Saturday, September 19, 2015

من امرأتك الفاسقة ..!


في البداية ..

سأعترف لك بأن ارتباطي بك يُشبه هذه الرسالة تماماً .. ناقصٌة وفاشلة إلى حد لا يوصف ..!
هل كنت تصدق بأنني سأٌقول مثل هذا الكلام في يوما ما .. أنا عن نفسي لا أصدق ذلك ..!
عموماً أعلم بأن فضولك سيقودك إلى قرأه هذه الرسالة .. لا تتوقف أكمل فهناك حديث مطول لك .. يجب أن تقرأه ..

** 
عزيزي .. لا عليك
أنا أعلم بأنني امرأة فاسقة ولكنني  ..
سأحاول من أجل قرار ارتباطي بك  والذي تسرعت في اتخاذه أن أكون أماً مثالية لأطفالنا  ..
أم يُعتمد عليها دائماً ..
بخلافك أنت ..
أم تحرص على أطفالها وتلتزم بحدودها أمامهم ..
المهم أردت أن أخبرك بأنني  بدأت أشعر في هذه الفترة بأعراض بداية الحمل ومع تأخر الدورة الشهرية بدأت أصدق شكوكي ، لا أعرف لما أنا متثاقلة هكذا عن الذهاب إلى الصيدلية وشراء جهاز فحص الحمل .. رُبما لأنني خائفة من  الغد معك ، وربما لأنني أؤمن بأنك لست أهلاً لأن تكون أب ..!
نعم أنت لست أهلاً لذلك.. هل تظنُ نفسك أب صالح قادر على تحمل المسؤولية ..!
وأيضاً هل تظنُ بأنك بهذا البخل الشنيع الذي يُسيطر على سلوكك تستطيع إدارة نفقات هذا البيت .. من سيدفع فواتير الكهرباء وأجور الخدم والسائق ؟  أنت ؟! أشك في هذا !
أعرفُ بأنك تُريد مِني أن أفعل كُل ذلك عنك بِراتب المُعلمة - الأعلى - مِن راتبك ( كضابط في قسم الإطفاء ) الذي أحصله..!
بِصرف النظر عن الراتب الأساسي فأنا بنيتُ نفسي .. صقلتُ أفكاري وخُبراتي .. لم أكن أتغيب عن ورشات التدريب أبداً .. لِذلك حصلتُ على راتب أضافي وشهادات عدة تُثبت أهمية وجودي في مقر عملي گخبرة في فنون التدريس لِذلك كُل تِلك التقارير التي كُتبت عني أسهمت في ترقيتي ولِذلك أنا هُنا في مقر عملي عِند حسن ظن الجميع .. سأذكر لك موقف حدث لي في المدرسة ..
في العام الماضي .. أستقلبت مؤخراً طالبة تُدعى زين .. كانت فتاة هادئة تحب دائماً الاختباء خلف طالبات الفصل ، أمرتها في مرة من المرات أن تُجيب على سؤال ما لا اذكره الأن بالتحديد ولكنها صمتت وبعد محاولات عدة مني تحدثت بطريقة تفطر القلب .. كانت تتلعثم كثيراً .. على الأغلب كانت خائفة مني .. المهم .. بعد أن توتر حديثها سخر منها الجميع في تلك اللحظة .. بالطبع غضبت امرأتك منهم وعاقبتهم جميعاً ماعدا زين .. تلك الفتاة أنا لا أنسى تفاصيلها .. كانت فاتنة الملامح مثلي تماماً ..
استدعيتها إلى مكتبي وطلبت منها أن تتحدث معي .. وبعد محاولات عدة قالت لي : أمي تضربني دائماً وزوج أمي يكرهني ويُريد التخلص مني .. لم تستطع امرأتك تحمل هذا الوضع المخل فطلبت رقم هاتف والدتها حتى تستدعيها إلى المدرسة .. لم أكن أعرف بأنها ستحضر بتلك السهولة لذلك حمدت الله على ذلك .. ثم وقبل أن أذهب لأستقبالها توجهت إلى حقيبتي لأتناول علكي المفضل أكسترا حتى يخفف من حدة رائحة السيجار في أنفاسي.. المهم ..كانت تلك المرأة مُستفزة إلى حد كبير ، في البداية .. كانت سليطة اللسان أضافة إلى أنها لا تجيد وضع مساحيق التجميل أو انتقاء الملابس المناسبة للزيارة المدرسية .. كانت بالمعنى العام ( أوفر ) ..!
لكنني تحدثت إليها بكل لطافة لأن موضوع الفتاة كان يهمني.. شعرت بأنها بدأت تستجيب لي .. شعرت بأن كل شيء في تلك اللحظة قابل للتحسن .. حتى علاقتي معك ..
لذلك عانقت والدتها وقلت لها : اعتني بأبنتك ، فهي كنزكِ الأثمن الذي إن خسرته لن يعوضك عنه شيء.
حفظت حروفي تلك وانصرفت ثم .. وبعد عدة أيام جاءت إلي الفتاة ذاتها ( زين ) مُبتسمة تُعانقني وتقول لي ( بتلعثم ): ليتكِ كنت أمي منذ البداية ..
لا أستطيع أن أصف لك شعوري وقتها .. بالفعل شعرت بانني أصلح أن أكون أم وأن السيجار وتلك الخواطر الإباحية التي أعشق كتابتها لن تعيق علي طريقي أبداً ..

ولكن السؤال الأن موجه لك أنت .. ماذا فعلت لنفسك.. أنت كسول .. تميل إلى النوم والأختباء في مقر الحاسوب بعيداً عن عيون مسؤولك حتى تحظى بساعات لذيذة مع أفلامك الإباحية التي تُحملها على هاتفك لِتُشاهدها حتى تبلغ النشوة ثُم تغط في نومك هنيء عميق لا يوقظك مِنه سوى صديقك الجبان وقبل ساعة انتهاء العمل بثوان عدة .. صديقك ذاك الذي يُنهي التقارير عنك ويُلغي ساعة الاستراحة في سبيل انهاء جميع أعمالك لأنك وبكل بساطة ترعبه دائماً بِتهديداتك الساذجة .. تبتزه بِأسلوبك العفن ..


ذنبه الوحيد هو بأنه شبه المُدير بالخنزير المريض أمامك وأنت كُنت تستغل فرصة تحدثه عن المُدير بتلك الطريقة حتى تضمن امورك الخاصة في العمل وتُطيل ساعات الاستراحة ..! 
- هذا التسجيل الذي بحوزتي لك سيجعل المُدير يُحطم لك رأسك الفارغ هذا .. هل تظن نفسك بهذه التصرفات تصلح أن تكون أب مثالي لأطفالك ..؟
نعم ..
أعرف ..
ستُردد حديثُكَ البغيض ذاته ..
- لستِ إلا كاتبة فاسقة ومُدخنة شرهة لا تصلحي لأن تكوني أم ابداً .. لِذلك سنؤجل موضوعَ الطفل .. سنؤجله إلى أن تتعقلي يا امرأة ..

نعم اعرفُ بأنه ذلك الكلام حُجة قوية ضِدي .. لم تقل شيء جديد .. أعلمُ بأنني كاتبة فاسقة ومُدخنة شرهة .. أعرف بان خواطري تلك تميلُ إلى الإباحية - التي تُحبها أنت - .. ولكنني .. رُغم تمردي الساطع .. سأقدر على أدارة ذلك البيت الذي رغبتُ في أن أنشائه معك .. سأعتني بأطفالي وسأحرص دائماً على حِفظ دفاتر خواطري بعيد عن أعينهم .. سأدخن بعيداً عن أجسادهم وسأغسلُ ملابسي جيداً قبل أن أحتضنهم ، ولن أنسى أن أتناول علكة أيكسترا بعد كُل سيجارة حتى أُخفف مِن حدة رأئحة أنفاسي قبل أن أقبلهم .. 
لحظة ..
تذكرتُ شيء ما وسأذكرك به .. 
هل تذكر كلماتك تِلك ..؟
 - أنفاسكِ المُحترقة شهية إلى حد الآدمان ..!

كُنت تُحب رائحة أنفاسي المُحترقة .. 

-  أنا مُدخنكِ السلبي الوحيد .. لطخي رئتي بِدُخانكِ أنا أعشقُ ذلك ..

 نعم أنت نسيتُ كل ذلك الآدمان المُفرط .. ونسيتُ حروفي المُتمردة الأولى التي عشقتها وطبعتها على هيئة كتاب كي تحتفظ بحروفي لديك .. كُنت تغض البصر عن تِلك الصور الفاضحة التي كُنت أستخدمها لِخواطري .. كُنت تحفظ مشاعري وتحترمها.. كيف تبخر كُل ذلك اليوم ؟ وكأن حُبك لي لم يكن أبداً .. كيف اصبحت شرس بغيض إلى هذه الدرجة ؟  لِما ؟ .. عموماً تِلك الأسأله لا تُجدي نفعاً الأن ولكنني سأقول لك شيء مُهم جداً .. تِلك الحروف ليست فاسقة أبداً بقدر فسوق عقلك هذا .. أنظر إلى نفسك أولاً .. أنت رُغم أنك ضابط في قسم الأطفاء إلا أنك لم تستطيع أن تضبط نفسك حتى الأن .. لم تستطيع اعطاء المسؤول فرصة لكِتابة تقرير إيجابي عنك لِيُسهل من عملية ترقيتك .. كُنت فاشلاً إلى حد كبير .. إلى درجة أنك كُنت ترسب دائماً في امتحانات المعاهد التي التحقت بها .. كُل دورة ألتحقت بها خرجت منها بخفي حنين .. لم تتلقى شهادات ترقية تُعلقها على مكتبك كي يفخر بك أطفالك في الغد ولن تحصل على شيء أبداً مادمت كسول هكذا ..!

- تزوجتُ امرأة معجونة بِشيطان أحمر ..!

رُبما كُنت أنت هو ذلك الشيطان الأحمر الذي كُلما رأيته شعرتُ بِرغبة في التمرد عن الواقع .. والسفر إلى عالم الأنحراف مع السيجار والخواطر الإباحية .. أحمد الله بأنني لم أشرب بعد رُغم أنني في حاجة ماسة إلى نسيان أفعالك الفضيعة معي .. لا تِنكر بأنك بعد زواجي منك كُنت تعبثُ بِتلك الصور المُخلة التي كُنت أستخدمها لخواطري ولا تُنكر أيضاً بأنك كُنت تعشق الأستنماء عليها .. وكأنني لستُ امرأة كاملة الأنوثة .. طاغية الجمال ..  كاتبة سمراء فاتنة يتمناها ألف شاب .. نعم أعترف بأنك أنت هُو ذلك الشيطان الذي أستمدُ مِنه طغياني .. الشيطان الذي يُحرضني على التزينُ بِمساحيق التجميل الصارخة تِلك ليلاً والرقص بالملابس الداخلية في العُتمة .. بِالمُناسبة رُغم موت الأمل بيننا إلا أنني كُنت أحب الرقص على كل تِلك الأغاني التي كانت تجمعنا قبل الزواج .. أرقص على أنغامها وأتذكر لهفتك المُفرطة للقائي ..ثُم .. أقف أمام المرآة أشعل الشمعة لتشتعل معها  مؤخرتي الغير ناضجة تِلك .. والتي حاولت مراراً وتكراراً في أبرازها بِالتميل  ولكنها لا تستجيب لي .. لأنها ستظلُ نحيلة كما هي ولن تُغريك أبداً..

ثُم وبعد أن أفقد الأمل بها - كعادتي - .. أغمض عيني وأفك حمالات صدري ليتنفس صغير الحجم ذاك ويبرز أحمراره أمام شمعتي المُتذبذة هذه والتي أوشكت على الذبول من فرط بشاعة جسدي النحيل .. 
- اللعنة على هذا الجسد النحيل ..
سأخبرك بشيء  .. تلك المرآة .. أصبحت في خبر كان .. ولم أعد أملكُ الأن أيه مرآه في غُرفة التزين كي تُظهر لي مدى بشاعة جسدي .. فقد حطمتهم جميعاً ..! 

  .. تختقني العبرة  وتُراودني أفكار كثيرة بشأن عمليات التجميل وشكل جسدي الذي سيُصبح مُبهراً بعدها ولكن .. نفقات المنزل وفواتير الكهرباء والاجور تقطع حبل آمالي .. أعرف بأنني إن لم أدفع تِلك المبالغ الطائلة لن تدفعها أنت وسنقضي أيامنا بدون كهرباء وماء .. وقد تستدعينا مؤسسة حقوق الإنسان لِننال العقاب اللازم جزاء تأخرنا على دفع أجور الخدم .. لِذلك انا لا أملك أيه فرصة لتغير هذا الجسد البشع ولذلك أنا ابكي بحرقة حتى تتخشب أناملي وأسقط مُنهكة نادمة على ساعة قبولي بك .. لم أعد أستطيع النهوض فقد أنتهى كُل شيء  .. هأنذا أتذكر كلماتك تِلك ..

- تمردكِ فاتن إلى حد الجنون ..

تِلك الكلمات اللذيذة منك تحولت اليوم إلى ..

- تمردكِ فاسق وسيجارك كريه ، أغربي عن وجهي فأنتِ لستِ أهلاً لِتكوني أماً لأطفالي ..

كُل شيء تغير .. 
كُل شيء أصبح مُختلف الأن ..
وكأننا لم نُحب وكأننا لم نعشق ..
سبحان الله ..
فعلاً كُل شيء تغير ..
ولكن ..
حقيقة أنني امرأة فاسقة ..
ذلك الواقع الذي لن يتغير أبداً ..
مهما حدث ..
لأنني وبكل بساطة لازلت أذكر أمامك تفاصيل جسدي الذي كرهته بكل جرأة .. علك تستسلم لأنوثتي الطاغية وتعود لتفترسني من جديد كما كنت تفعل بي في أيام زواجنا الأولى.. هل تذكر ؟
#وميض
تويتر : geneorula

No comments:

Post a Comment