Monday, October 20, 2014

تلك السمراء !







هي !
امرأة يشعُ النور من عينيها الخضراوتين!
سمراء اللون ولها شعرٌ أشقر مجعد وقصير !
لها شفاه ممتلئه مثيرة وجميلة ، لها خصرٌ يتهافت عليه كل الحضور ، خجول حنون لا تعرفُ للقسوةِ سبيل !
حينما تبتسمُ ثغرها تبتسمُ لي الحياة !
حينما تُحدقُ بي تتهالك كل قواي أمامها !
حينما تسألني عن سر تحديقي بها أجيبها بسؤال أخر : لما أنتي جميلة  فتبتسم !
حينما تسيرُ أمامي بخصرها الميال ، يميلُ قلبي إليها دون سابق أنذار !
تختبئ خلف زهور البستان لتضيء عيناها الخضراوان بضوء أوراق الزهر !
ألاحقها ولا أخشى الهاوية !
فمن يقعُ في حب سمراء لايخشى ألا رحيلها !
ركضتُ خلفها دون مبالاه بالوقت !
ركضت حتى أشتد بي الألم !
 نعم أنا لدي أزمةٌ قلبية قد تفتكُ بي في أي لحظة ! ولكنني لم أبالي بها في تلك اللحظة !
ركضتُ إلى أن ...
وقعت !
بدأتُ أفقد وعيي !
بدأتُ أغوص في عالم اللاشيء !
حتى جاء نورها الأسمر ليضيف إلى حياتي الحياة !
جاءت حاملةً معها تعويذة الشفاء!
لمست قلبي ثم نطقت ببضع أحرف أجهل ماهيتها !
وقبل أن أغمض عيني قالت : ستشفى !
أغمضتُ عيني في أستسلام لها !
أغمضتُ قبل أن أفقد وعيي !
أغمضتُ وأنا بين يديها !
لم أكن أبالي بشيء في تلك اللحظة سواها !
أريد أن تطول هذه الأزمه حتى لاتفارقني !
ماذا سأفعل إن فارقتني ؟
لا أدري !
- هل أنت بخير ؟
وكيف لا أكون بخير وقد أشرقتِ أمامي يا شمسُ حياتي !
وكيف لا أكون بخير وقد أستيقظتُ على همساتكِ يا أجملُ سمراء !
- سأذهب الأن وأنت عّد إلى المنزل ؟
لا أرجوكِ !
الرحيل ليس هو الحل !
أنا لا أحتمل هذه اللحظات !
قد أستطيع الصمود قليلاً ولكنني لن أصمد طويلاً !
كوني بالقرب أرجوكِ يا سمراء !
فأنني أريدكِ !
فقد عشقتكِ وبهواكِ قد غرقت !
تعالِ لكي نعيش معاً للأبد  !
أريد أن أكونَ أباً لطفلة جميلة منكِ !
لها عينان خضراوان وشعرٌ يشبه شعركِ !
جميلةٌ مثلك ويتهافت عليها كل الرجال !
أريد أن تعدي لي القهوة بأناملك السمراء !
أريد أن أرتشف السعادة من قهوتك !
أريد أن أشفى من الوحدة !
فقط كوني بالقرب !
سأذهب إلى والدتي لأخبرها عنكِ !
سأتزوجكِ رغماً عن أنف الزمن !
هيا تعالِ !
فأنني أحتاج إلى نوركِ الأسمر !
أحتاج إلى التحديق في عينيك الخضراوين !
أحتاجُ إلى المزيد منكِ لكي أصفكِ !
لا ترحلي أبداً عني !
- لا ترحححلي !
فتستدير نحوي وتنظر إلي في غرابة !
ثم تقترب لتجدني مازلتُ ممدداً على أرض البستان
وهناك دمعة أنتحرت من عيني !
تقترب مني ثم تنحني لتزيل تلك الدمعة من على وجنتي !
- مابك ؟
- لا ترحلي أرجوكِ فأنا في أَمس الحاجةِ إليكِ !
- ماذا تريد !
- أريد أن أتزوجكِ !
- بهذه السرعة !
- نعم أمهليني بعض الوقت وسأخبر والدتي عنكِ !
تبتسم ثم تقول : نحنُ في زمن لايخلو من العنصرية لن تقبل والدتكَ بي !
- ستقبل ولن أتزوج امرأة أخرى سواكِ !
- سنرى ، والأن يجب أن أعود إلى المنزل فقد تأخر الوقت !
تشبثتُ بأناملها قبل أن تنهض ثم وجهتُ لها ذلك السؤال : ما أسمكِ أيتها السمراء الفاتنة وأين منزلكِ ؟
- كاثرين ، أسكن بالقرب من هذا البستان ، في بيت لونه أحمر داكن ، أسكن مع أبي فوالدتي توفت منذ سنوات !
- سآتي إليكِ ، أعدكِ !
- أنتظرك !
ثم رحلت دون أن تلقي كلمة وداع !
رحلت وأخذت قلبي معها !
رحلتِ يا كاثرين وليتني لم أدعكِ ترحلين !
****
كاثرين !
حينما تسيرُ بين الحضور أجدني أغضب من أعينهم !
 أقول لما ينظرُ إليك الجميع وكأنك قمرٌ أسمر فاتن يلامسُ أرض البيض ؟
لما ينظرُ إليك الجميع وأنتِ ملكٌ لي ؟
- تبتسم - ثم تقول : لا تخف فقد ملكتَ فؤادي ولن أفكر في أغراء شاب أخر سواك !
- متى سنتزوج ؟
- ألم تُخبر والدتك بعد !
ثم أتذكرُ تلك الكلمات القاسية من أم حكمت علي بالسجن المؤبد تحت عذابها !
- ألا تلك السمراء !
لما يا والدتي ؟
مابها تلك السمراء ؟
مابها تلك التي أغرت قلمي وورقي وقهوتي !
مابها تلك التي صارت تُنافس القمر بجمالها ؟
فكرتُ كثيراً في أن أنسبَ قراركِ إلى العنصرية !
فأنتِ لا تؤمنين بجمال أسمر !
ولكنني ياوالدتي أؤمن بها وبحبها !
ولن أدع رجل أخر يحظى بها !
*****
فتلك السمراء يا والدتي حينما تَحنُ علي أشعر بأحتواء ليس له نهاية !
وحينما تقول تلك الكلمات :  كف عن ذلك فأنا هنا ولا أريد منك أن تحزن !
ياااه كم أحبُ حنانها !
كم أُحب التسلل إلى منزلها ليلاً حينما ينام والدها لكي أحادثها !
كم أُحب تمردها من أجلي !
ولكن ...
أمي كانت هي السبب في كل شيء يا كاثرين !
أمي هي التي جاءت لتخبركِ بأنني سأتزوج عن قريب وتريد منكِ البعد عني !
وأنتِ فضلتِ البعد على أن تكوني هنا حينما أتزوج !
لذلك غادرتِ منزلكِ ولا أعرف إلى أين رحلتِ !
وحينما تنكرتُ بزي ساعي البريد لأسأل والدك عنكِ أجاب والدموع تتساقط من عينيه : لا أدري يا بني ، أتمنى أن تكون بخير !
ثم أحتضنني وأطلق العنان لدموعه لكي تلتصق بزي ساع البريد !
ومن دون سابق أنذار أختلطت الدموع !
وأنهارت القلوب !
بسبب رحيل تلك السمراء !
والأن 
مانفعُ الكتابة يا صديقي  !
قلتَ لي أكتب ماحصل لك ولكنني لا أجيد الوصف !
فقد ماتت كُل الكلمات في جعبتي قبل أن تخرج !
قل لي مانفع وصف حسناءٍ غادرتكَ رغماً عنك !
وكيف لكَ أن تصف نور أسمر عشقته حينما غادر ديارك !
هل أنتِ راضية يا أمي الأن !
ولكنني لن أبقى هنا !
سأتبعها إلى اللانهاية !
سأبحثُ عنها في كل الأرجاء !
ليتكِ يا سمراء تستمعين إلي !
وليتني أدلُ طريقكِ !
أحبكِ !
آآآه أشعرُ بألم قوي ينبعثُ من صدري !
أريدُ تلك التعويذة منكِ يا سمراء !
أريد أن أحظى بحنانكِ مرة أخرى !
عودي يا سمراء !
عودي !

كلمات : وميض 
تويتر : geneourla


No comments:

Post a Comment