Friday, January 16, 2015

علمتني كيف أصبح رجلاً ..!


جنون وأرتباك ثم السقوط في الهاوية..!
أنصياع وتسليم ثم أستسلام وغرق ..!
رغبة ونفور ، أوهام وأحلام..!
ثُقل وكفر ، بهتان وتسلط ..!
تجرعٌ وسكر ثم طيران ..!
خليطٌ من المشاعر تحت سقف قرمزي تلون في عيني بكل الألوان ..!
هي .. بجانبي تدخن وتُسلمُ علي وتقول أنت جسدُ طفل بك رجلان ..!
وأنا في حالة نفور من الواقع القذر الذي أجبرني على هذا الغرق ..!
كفرتُ بالقدر مُنزعجاً لما حولي من ظّلم ..!
أُغتصب حقي وجسدي .. كرهتُ جنسي ..!
شعرتُ وكأنني أتجردُ من روتيني الممل الذي لازمته عمراً في لحظة ..!
سكن جسدي وروحي ألم لا أعرفُ ماهيته ..!
تداعب هي شفتي بأصابعها وتقول : أحببتك يا هذا ..!
وأنا أرقدُ في جمود غريب ودموعي تلامسُ أذني ..!
أرقدُ مستسلماً لما سيحدثُ بعد ..!
- أريدُ أن أحلق تلك الشعيرات الصغيرة أعلى شفتيك لينبت الشنب .. تعال معي ..!
جرتني إلى حيثُ لا أدري .. كنتُ مستسلماً كنتُ غارقاً في العار ولا أعرف إن كنتُ فعلاً مُحباً لما حدث أم كارهاً ..!
جلستُ على كرسي بلاستيكي أزرق اللون تنفيذاً لأوامرها ثم جاءت هي ومعها أداة الحلاقة .. !
أخذت تُزيل تلك الشعيرات التي لم أنتبه لها يوماً من فوق شفتي إلى أن قالت لي : في المرة القادمة ستكون تلك الشعيرات أكثر سواداً وخشونة وستكون أكثر جمالاً ورجولة ..!
مالمقصد بأكثر رجولة ؟!
كنتُ لا أعرف ..!
- تناول هذه ..!
أهدتني السيجارة التي كانت تسكنُ بين شفتيها لتسكن شفتي ويتسللُ دخانها الأسود إلى رئتي ..!
- أسحب الدخان إلى الداخل ..!
- لا أعرف ..!
- أفعل هكذا ..!
وأخذت تعلمني كيف أدخن تلك السيجارة ولم أسعل ..! 
ولم أتضايق ..!
كان ذلك هو الشيء الوحيد الذي رغبتُ به دون تفكير ..!
شعرتُ بأكتمال النقص ..!
وحينما نفثتُ دخان الخلاص نظرتُ إليها وقلتُ شكراً ..!
أنهيتُ السيجارة خلال نصف دقيقة ..فطلبتُ المزيد ..!
قالت : سأعطيك ولكن بشرط ..!
- ماذا يعني ذلك ..!
- أريدك أن تفعل شيء ما ثم أعطيك سيجارة ..!
- ماذا ؟!
- هل تجيد الكتابة ؟
- قليلاً !
- حسنٌ أريدُ منك أن تأتي يومياً إلى هنا بحيث أعطيك سيجارة مقابل تعليمك  ..!
- موافق ..!
ثُم بعد ألحاح مُتواصل قبلت أن تُعطيني سيجارةُ الرحيل ومعها قبلة أستقرت فوق شفتي ..!
لم أرفض القبلة ولم أنفر منها ..!
فقد أحببتها وطلبتُ قبلة أخرى ..!
فأهدتني المزيد دون مقابل ..!
المزيد ..!
***
حرضتني على التمرد والأستنماء ..!
حرضتني على التعمق والتفكير ..!
حرضتني على الأختلاء والصمت والكتابة ..!
علمتني حرفاً حرفاً لأكتبُ به كل كلمة عهر ممنوعة في منزلنا ..!
خبأت كلماتي التي أغازلها بها وعهري في رحم سريري الأخضر خوفاً من أن تلاحظها عيون أمي ..!
لأخذ كلماتي صباحاً إلى معلمتي ..!
لتكافئني بقبلة وسيجارة و..!
كنتُ أفضلُ الصمت حتى أحصل على ذلك الدخان الذي يملئ جسدي نشوة ..!
وحينما يملئ جسدي لا أرغب في أن أنفثه أبداً ولكن لابد من ذلك ..!
فمعلمتي أخبرتني : لا تجعل الدخان يستقر كثيراً في جسدك أنفثه حتى تستطيع العيش لمدة أطول والتدخين لمدة أطول أيضاً ..!
- شكراً معلمتي ..!
رغبتُ أكثر بها ..!
أحببتها وألتصقتُ بها وصرتُ ألجأ إليها كلما أردتُ البكاء والتعبير أو السيجارة والقبلات ..!
وصرتُ أعشقُ قربها وكل ما تفعله معي ..!
صرتُ أحب أن أكون ضحية ..!
ضحية للأبد بين تلك الأنامل الناعمة التي علمتني كيف أصبح رجلاً ..!
***
علمتني كيف أرتدي بنطال جينز وأحاول أن أظهر جزء من ملابسي الداخلية كما يفعل الشبان ..!
وفانلة بيضاء تُظهر جزء من صدري بطريقة دائرية ..!
وكانت تضع على شعري القليل من الجل وتسرحه للخلف في نعومة ..!
كانت تعتني بي وتدللني وتعشق رائحة العطر وهي تنبعث من ملابسي ..!
لتعود بي إلى مقر الغرق ..!
فتغرقني وتهلكني وتؤلمني ..!
فينتصب شعر رأسي ثم تنظر إلي وهي مُتهالكة فتضحك علي قائلة : يالك من فاتن يا هذا ..!
***
خرجتُ وأنا أضعُ كلتا يدي في جيوب بنطالي والسيجارة بين شفتي وشعري مُسرح إلى الخلف في منظر غريب ..!
كانت تقتربُ مني كل تلك الأجساد الناعمة لتعترض طريقي محاولة أغتصابي فأركلها وأنفرُ منها ..!
كان ذلك هو الشيء الوحيد الذي لم تعلمني أياه معلمتي ولكنني تعلمته لوحدي ..!
ألا وهو وفائي لها ..!
وحبي لها ..!
وغرقي بتفاصيلها ..!
كانت معلمتي لا تعرف عن هوسي بالرسم أبداً لذلك كنتُ أحاول أن أرسم تفاصيلها الفاتنة التي جذبتني وصرتُ أعشقها وأعشقُ قربي منها ..!
رسمتُ شفتيها وعينيها ومفاتنها بطريقة غير تقليدية إلى أن وقعت تلك الرسمات بين يدي والدتي ..!
صفعتني وحرمتني من الأقلام والأوراق ..!
وحينما أقتربت مني لتعتذر نفرتُ منها ..!
هربت إلى حيثُ تسكن معلمتي ..!
خوفاً من أن تجد تلك الرائحة في أنفاسي ..!
وخوفاً من أن تعانق رائحتي ..!
وخوفاً من خيانة معلمتني ..!
هربتُ إليها ..!
لأسكب أحزاني هناك ..!
حيثُ السكينة الكاذبة ..!
وقبل أن أُقبل على دارها ..!
وجدتُ رجلاً يجثو على ركبتيه أمام فاتنة ذو جسد شبة عارٍ ليعرض عليها شيء ألتمع أسفل ضوء القمر ..!
فأقتربت منهم ونظرتُ إلى مابداخل تلك العلبة الصغيرة ورأيته ..!
كان خاتماً فاتناً جميلاً يليقُ بمعلمتي ..!
نظر إلي في تعجب وأُعجبت هي بي ..!
لا تسألني كيف عرفت فأنني رأيت تلك النظرات في عيون معلمتي ..!
سألته : ماذا تفعل ؟!
 - أنت فتى صغير لا يجب أن تهتم لتلك الأمور ..!
صفعته بكل قوتي ثم سقط أرضاً ..!
قلت : أنا أرجلُ منك يا هذا فلو كنت رجلاً لما سقطت الأن ..!
نظرت تلك الفتاة إلي قائلة : أنت فعلاً رجل ..!
ثم أهدتني ذلك الخاتم والعلبة قائلة خذ هذا لك فأنت على حق لو كان رجل لما سقط الأن ..!
- ماسر ذلك الخاتم والعلبة ؟
- كان يعرض علي الزواج ؟
- ماذا يعني الزواج ؟
- يعني أن ترتبط وتسكن مع الشخص الذي أحببته إلى الأبد في دار واحدة ..!
ابتسمتُ لغرض ما في نفسي فقالت : ابتسامتك فاتنة جداً هل تسمح لي بقبلة ..؟
- لا فأنني مُرتبط ..!
رمقتني بتعجب ثم قلت لها مبتعداً وأنا ألوح بيدي : وداعاً ..!
كنتُ مستعجلاً جداً ..!
لا أستطيعُ أن أصبر على معلمتي أكثر ..!
ولا عن ذلك القرار الذي يسكنُ نفسي الأن أبداً ..!
أبداً ..!
***
- هل ترغبين بالزواج مني ..؟
جثوتُ على ركبتي مُعلناً توسلاتي وضعفي وانهياري وحبي وتقديسي لها ..!
أغمضتُ عيني مُعلناً غرقي بها ..!
أنتظرتُ ردها فصدرت منها ضحكت مُتمردة ..!
شعرتُ أن ذلك كان موافقة منها ..!
- كيف تجرؤ يا هذا .. هل تظن أنك أهل للزواج لازلت طفلاً ذو جسد قابل للأكل والأغتصاب دون أي رادع ..!
ليتها لم تقول ذلك ..!
نظرتُ إليها بتعجب ونفور ..!
نظرتُ إليها بحزن كاد أن يُحطم قلبي ..!
وعرفت في تلك اللحظة أن لازالت هناك نقطة ضعف تؤلمني ..!
هي ..!
حبها وحنانها ..!
سيجارها وفتنتها ..!
عيناها وشفتيها ..!
ولن أتحدثُ عن مفاتنها ..!
فأنني أغار ..!
نهضتُ وقلت لها : وماذا عن الأرتباط ..!
- أي أرتباط ألا تفهم أنت طفل وأنا لا أفعل معك شيء سوى أغتصاب جسدك الرديء هذا ..!
- وكلمات الحب والرسائل وال...
- كل ذلك بدافع أخماد نار الرغبة التي تأكل جسدي يا بيتر أنا أمرأة ثلاثينية أرملة توفى زوجي وأفعلُ معك ما أفعله مع غيرك ..؟
- هل تخونيني ؟
- هههههههه ، من أين عرفت ذلك المصطلح أنا لم أعلمك أياه ؟
- لا يهم ، هل تفعلين ذلك ؟
- لا تطيل الحديث معي وأغرب عن وجهي الأن وإلا ..!
- حسنٌ سأغرب عن وجهك ولكن فكري بالموضوع ..!
- أغرب ولا تعود يا هذا .. طفل متشرد بذيء ..!
- حسنٌ ولكن بشرط ..!
- هههههههه ، ماهو يا هذا ..!
- أعطيني قبلة ..!
***
خرجتُ مُتثاقلاً مُتهالكاً مترنحاً مبتسماً متفاخراً أعبثُ بسيجار يسقرُ بين شفتي في طريقي إلى منزلي ..!
فقد أهدتني قلبها وحبها مجدداً ..!
 أهدتني الجنة ..!
كانت الساعة تُشير إلى الحادية عشر ليلاً ..!
دخلتُ المنزل بسيجاري أمام والداي ..!
لحظة صمت ..!
أخذتُ نفساً عميقاً وأقتربتُ من والدي ونفثتُ الدخان في وجهه ثم قلت : أريد أن أتزوج ..!
صفعني والدي لتسقط السيجاره من شفتي وتستقر على أرض المنزل ..!
فأسرعت والدتي بأطفائها ..!
وضعتُ يدي على وجنتي ثم قلت غاضباً : هل تجرؤ على أهانتي ..!
نظر إلي مذهولاً ثم قلت : أريدُ أن أتزوج معلمتي ..!
- أغرب عن وجهي الأن ..!
- سأتزوجها فهي علمتني كيف أصبح رجل ..!
- لن تفعل ولن تخرج من المنزل بعد الأن ..!
- سأريك من الذي لن يخرج من هنا أبداً ..!
***
لعنة ظالم حالك اجتاحت الأرض لتسلط بصيص نور على جسدي المُتهالك وتخفي معالم باقي الأشياء ..!
أسيرُ وأدخنُ سيجارة الأنتقام بأصابع ملطخة بدماء لعينة  سرقت بها مجوهرات والدتي وماتبقى من نقود والدي ..!
لترضى عني معلمتي ..!
لتقبل الزواج بي ..!
لنعيش معاً إلى الأبد ..!
وليتني لم أذهب إلى هناك ..!
***
-هش هش أرحل من هنا يا متشرد ..!
رأيته يسكنُ مكاني ويلتهم ويُقبل حقي بشراهة ..!
وهي تهديه سيجارتها وتعبثُ بشعره وتسرحه ..!
نظرتُ إليها فأبتسمت فتألمت فتماسكت ..!
وهناك سقطت أول دمعة أشعلت معها نيران الغيرة والحب ..!
لم أفعل بهم شيء .. فقد تركتُ النقود والمجهورات والخاتم على المنضدة القريبة من باب الدار ثم دلفت راحلاً عن مكان تعلمتُ بين جدران دروس الرجولة ..!
الوداع يا معلمة ..!
***
وهأنذا أسكنُ جدران السجن بعد أن شُطب أسمي ليستقر مكانه السجين رقم ٥١٥ بسبب والدي ..!
أكتب بالحروف العاهرة التي علمتني أياها معلمتي لتسليني وأرسمُ الأركان عارية ..!
أكتب الأشتياق لذلك الجسد الثلاثيني ولتلك الأبتسامة حلوة المذاق ..!
أطلب الأوراق والألوان خلسة من جندية عاهرة لتعطيني أياها مقابل قبلة واحدة فقط ..!
أكتبُ الهموم التي تكدست في جسدي الصغير هذا وأتمنى أن يُحكم عليه بالأعدام سريعاً ..!
فلا حياة جيدة بلا معلمتي وسيجارتها ..!
معلمتي قريس أشتقت إليك ..!
وإلى السيجارة التي تسكن بين شفتيك ..!
كثيراً ..!

كلمات : وميض
تويتر : geneourla





No comments:

Post a Comment