب بين أحضانك ..
 ليتك تدرك مدى ذكاء خيالي وخصوبته ..
 هو يحسن رسم تفاصيلك على كل تلك الوجوه الصماء..
 يقنعني أحياناً بأنه هذا البائع الكهل الذي أشتري منه قطعة ( الريد فيلفت ) هو أنت ..
وأن هذا الأشقر الذي يرتدي البذلة الكحلية اللون ويلاعب كلبه في الشارع هو أنت..
جميعهم أنت ولكن في أماكن مختلفة ومتناقضة ..
كتناقض تفاصيلي ومشاعري..
ولكنني بحجم تناقضي المأساوي أحبك ..
أغرق بك سيدي وأشعر بك ..
بتفاصيلك الحمراء المائلة إلى الشحوب المُغري..
برائحة النيكوتين العالقة بين ثنايا ملابسك..
برطوبة ذقنك الوافر ..
آآه على تلك النظرات الساحقة واللمسات الخانقة ..
 نعم ، أنه أنت لا محالة ..
أنني ألمسك هنا بعقلي بين تلك التفاصيل العابرة ،،
أراك بقلبي ،،
أستشعر عطفك ،،
وأغرق فيه وحدي ،،
أمارس تلك الخطوات هنا بين ربوع هذا الظلام وحدي ،،
لا أحد هنا سوى نادل يحقن أحلامي بجرعة كافيين مركزة ، ومصممة أزياء ثرثارة مافتئت تتكلم إلى الكرسي رقم أثنان عن أحدث تصاميمها البالية..
وأنا هناك أقف عارية من الأمل على غصن الأصرار المحطم ألتقط الحشرات من على ثيابي
وألمسك وأنت إلى جانبي ( كحلم )
 أنا أعرف..
 ووتفاصيلي تعرف أن ذلك عبارة عن أنتقام ساخر من قدر ساخر ..
 أنتقام أدرك بأن له عواقب برتقالية وخيمة ..
لا أفقه ماهيتها ولكنني وبكل قواي العقلية مُستعدة لكل شيء ..
للموت ..
 من أجل حبك..
نخباً لذلك الحزن الدفين..
أرجوك ..
كف عن لوم نفسك ..
 أنت فضلت أن تكون محاط ببياض لزج يحتضن سمرتك العذبة..
 فضلت الأختلاط  بسكر أبيض ناصع ظناً منك بأنه سيغرق في حباتك السمراء لتخلفان لوناً قمحياً لذيذاً بطعم التوفي  ..
 ولكنك نسيت أمراً واحداً في غاية الأهمية وهو أن مهما كان ذلك الأختلاط عميقاً ستبقى الألوان متنافرة ..
 لن تكون أبداً منك ..
 لن تذوب درجات ألوانها بين أحضانك ..
 لن تشفي غرور سمرتك كلماتها الأولية ..
 لن تشاركك ألعاب الفيديو ولن تفهم مدى تعلقك المفرط  بالسوداوية ..
 أنا أمقت السودادوية في أي مكان أخر سوى مكانك ..
وأعبد الحياة البائسة إلى جانبك ..
 ولكنها لن تستوعب أبداً تلك التعقيدات المثيرة للشفقة..
 والحب المتخشب الذي لن يتحطم أبداً في وفيك ..
 لم ولن تميز الفارق بين البياض والسمره ولذلك لجأت إلى أبسط الحلول المتوفرة أمامك ..
  إلى البياض العقيم ..
، إلى رائحة الياسمين الروتينية ..
 إلى  الجمال الرتيب المقزز
ولم تناشد اللاتقليدية ..
 لذلك أنا أعاقبك مراراً وتكراراً ..
 أعاقبك لأنك لم تُدرك ماهية ومكان مصلحتك أبداً ..
  لم يقع أختيارك علي ..
لهذا أنا حزينة..
 أعيش إلى جانب شاب أخرق يظن نفسه سيد هذه الحياة الدنيا ..
بتلك الأبتسامة الشنعاء ..
 بذلك الهندام المقزز ..
 وبذلك الغرور البغيض ،،
لهذا أنا أشعر بأنني أقرب إلى الموت وأن الخلاص بهذه الطريقة هو أقرب الحلول إلى نفسي ..
 دعني أكمل أخر فصولي وأنتحر ..
أو..
 أقتلني أنت بأكثر الطرق المححبة إلى نفسك ..
أفعلها  قبل أن أُقتل مرتين ..
أنا لا احتاج إلى هذه الرسالة المثقوبة بقدر حاجتي إلى وجودك هنا إلى جانبي ..
تعال وأقتل الرغبة ازاء أي شيء في ..
 أقتل توقعاتي ..
 خيب ظنوني في القدر ..
 أنتشلني من مغطس العار ..
، أريد أن أطهر روحي السوداء بك لتصبح أشد سواداً ..
وحلكة ..
***
سيدي الحزن
لا تمنعني من تقبيل أنفك والرقص في حلمك ..
 لا تمنعني من الافتراء عليك ..
 أحب أن أتدلل بطريقتي المعقدة حتى تجدني في النهاية أعود إليك كطفلة مدللة لا تعرف مالذي فعلته ..
فتاتك لتي  لا تحسن التصرف ..
 أنا أحتاجك حتى وأن كنت في فترة العقاب ..
 بالنسبة لذلك العقاب الأخرق الذي لن يكتمل أبداً هو اليوم يحاول الأكتمال كما البدر..
 يحاول أن ينضج كي يلوح ( كنقطة عار بيضاء ) في أفق تاريخي الإنساني الأسود ..
 ولكنني ..
سأخنق أنفاسه لأنه لن يكتمل أبداً ..
ستصل إليك هذه الرسالة قبل أن تكتمل الأربعة وعشرون ساعة ..
 سيدي الحزن ..
أنا أحترق الان من فرط حبي الأجوف..
وأكتب بكل حرارة كلمات رأسي الثائرة تجاهك ..
 أرغب بك بحزن ..
 بلوعة ..
تعال إلى مريضتك الأن وأقنعها بأنها لا تستحق الحياة إلا معك ..
 متى ستعلن الثورة على محتلي أرضك كما أدعيت ..؟
 متى ستقتلهم واحداً تلو الأخر بسلاحك الأحمر..؟
 أريد أن أكون إلى جانبك بأكثر الطرق رعباً ..
 أقتلهم لتحصل على عقلُ مدمن على تفاصيلك الدامية ..
 آآه على وقتٍ لم تكن أنت فيه هنا في غاباتي الحزينة ..
 كان ذلك الشعور البائس يشبه المصحة البيضاء المعرضة للهدم ..
كل هؤلاء المرضى القاطنون فيها مستعدون للخلاص من أزماتهم الروحية ..
 ذلك القديس العاهر لن يستطيع الشفاعة لهم أبداً ..
 لن يغفر لهم الخطيئة العظمى ..
 وهي وجودهم هنا وبأدراتهم ..
لا أستطيع الأنحلال عن هذه الفكرة المشؤومة العالقة في رأسي ..
 ذلك القديس لم ولن يساعدهم ؛ لم يساعدني كنت في أمس الحاجة إليك ..
 ولكنني دُفنت وعدت من الغبار لأحيا حياة رتيبة إلى جانب رجلُ يقال عنه زوجي ..
 أريد أن أقتله أضعاف المرات التي قُتلت فيها دونك ..
 تعال وساعدني على التكفير عن ذنبي ؛ أقتله لأنه أحب ذلك الغبار المتراكم على ثيابي وأقتل نفسك التي لم تُطلعك على تفاصيلي السوداء المُخبأه تحت ذلك الرماد ..
المجد للنيكوتين وللمالنخوليا..
المجد لك يا سيدي الحزن ..
تعال وأمنحه الخلود في ،،
أريد أن أعيش ماتبقى من العذاب بك ، معك ومن أجلك ،،
تلك الجرعة ليست كفيلة بقتلي ،،
وكأنك ياسيدي تتعمد أن تقتلني بلطف ،،
لا تبتسم ،،
لا تعطف على بؤسي ،،
لا تقتلني ألف مرة ،،
أنا لستُ إلا بقايا غُبار كان في يومٍ من الأيام خطيئة لعينة،،
لاتمنح لذلك الغبار الخلود ولا الموت الرحيم ،،
أقتلني بعنهجية،،
أصرعني بهمجية ،،
أريد أن تكون ملامحك الحمراء الصورة الأخيرة التي ستسلم على ذاكرتي المُحتضرة ثم تخبو بداخلها ،،
الحلم الذاهب معي إلى الجحيم المحتوم ،،
أريدك قبل الصراخ ،،
قبل الاحتراق ،،
قبل العذابات السبع ،،
أنا أحتاج الأن إلى أثبات بأنكِ باقٍ يا ألذ العذابات في ،،
لا ترحل حتى لا أنتقم مني ،،
حتى لا أعيدني إلى غبار ،،
حتى لا أرسل بنفسي إلى الشمس ،،
أكتفي بك يا ليلي الحالك ،
أصابعي المختنقة بالبرد ،،
وصدري الثائر بالحزن ،،
كل تلك اللذه كفيلة بأن تقتلني متبسمة ،،
أوقعني بك – في الحلم –
كي أموت على رخام الواقع مقتنعة بأنك لست حلم،،
أرغمني على الانقياد  إلى الرغبة بك ،،
البرد لا يُزعجني بقدر أن أجد الدفئ إلى جانب تلك الإبتسامة المُتملقة ،،
سيدي الحزن ،،
أرغب بك وأنا في يقين نفسي أدرك بأنني لن أحصل عليك قبل أن يفلتك ذلك المُستقر في ربوع قلبك ،،
يقيد يديك الراغبتان في عناق يداي المختنقتان ،،
ليتني كرسي العظمة أو على الأقل ذلك التاج الملكي كي أستطيع فعل شيء ،،
القتل أمر لا بد منه ،،
عِقاب حتمي لا بد أن يكون مُرسل إلى أحدنا ،،
حبيبي أنا الأفضل والأنسب لذلك ،،
تلك الصرخات الصغيرة في حاجتك ،،
لا أريد أن أكون في يومٍ ما حُلم زائف ، أو ندم أبدي يزلزل كيانك،
أفلتني بيديك كي أنتحر راضية عن نفسي ،،
أجعلني أذهب بأرادتك إلى الخلاص ،،
أنت لا تستحق أن تكون تحت التراب الأن ،،
لا تستحق ان تُحب خطيئة من شأنها أن تكون السبب الأقوى في انهيال العقوبة على جسدك ،،
أقتلني أو دعني أرحل فذلك أفضل لك ،،
وإن كنت ترفض ذلك ،،
تعرف مايجب عليك فعله ،،
أنقذ الوقت قبل أن يتلاشى من بين يديك الداميتان،،
خذني من هذه النار،،
سأعود للغبار حتى أستيقظ مرة أخرى ،،
أريد أن أجرب حظي العاثر مرة أخرى وربما المرة الأخيرة  ،،
أريد أن أراك على الأقل في ذلك السبات البائس كحلم طويل المدى،،
قبل أن ..
يحالفني الحظ للمرة الاولى والأخيرة..
قبل أن تكتب في قصيدة رثاء رخصية لا تسمن ..
ولا تغني من سعادة ..

# وميض
geneourla

Friday, November 20, 2015

أمام كاميرا الهاتف المحمول.

حبيبي .. رغباتي المحظورة وكُل ما تتمناه تفاصيلي المجنونة ..  أنا هُنا عِندك أقف أمام فتنتك المُقدسة مُباشرة .. منهارة مُستائة أتوسل إليها طالبة أن تدعني وشأني ، أن تُخلصني مِني .. مِن كُل تلك الأشياء اللامادية والتي تبقيني على قيد الأمل ،  أرجوك أريد أن أفني دون ندم ، أريد أن أسقط من أعلى سطح منزلي أو بالمعنى الأدق منزله المُتواضع هذا دون إبتسامة ، .. أريد أن يتمكن مِني الحُزن تماماً ، يسري في جسدي كما الدم الأسود ليملئ عروقي ، مُمتلئة أنا بالحُزن ، جسدي النحيلُ هذا يُصبح أشد فتنة به ، يمتلئ صدري وتبرز مُؤخرتي ، تزوجتُه هو وليس ذلك الراقد هُناك في مكانٍ ما من هذا المنزل البائس منتظراً أن أصنع له وجبه العشاء ، قلت لي أن بعد الزواج سيتغير شكل الجسد وهذا ماحدث بالضبط معي ، أنا حرمُ الحُزن ، رغبته ومُلك يديه  .. لا تدعني أكفر بي ، به وبسوداوية روحي ، لا اريد أن أشعر بالخوف أو العجز ازاء الخلاص  لا سمح الله ، كُل تِلك الأمور تُخيفني ، تُثير قولوني الذي لا يهدأ ألا أمام صورتك المُخبئة عن الحزن في مكانٍ ما في جسدي ، لا أدري كيف لم يستطيع الحزن تشويهها أو على الأقل أفسادها تماماً .. الحُزن يغار ، يؤلمني كي لا اتذكرك ، يغار اضعاف غيرتك ، يكره أن أبتسم بسببك ، يحرقني ، يثقب صدري بسمه حتى أبكي مِن فرط الضحك ، تِلك الضحكات كانت مُثقلة باللوعة ، مُثقلة بالغيرة اللامعقولة ولكنها موجوده ، فأنا أشعر بها ،  ليته فعل ، ليته أزال صورتك يا مٍدخني الشره مِن عقلي ، أنا لم اجرؤ على التخلص مِن فتنتك ، أنا ضعيفة أمام تفاصيلك الرجوليه ، شهامتك وتفاصيل وجهك المُرهَقة ، أحب يداك الكبيرتان حينما تُعانق الشاشة ، شعر ذقنك الوافر وشفتاك المُكتنزتان ، أنا أغرقُ أمام قُبلاتهم ، يألهي ، نظرة عينيك التي تُغازل تمردي ورقصي تِلك تستحضر جنوني الأن ، أريد أن أرقص الرقصة الأخيرة لأنعم بِحنية حُبك ونظرة عيناك الثاقبتان المُنجذبتان اللتان تخدشان تعقلي ، اتعرى مِن الروتينيه ، الثقل والاتزان امامك وكأنني أمام نفسي ، أنا والحُزن نتفق على هذا ولكن بطريقة مختلفة ، تصرفاته وغيرته المُفرطة تدل على صدق كلامي  .
***
 حبيبي .. هذا هو التناقض بِحد ذاته ، أبحث عن الخلاص وأبقي مايقودني إلى اللاخلاص ، تُكافح روحي مِن أجل الموت وتُبقي شيء يثقب الرغبة ويتمكن مِن قلب موازيني دون أن تعمل حساب لِكبريائي ورغباتي العارمة في إيقاف كُل شيء .. نبضي ، أصابعي المُرتجفة تقفُ على الجزء الفارغ  من حافة السطح .. كعب قدمي عنيد يابسٌ مُتخشب لا يُريد أن يهوي بي ، مُناضل يبحثُ عن ثغرة تُعيدني إليك ، أنفاسي واللوعة التي بدأت تتأجج بداخلي ، أغمضتُ عيناي فتذكرتُ صدرك المليء بدُخان الكِفاح الذي تشهقه وتنفثه ، تشهقه وتنفثه ، تتلاعب أنت بالكِفاح ، تتلاعب بك وبي ، تختار طريقي دون أن تعلم ،حزينةٌ أنا على مافات ، على الوقت الذي اضعته في البحث عن السعادة  ، لم أكن أعلم أن أناملي قصيرة لا تصل إلى مستواها ، المال كثير هُنا ولكنه لا يُسمن ولا يُغني مِن حُزن ، اخذته إلى طِفلة مُدللة تُعاني مِن مرض السرطان وقُلت لها تصرفي به حبيبتي ، ولكن لا تضعي شعراً مُستعاراً ، أنت جميلةٌ بِروحك تلك . تركتُ قِطتي عند باب منزل فتاة ثرثارة تظن أن كُل الرجال يرغبون بها ، وتظنُ أيضاً أن تِلك التضاريس المُضحكة المُترهلة سبب في بقائهم على قيد الأمل في أن تُحبهم يوماً ، تِلك القطة ستنتقم لي بطريقة خاصة . هي تُحب القطط مِثلي ولكنها لا تُدرك كما أدرك أنا مدى خطورة بقائها هُنا ، لاشك بأنها إن علمت ستبرك كما الجمل عليها لتنتهي حياتها عِند هذا المطاف.
***
حبيبي أنا لستُ استسلم للبقاء ولكن الجوع يُمزق صدري ، تِلك العُلبة انتهت ، فرغت لُفافات التبغ مِن هُنا ، سأراك الأسبوع القادم ، وأنا لا أحتمل العيش في محرقة طوال هذا الأسبوع ، أريد الخلاص ، الحُزن يتكدس كما الأشواك بي ، لا يريدني أن أراك ، يوخزني كُلما أردت التكلم ، بلغ روحي ، بلغ حلقي وتمكن مِني ، تذكرتُ بأنك كُنت تتمنى أن تتمكن مِني ولكن الظروف المُحترمة هذه لا تمنحني فُرصة التحليقُ إليك ، عُمري ، حياتي ومماتي ، أفتح كاميرا الهاتف الأن ، أرتدي قلنسوة معطفك الأسود تِلك التي تُخفي نصف حاجبيك وتضفي على ملامحك القليل مِن التعب اللذيذ  ، اقترب مِن الكاميرا يا ألمي ، شغل أغنيتي التي أحبها عليك ، امنحني الدُخان مِن أنفك المعقوف وفمك ، غني بصمت ،جسد دور المُغني الفاتن أمام الكاميرا ، دع الحُزن يتلبسك ، أغريني حبيبي تعرف جيداً بأنني أذوب أمام منظرك المُغري هذا ، وبعد أن تنتهي دعني أرقص على أكثر الأغاني شعبية في حانات أمريكا الأن ، دعني أتميلُ بعد أن أُثبت الكاميرا هُنا على المِنضدة البلاستيكية الراقدة  على السطح دون أن أكترث بأن يراني أحد ، أنت غاضب لهذا السبب كما الحُزن ولكنك تعلم كم أنا عنيدة ، وتعلم أيضاً بأنك أضعف مِن أن تقفل الهاتف في وجه تمردي الأن. حبيبي تِلك الملابس التي تُعري أوشامي وحلق سرتي ستفي بالغرض ستسد جوعك أو ستزيد مِن حدته ، اسحب الدُخان حبيبي ، دخن أمام جسدي ، أكبح جماح غضبك ورغباتك - گعادتك - بالدُخان ، اعط نفسك واعطيني الخلاص ، تخلص مِني بطريقة دبلوماسية ، لا تتسائل عن سِر حُزني وصمتي أمام فِتنة ذقنك أو عن تِلك الدموع التي سقطت مع كُل تميلٍ مني ، مؤخرتي ناضجة بالفطرة تعرف كيف ترقص أمامك ، تعرف كيف تُحرض اللوعة في صدرك ، تعرف كيف تتملك عقلك ، لهذا أنا أدير لك ظهري الأن وأرقص كما لو أنني أرقص لنفسي ، لِتحفظ تميلاتي ولِتنظر إلى روعتها ، الحُزن أيضاً هنا لا يستطيع تجاهل تميلي يصرخ بلوعة ثائرة ، يٍحبني إلى حد الأصرار على تخليصي مِن فتنتي   ، يغار من سماري ومنك ، من الدُخان المُتصاعد مِن شفتيك والذي يُلامس جسدي بِكُل طغيان ...
-Dope, I sold dope

All these hotties poppin' on the floor
تنتظر هذا المقطع بِلهفة الأن لأنك تعرف الحركة التي سأقوم بها ، تعرف بأنني سأنزل وأطلع ثُم أنزل وأطلع مُجدداً بِخفة تحُبها نفسك .. 
- هذه الملابس تليقُ بك ، ينقصكِ سيجارٌ وأوشام حتى يكتمل الجزء الأخير مِن تمردك ..
اذكر بأنك قُلت لي هذا الكلام قبل أن أثقب سرتي وأوشم جسدي ، لم تكن حروق الوشم مؤلمة بقدر ألمي بك .. زوجي لم يبالي بهذا فقد قال لي بعد أن رأى أوشامي : الجحيم الجحيم يناديك يا امرأة .
بدأت بعد ذلك بأرتداء المعطف الأسود والقلنسوة التي تخفي جزء مِن حاجبي مِثلك تماماً دخنتُ بشراهة ، ووضعت أحمر الشفاه الداكن وقصصت شعري ( بوي ) في حمام المنزل .. 
أنت تحبُ تميزي كما أُحب أنا اللوعة بك ، التألم بك ، والصراخ على حلبة الرقص بك لا بكلمات الأغنية العاهرة تلك .
أرقص لأتحرر أمامك مِن كُل شيء ..
لأخالف توقعاتك ..
لأغريك بي ولأخدش تعقلك ..
لأكون كُل رغباتك ، لأكون ألذ مِن دخانك ..
 انتهت الرقصة ..
***

حبيبي أنا أعرف بأنني لن أحصل عليك كما أنني لن أحصل علي ، فقدتني بك في ظروف غامضة ، أنا الأن أعترف بك في وسأموت بك ، هذا السطح يطلُ على نار لا بأس بها ، سأقع دون أن تتكسر رقبتي ، لن أشعر بالتكسر مادامت النار ستأكلني أولاً ، لن أطفئ الكاميرا الأن ، دخن وقرب مايكرفون السماعة مِن شفتيك المقدستين ، اعطني دخانك حبيبي سأنفذ حتى أسقط تراباً يبدده الهواء ، فتنتك تفعل كُل شيء حبيبي ، تلك القلنسوة تزيد مِن لوعتي ، أوشام أصابعك البارزة وحلقك الماسي اللامع الذي تضعه في شحمة أذنك اليمنى .. كُل ذلك يجعلني أوقن بأن صدري لا يريد أن يتوقف ، لم اعرف الكثير بعد عن فتنتك حبيبي ، تُبهرني في كُل مرة ، تُعيدني إلى التفكير بأمر الخلاص والتراجع ألف مرة ،  يبدو أنك طوال تِلك الفترة كُنت تُمارس الرياضة مِن أجلها لا مِن أجلي ، تضعُ ذلك التقويم الفضي الذي يزيد مِن حلاوة إبتسامتك لِتُعيق رغبتها في تقبيلك بِسهولة ، لستُ المعنية بِتمردك الحصري هذا ، أنا حزينة على الحُزن الذي لم يكتمل بعد ، يبدو أنه مُجرد زوج غير ناضج ، انضج الأن ، خذني قبل أن أخذني إلى الخلاص ، لا شك بأنها باريسية جميلة شقراء تتميز بعينيها الزرقاوين تلك..
***

حوار متناقض نوعاً ما..

- سأعذركِ هذه المره ، لن ترقصي هنا مرة أخرى ..
- لن تكون هُناك مرة أخرى ..
حبيبي مابكِ ؟
- بي أنت ....
- حسنٌ اقتربي مِن الشاشة دعيني ازيل حُزنك حبيبي .. اغار مِن شيء يشغلُ تفكيرك سواي..
- وماذا عن الباريسية ..؟
- هي الأن أمامي ، فتاة فريدة من نوعها  ، تبتسم باكية وتبكي مُبتسمة ، إبتسامتها العريضة تِلك تُفقدني صوابي ، أحبها ...
- سيتأخر موضوع الخلاص أسبوع ، لِذلك سأفعله بنفسي ..
- أين زوجكِ ؟
- في الجحيم ..
- ............
- لا عليك
- حبيبي ، أعلمُ أنك لم تتشبعي من الدُخان ذاك ، هل تريدين أن أعطيكِ دُخانٍ لِسيجار ثاني حبيبي هل تريدين أن أغني لكِ بصمت ؟ .. هل لازال جسدكِ مُتأهباً للرقص ؟
- هو كذلك دائماً مادمتَ أنت الهدف .. دخن ، دخن حبيبي غني بصمت ولا تخف علي..
- لا أخاف مِن سرطان الرئة بقدر ما أخاف على أحتراقك بك وبحزنك حبيبي ..
- أي أُغنية تُريد ؟
- انتظري سأختار مِن القائمة ..
- حسنٌ ..
- ( صمتٌ مُخيف )
- Don't play
- حسنٌ 
- أُحب مُمارسة الجنون في مُنتصف الطريق معكِ..
- تِلك كانت حروفي ..
- حروفكِ المعني بها حبيبكِ المُدخن الشره بالتأكيد ..
- مالذي يجعلك واثقاً ..
- عيناك الحزينتان المُتألمتان بي..
- نعم .. لا يُمكن إنكار الحُزن المُتصاعد بي الأن ..
- حبيبي أرقصي الأن ، تخلصي مِن الكبت ..
- ألا تغار ..؟
- مِن من ؟!
- لا شيء ،يبدو أنك نسيت عموماً أنا لن أرقص.. كُن بخير ، سألحقُ بالحزن إلى الجحيم..
- سألحق بك ..
- وماذا عن الباريسية ..؟
- غبية تظن بأنها ستذهب إلى الجحيم وحدها ، كُفي عن الغيرة التي لا أساس لها مِن الصحة ، انظري فقط إليك يا نفس ليس بعدها نفس في .. اكتبي الأن خلصيني من الإنتظار ..
- هل تعرف ساره كين ؟
- اعرفها الكاتبه المُنتحره أليس كذلك ؟!
- سألحقُ بها ...
- ( صمت )
- ظننتكِ الجحيم ، ظننتُ الحُزن الذي يتلبس أعماقكِ هو ألسنة النار وليس السقوط مِن أعلى هذا السطح هو هدفك..
- اذاً أنت تعرف !
- نعم ، أعرف هدفك !
- تعني رغبتي ، قراري ، سعادتي ، حُزني وألمي ..
- ألستُ ألمك ، مُتناقضة..
- ألم ألمي ..
- تعقلي وتعالي إلى المكتبة الذهبية المطلة على الشارع العام سأهديك عُلبتك المُفضلة بنكهة الخوخ فقد اشتريت من امازون الكثير منها.. ستُدخنين كما يحلو لك ..
- لا استطيع..
- لما ؟ ألم تقولي أنه سيغادر البلد ليحضر مُباراة برشلونة ..
- نعم ولكن ليس في هذه الأسبوع ..
- متى ....
- مابك ؟! هل نسيت موعد المُباراة .. أم أنك لم تعد تشجع برشلونه !
- لا اتشارك في حُب الشيء نفسه مع عدوي !
- لا تراوغ !
- يا فاتنة عمري أنا أغار عليكِ
- أعلم 
 -جسدكِ المُمتلئ بالحُزن هذا يشكلُ داخلي صراع بين الرغبة والنفور ..
- النفور !
- النفور مِني إليكِ ..
- مُتناقض ..!
- بكِ ..!
- دخن سيجار أخر .. اشهقني !
- اشهقكِ دون زفير ، ابتلعكِ لتسكني رئتي ، انتصر بك على وحدتي وحزني ، اتفاخر بك امام كُل الناس ، امضغُ حُبكِ السلس لأغط في سعادة عميقة لا رجعة مِنها .. خُذيني معك إلى جحيمك ، فطعم السيجار هذا بدأ يُصبح مُملاً ..
- لايزال العالم يصنع نكهات لذيذة ستغنيك عني..
- لستِ سيجار .. 
- لا بأس ولكنني أريدك الأن قبل أن ينتهي كل شيء ..
- ليس قبل أن تتركي زوجك ..
- حبيبي!!!
- لا !
- افهمني ، أنا  أريدك بِحجم النشوة التي تتلبس اطرافي كُلما قربت إلي دُخان صدرك ليرتدي حواسي .. أنا مُفعمة بالرغبة صوب دُخان أخير يُخلصني مِن الشيء لأبقى عالقة في اللاشيء ..
- هل أنا اللاشيء ..
- لا ... أنا هي اللاشيء..
- خذي حبيبي ..
- اممممم تُثيرني صوب البقاء مِن أجل التشفي بِواحدة أخرى من السعادة ، ذلك يبدو مُسلياً..
- يا مُتمردة .. أنا اشتاقُ لرؤية شيء ما يُبدد شكوكي..
- حول ..
- أنك لستِ لي ..
- ولستُ لِزوجي أيضاً ..
- ولستِ لِذاك الذي يظن نفسه يفهم حروفكِ أكثر مِني ..
- تغار ..
- مني أحياناً مِن كُل مايقترب مِن حرفك وجسدك ..
- لا لن أريكَ ..
- ماذا !!!!
- لن أريك شيء !
- أطيعيني وألا ..!
- هُنا على السطح ؟!
- لا ... أعني !
- مُتناقض !
- بك ...
- حسنٌ أنظر ..
- هذا هو الموت ..
- الموت ليس في جسدٍ نحيل ..
- موتي أنا ولا شأن لي بغيري ..
- انظر ..
- تقتلينني ..
- خُذ ماتريد قبل أن أذهب إلى مالا أريد ..
- لستِ مُجبرة يا مُتناقضة ..
- سبب اختلال توازني انت .. ولكنني لازلتُ مُصرة على الموت بِسلام ، دعني اغادر قبل أن يستيقظ ..
- كتبتِ كثيراً عن الموت في تويتر و مُدونتك .. ولكنني لم اكن أتوقع إصرارك هذا ..
- لأنك لا تعرفني ..
- أعرف نفسي التي هي أنتِ..
- مخطئ ..
- إلى من ستتركينني ..؟
- إليك ، وإلى الباريسية ..
- ليست هُناك باريسية ..
- مُتناقض ..
- بك ..
- وداعاً ..
- لحظة .... ومـيض.... أن

حبيبي ، نويتُ الرحيل دون قُبلاتٍ ، دون دُخانٍ أخر يُسكرني ، أرحلُ بِتعقل ، بِرضى دون خوف مِن فقدك ، دعني ألقي بي مع ذلك الصندوق لِنحترق في الوقت نفسه ..
الحُزن يتأجج في خلايا صدري ، حمالات الصدر تِلك لم تعد تليق بِحجمهم .. 

- صوت مُكالمات الفيديو مُزعج إلى حد الأسراع في أتخاذ القرار .. 

هذا العالم مُشاغب مُراوغ يُحاول أن يُبدل رأيي صوب الخلاص ولكنني مُخلصة إلى الخلاص ..

هيا ارتطمي يا أرضٌ بي ..
تعالي إلي ..
أسقطي في ..

- وميض ! ماذا تفعلين ..

- وداعاً يا سعادتي ...... وداعاً يا أنا...

كلمات : وميض
تويتر : geneourla