Wednesday, January 14, 2015

جين .. آيه طهر ..!


في رحّمكِ يا مدينة تقبعُ أرواحٌ نتنه ..!
وأجسادٌ تسيرُ مُترنحة نحو التهلكة ..!
خُتِمَ على قلوبهم وأبصارهم وسمعهم غشاوة ..!
وعلى رؤوسهم كُتبت كلمة دعارة ..!
يا مدينتي ..!
أمتلئت أضرحتكِ بالصرخات .. إلى أن هاجرتكِ البهائم الضالة العوراء ..!
تسكنكِ أجنةٌ العّار ..!
وأرحامٌ تحملُ سفاحاً ثم أجهاض ثم هلاك ..!
لا نجاةٌ لمن تُجهض جنينٌ كُتب عليه السكن بين أرجائك ..!
فاللعنة قريبة على من يكسرُ قواعد أرضكِ..!
أدخنةٌ تختلطُ بأرواح مُتسولة لتتبدد الفروق بينهما ..!
يا مدينة..!
في رحمكِ  تتعالى أصوات الإباحة ليلاً والإنتحاب نهاراً والإنتحار عند منتصف النهار نخباً للسيدا ..! 
أجسادٌ بالية تطأ بيوت العذارى لتسرق البياض ..!
ولم يتبقى سوى القليل من الدماء التي لم تُسكب بعد على أرضيتكِ ..!
أقداحٌ أمتلأت وأرواح تمردت وضمائرٌ تهالكت وقلوب تطايرت ..!
ولازلتُ أنا أؤدي دور صانع أفلام العهر بحرفية ..!
ألهثُ خلف أجسادٌ فاتنة .. وأعين ساحرة .. !
أتذوقُ كل لون ونوع خلف شاشتي الصغيرة وأركلُ الدموع ببرود .. فلا رحمة خلف الشاشة ..!
لأنك لن تجد سوى السادية فقط ..!
لا أعرف لما أنا مهووس بالسادية ..!
أرسمُ الألم على وجوه كل صبية وأتركها تنتحب إلى أن تموت .. ربما كان ذلك منصفاً .. أحياناً أقول لنفسي أنه الخلاص .. الخلاص من تلك الدماء التي سفكت دماء أخرى ..! ولكنني في يقين نفسي أعلم أنني عاهر .. لا أبالي بالأجساد لأنها سلعة أحركها بخيوط رفيعة وبحرفية أمام شاشة الكاميرا وأرسمُ تفاصيلُ الرغبة والنفور والموت عليها ..!
أسحبها إلى مقري لأرسم لوحة عهر فاتنة .. تلهثُ خلفها الأرواح ..!
تتعرى الأجساد وتنفثُ الأفواة من أجلها..!
تبحثُ عنها الوجوه المتهالكة المريضة لتحصل عليها ..! 
تبحثُ ليل نهار عنها ..! 
ليكتمل الفلم على أرض الواقع ..!
***
 بين الأرجاء والأزقة هناك أجساد عارية متوفية ، تلك كانت شادي وتلك مرلاين ..! قلتُ في نفسي ذات مرة : المُتاجرة بالجسد هي نفسها المُتاجرة بالروح .. نحنُ نرى أن كل فتاة تسير ليلاً وحدها ترغب في المُتاجرة بروحها وجسدها ..! ولكن في الواقع ليس الجميع يريد ذلك .. !
ليس الجميع ..!
***
يا صبية..!
إن ألتهم جسدكِ خائب فهو بالتأكيد سيلتهمُ روحكِ ليمنعكِ من الصراخ والأنتحاب وتوجيه أصابع الأتهام إليه ..!
لذلك سيقطعُ لسانكِ ويحلقُ شعرك ويركل جسدكِ ، ثم يسكبُ عليه بنزين ليحرقكِ دون مبالاة منه ..!
وإن كنتِ محظوظة ستموتين مخنوقة بربطة عُنق بالية .. أو سكين تُذبح بها البهائم المتشردة ..!
الدعارة هنا يعني الموت ..! 
السادية هنا يعني أن أنتشل الفتاة من شعرها لأرميها على أرضية خشبية لتتعرى أمام الشاشة وألا حرقت شعرها ، تُزيل الدموع ، ثم تتعرى بخوف وتنتظر الوحش السادي الذي سيقتلها أما أمام الشاشة لنقطع الفلم أو خلفها ..!
هكذا هي الأرواح التي تسكنُ رحمكِ يا مدينة ..!
أجساد ناعمة تهربُ ليلاً لتوصد الأبواب البالية التي قد تسقط لحظة هبوب النسيم لتجد ذلك الكيان العملاق الأسود يقف خلفه ليشم رائحة البياض ،، وإن كانت هي محظوظة فلن يكون ذلك الرجلُ سكير .. لأنه لن يشمها ..!
وإن كان سكير فالويل لها ..!
وجوه تشتعلُ غضباً وأجساد مُمزقة وقلوب مُحطمة تنتظر الموت .. !
حينما تُنتهك الحقوق هنا لا نجدُ أحداً يذهب إلى المشفى ..!
لأن المشفى هُنا خُلقت فقط لعلاج الزكام ..!
أحترقت تلك المشفى مراراً وتكرارً نتيجة لحقد أهالي أرضكِ يا مدينة ..!
ولكنها كانت تُعيد نفسها كأن أرضها مُصابة بلعنة .. وكأنها تتحدى أهلكِ ..!
أجسادٌ تحتضر أمام بابها الأبيض ، وزبد لطخ وجوه الأطفال .. نتيجة العبث بتلك الأبر المميتة ..!
لاتتعجب من ذلك .. فأطفال مدينتي لا يخشون الأبر أبداً ..! 
أبداً ..!
***
بالمناسبة أنا رين ..!
أُصور أجساد مُلونة ليل نهار في حضرة المدينة الغامضة ..!
وإن انتهيتُ ركلتُ الأجساد إلى مصيرها مع ذلك الكيان السادي وجلستُ لأروي عطش الساعات بالمشاهدة ..!
أقطعُ مشاهد البكاء والأجبار والترهيب ..!
وأحياناً لا أقطعها فالبعض يحب هذا النوع من الأفلام ..!
وأشكلُ لوحة فنية لا يضاهيها أي ثمن ..!
ثم أتقلبُ بين الأرجاء والأركان بحثاً عن شبح النشوة ..!
وأشربُ البيرة نخباً لها ..!
وإن أنتهيت بعتُ تلك الأقراص للمتشردين والخائبين خفية .. وكأنني أبيعُ المخدرات التي أهلكت أطفالنا الراشدين ..!
ولا تتشبعُ الأجساد .. فأنها تطلبُ المزيد وأنا أعاني من نقص العينات فروري قد ماتت وشارلين أيضاً وجانا  ..!
لذلك عانيتُ الفقر .. ولكن صدقني  لم أقبلُ بأن أكون مومس أو كلبُ لتركلني أرملة أربعينية سمينة ..!
لذلك تمسكتُ بقشة النسخ ..!
صرتُ أنسخ اللوحات مرات ومرات ..!
إلى أن تباعدت الأجساد اللاهثة عن مقري ..!
صارت اللوحات الرخيصة سيئة الجودة لا تُغري أحداً ..! 
لذلك صرتُ أستنجدُ بها وأروي ظمأ الوحدة ..!
إلى أن أصابني الجمود .. فأردتُ البحث عن لوحة حية فاتنة ..!
بالمناسبة أنا أعيشُ بين حكايات عهر غير مُكتملة ..!
كأن ألمس جسداً عارياً بعيداً عن الألتصاق به ..!
أسكب البيرة على كل جسد ناعم لأنه يُشبه البيرة تماماً ..!
خُلق لأشباع الرغبة فقط ..!
بالمناسبة قد تستغرب لعدم ذكري أي شيء عن السيجار ..!
لا تستغرب أبداً .. ففي مدينتي السيجار هو الماء ..!
السيجار تُدخنه الصغيرة قبل الراشدة ..!
والطفل قبل البالغ ..!
لذلك لم أبالي بها كثيراً ..!
فهي مُجرد لعبة ستحترق وتحرق أجسادنا معها يوماً ما ..!
***
بعد أزمة الفقر ..!
أصبحتُ أطوي صفحات مؤلمة لأعود إليها .. ولذلك قررتُ أن لا أطويها ..!
أنفثُ الرغبة من سيجاري لتلامس شعور تلك الشقراء وتلك السوداء وتلك الألمانية ..!
أنفثه بحرفية تجاه نحرها وفمها وأذنها ..!
فترتبكُ هي ثم تشتعل ثم تهرب ..!
لا ألوم تلك الحسناء ، فمالذي يؤكد لها أنني لستُ حاملاً لفيروس HIV أو لستُ سادياً گ صاحبي جريس المُصاب بألتهاب الكبد الوبائي ..!
حسنٌ أعلمُ مدى خوف أهلكِ يا مدينة من طاعون عصرنا هذا ..!
ولكنهم هم السبب بالتأكيد ..!
هم سبب تلك اللعنة ..!
ولكنني لستُ حاملاً له ..!
لازلتُ أعيشُ بين طيات الصفحات الأولى للعهر ..!
لم أُعاشر مومسة بعد ولم  أطأ منازل الدعارة ..!
ولكنكِ يا مدينة تحملين بين أرجاء رحمكِ وجوه سوداء وأوبئة مُتخفية لا تصعد رائحتها إلى سمائك ..!
حينما قررتُ التمرد ذات يوم ..!
وأنا غارقٌ في بحر الرغبة ..!
 رأيتُ تلك التي تُشبه التقرحات بجانب شفتي تلك الشقراء لأشك أنه أحد أعراض السيدا ..!
ركلتها..!
قتلتها ..!
ومن ثم دلفت راحلاً خائفاً مُكتئباً باكياً ..!
وأسألُ الرغبة ونيرانُ الغضب تشتعل فّي: هل أنتِ راضية الأن ..!
وأظل أبكي ليلاً وأطلبُ من المدينة أن تمهلني وأن لا تكبلني الأن وتحكم علي بالموت خلف قضبان السيدا..!
أنتظر وأنتظر وأنتظر ..!
وأظلُ أسأل النفس النتنه : هل سأرى النور ..؟
ثم أستيقظُ لأبحث عن التقرحات والندوب بدقة ..!
وفي كل ليلة أمارس لعبة الخوف هذه بحرص.. 
في كل ليلة .. أشقُ الهدوء بأنتحاب وعزيمة وأصرار نحو الإنتحار ..!
وقبل أن أنتحر بثوانٍ قليلة يرنُ هاتفي المحمول فأذهبُ إليه فأجدُ رقم الخلاص ..!
- ألو ..!
- أطمئن يا عزيزي أنت سليم وتلك الأعراض ليست سوى أعراض هربس خفيف  ..!
لابأس بالهربس ألا أنني لا أدركُ ما هو ..؟! 
لا يهم فتلك الممرضةُ تُحرضني على التمرد ..!
جين ..!
تنتشلني من الموت دائماً ..!
تُريني النور وتأخذني نحو الحياة ..!
جين أرغبُ بالموت ..!
ولكنكِ تُنقذيني ..!
أرغبُ بالإنتحار ..!
ولكنكِ تُقيديني ..!
أرغب بالهلاك ..!
ولكنكِ تُسعفيني ..!
جين .. أنتِ نقطة نور في رحم أمتلئ بغراء أسود نتن تلتصقُ به الأرواح العاهرة والخائنة لأرضكِ يا مدينة لتهلك..!
حينما كنتُ أبحثُ عن الخيوط الأولى للهلاك ..!
بددتِ شكوكي ..!
رسمتِ لي الحياة التي كنتُ لا أراها ..!
أغرقتني في بحر من الإطمئنان ..!
قررتُ الأستغناء عن المتجر السري لأفلام العهر نخباً لحبي لكِ .. ولكنني بالطبع لم أستغني عن البيرة والسيجار .. فقط أعذريني ..!
أقبلتُ عليك هناك حيثُ تكون رائحتك دائماً ..!
وجدتُ الرائحة ولم أجدكِ ..!
ذهبتُ إلى مكان عملكِ لأسأل صديقتكِ صوفي عنكِ ..!
ولكنني لم أجدها ..!
قلت في نفسي ربما كانت ضحية لرجل سادي قرر أن يُخلصها من لعنة هذه المدينة ..!
بحثتُ في أرجاء المكان والزمان عن أسمكِ يا جين ..!
صرختُ بأعلى صوتي ليتررد أسمك في أرجاء الزمان ..!
ذهبتُ مراراً وتكراراً إلى مقر عملك لأسال عنكِ وكان الجميعُ ينكر أسمكِ ووجودكِ في ذلك المكان ..!
ولم يتلبسني اليأس بعد ذهبتُ مرة أخرى إلى مقركِ لأبحث عنكِ فوجدتُ صوفي .. التي كنتِ تنطقين بأسمها دائماً عندما تحادثيني ..! 
- أنت رين ..؟
- نعم ..! كيف عرفتِ ..؟
- سأخبرك ولكن .. ما المقابل ..؟
نعم .. نسيتُ أنكِ يا جين فريدة من نوعكِ ..!
فأنكِ تبعثيني إلى أرض الإطمئنان دون مقابل ..!
وتردين الروح إلي بعد احتضاري دون مقابل ..!
وتنتشليني من العذاب دون مقابل ..!
ولكن صوفي تطلب المقابل لأجلك ..!
لذلك قلت : ٥٠  ..
- جين انتحرت منذُ أسبوع وتباتُ الأن بين أضرحة هذه المدينة السوداء ..!
جين ..!
كيف ..؟!
جين تنتحر ..!
جين كانت تُنقذني من الإنتحار وتبدد عتمة الظلام بطهرها وابتسامتها ..!
كيف تجرؤ على الإنتحار ..!
لما يا جين ..؟!
لما ؟!
ااااه يا جين ....!
رحلت لتحكم علي بالموت ..!
رحلت مليكتي ومنقذتي وحبيبتي ..!
بكيتُ في مقركِ يا جين ..!
وبكيتُ أمام صديقاتكِ ..!
بكيتُ خاضعاً متألماً متوسلاً للقدر أن يعيدك ..!
رأيتِ في عيني صديقتكِ رسالة ..!
- ٥٠ أخرى وسأخبرك بشيء مهم ..!
وقفتُ مشتعلاً غاضباً : كيف تجرؤين ألم تكن جين صديقتكِ .. كيف تطلبين المقابل لتخبريني عنها ..!
ابتسمت في خبث ثم أردفت قائلة : لست أفضل مني .. جميعكم قتلة ساديين وبالنسبة لموتها نعم فقد  نسيته ولم أتناساه ، رحلت لترقد بين أضرحة العار تلك ولن تكون مختلفة عن الجسد الخائن والعاهر الذي يرقدُ بجانبها ..!
صفعتها .. ولم أبالي ..!
صفعتُ من مست طهركِ يا عذراء المدينة ..!
صفعتُ وجهاً لايستحقُ ابتسامتكِ وتعاطفكِ ..!
لذلك رقدتُ بين أجساد العهر في مكان مُغلق أكتبُ على الحائط أسمكِ وألونه بألوان كنتُ قد احتفظت بها منذُ زمن .. فهي لازالت صالحة للعمل ..!
كنتُ ابحث في أسباب انتحارك مع ذلك الحائط الرمادي ..!
اكتب الأسباب وأمحيها .. إلى أن كتبتُ أسمي أنا ثم قلت .. قد أكون أنا السبب ..!
قد أكون أنا أغنية عهر تقتلُ كل من يستمع إليها ..!
ذهبت لأبحث عن شيء يُخلصني من ذلك الشعور .. فأنكِ لستِ هنا لتخلصيني يا جين ..!
ذهبتُ أبحثُ في الأركان عن شيء يُخلصني  وهم ينظرون لي في تعجب وسخرية ..!
رأيتُ قطعة زجاج مُهملة .. أمسكتُ بها وقررت أن أنطق كلمات قبل أن أنتقل إلى عالمكِ يا جين ..!
تعالت ضحكاتهم وكأنهم يشاهدون فلماً مضحكاً لشارلي شابلن ..!
ثم فكرت لما لم أصنعُ أفلاماً مضحكة لأذهب تلك الأزمات التي تقتلُ أهل مدينتي بدلاً من أفلام العهر تلك هل ستكون المدينة راضية عني إن فعلتها أم أنها تُريد أن أبقى موصوماً بالعار إلى أن أموت ..!
أو ربما إن فعلتها تضحك مدينتي وتذهب لعنتها عنا ..!
ولكن الأوان قد فات ..!
تمسكتُ بقراري ثم قلت : أحبكِ ..!
ثم 
- السجين رقم ٦٥٠ !
- نظرتُ بأتجاه ذلك الشاب وأنا أضع الزجاجة بجانب عنقي ..!
- كف عن ذلك يا رجل .. هناك من ينتظرك بالخارج ..!
أيعقل .. هل هي جين .. جاءت لتنقذني من الموت مجدداً ..!
ذهبت برفقة ذلك الشاب حاد الملامح ولم أنبس ببنت شفة ..!
أغمضتُ عيني لأصنع لنفسي حلماً جديداً بلقائها ..!
صرتُ أصدق الأحلام وأكذب كلام صوفي ..!
جين لم تمت .. كيف تموت وتتركني ..!
دلفتُ إلى تلك الدار ..!
ثم ..
- لم نلتقي منذُ مدة يا ...
- أنتِ ..!
- نعم أنا .. صوفي ..!
- ماذا تريدين مني ..؟
- أستلطفتك يا هذا ..!
- لا أريدُ منك أن تستلطفيني ..!
- حسنٌ سأخبرك بشيء ..!
أدرتُ وجهي عنها وهممت بالرحيل قائلاً : لا أريد منكِ شيء ..!
- أنه متعلق بجين ..!
- جين ..!
أستدرت تجاه صوفي مُتوسلاً للأيام أن تُكذب موتها ، متوسلاً للأضرحة أن تُنكر وجودها هناك .. متوسلاً للقدر أن يُعيدها إلي ..!
- هذه الرسالة يا رين من جين .. تركتها في مكتبها قبل وفاتها .. لم أكن أستلطفها أو أحبها .. ولكنني علمت بعد صراع مع العقل والقلب تجاه قرأة هذه المطوية أن جين مختلفة عن هذا المكان والزمان ..!
- أين هي الرسالة - قلت ذلك بلهفة كادت أن تخنق صوتي -.
- خذها ،، وبالمناسبة أحضرتها لك لأن لك نصيب من اهتمامها يا رين  ..!
- ماذا ..؟!
- أقرأها أنت ولن أخبرك بتفاصيلها أبداً ، أقرأ أحرفها لتؤنس وحدتك وتطرد الخوف من قلبك ، ولكن لا تحزن أبداً فذلك هو قدرها .. عملتُ منها نسخة لي وهذه الأصلية لك .. تمنياتي لك بالخروج القريب ..!
- شكراً صوفي ..!
لم أتمالك نفسي ..!
شعرتُ أن الأرض لا تقوى على حملي ..!
ذهبتُ حيث السكينة الكاذبة .. إلى ذلك الركن الذي أرقد فيه لأقرأ تلك الوريقة الوردية التي تنبعثُ منها رائحتكِ يا فاتنة لتطرد رائحة العار هنا ..!
جين .. !
عذراء.. تشكلت في زمن ومكان غير زمانها ومكانها ..!
ذلك كان حديثُ صديقتكِ يا جين ..!
لم أكذب ..!
جين .. آية طهر خُلقت لتهديني إلى الحياة بعد الإحتضار .. ولتغسلني من ذاتي وتهديني إليها ..!
جين .. سأقرأ وأتمنى أن تكون أحرفكِ طويلة عميقة لا تنتهي ..!
ولكن صوفي قالت لي لا تحزن ..!
فمالسبب يا ترى ..!
أتمنى أن يكون خير ..
أتمنى ذلك ..!
***
أنا الأن ..!
جسدٌ خالٍ من أي طهر ..!
عّدت مُلطخةٌ بالعّار إلى دار العّار ..!
خرجتُ راغبةً بالحياة وعّدتُ راغبة بالموت ..!
خرجتُ لأنقذ كل أهل مدينتي لأعود مُتألمة احتاج إلى من ينقذني ..!
أسكبُ في قدحي الجديد مزيجٌ مختلط كريه الرائحة والطعم اشتريته من متجر قُتل صاحبه في ظروف غامضة بعد أن وضعت المال في مكان سري في المتجر..!
شربتُ حتى شعرتُ بما يشعرُ به الخائبون ..!
التحليق..!
ولم أُحكم أقفال الدار ..!
فالدار لا يسترُ العار ..! 
بعد ترهيب وأجبار تمكن الخائبون من طهري ..!
وتعريت قسراً أمام أعينٌ وأرواح خبيثة لاهثة ..!
وفقدت بياضي ..!
فالعذرية لدينا تُسمى بالبياض ..!
لذلك أنا أكتبُ العّار بقلم مداده عار على كومة عّار ..!
أكتب الألم ..!
أكتب النحيب ..!
اكتب الموت ..!
الموت الذي كان يُناجيني ويتوسل إلي عمراً ..!
سلمتُ نفسي اليوم له ..!
والعار الذي تسلل إلى جسدي ليكتب عليه طلاسمه ..!
العار الأبدي ..!
رين ..! كنتُ أتمنى أن تكون لي أجمل حكاية في هذه المدينة الغامضة ..!
سأعترف الأن يا رين أنني أحببتك جداً ..!
أحببت أن نكتب قصتنا لننير بها مدينة خاوية من الطهر ..!
أحبك يا رين .. أحبك رغم ساديتك أحياناً ألا أنها لا تليقُ بك ..!
لذلك أرجوك كف عن ذلك .. لأنك مُختلف مثلي تماماً ولذلك أحببتك ..!
ولكنني الأن أنا عّار عليك وعلى المدينة هذه ..!
لذلك سأرحل دون وداع .. فالوداع مؤلم..!
صوفي .. كنتُ أعلم أنكِ كنتِ تتمنين هذا اليوم منذ زمن ولذلك سأقدمه لكِ على طبق من ذهب ولستُ حزينة يا صديقتي .. أحبكِ ..!
الوداع يا رين ..!
الوداع يا صوفي ..!
ولا تقولون لي أنتظري المطر ..!
فالمطر لا يسقط على مدينة العّار .!
ثم أن المطر لا يغسل العار ..!
الوداع ..!
***
نعيتكِ يا جين ..!
بكيتُ دماً وحزناً وألماً وندماً ..!
لعنتُ الأفلام والأجساد التي رقدت خلف شاشتي وصديقي السادي وساديتي..!
تمنيتُ لو أنكِ أمهلتيني بعض الوقت لأقتل من أغتصب بياضكِ ..!
ليتني كنتُ هناك قبل أن تقدمي على فعلتكِ ..!
لستِ أنتِ يا جين من يستحق الموت ..!
أنا أستحقه وصديقي السادي وصوفي أيضاً ..!
جين عودي إلي وانتشليني من رغبتي العارمة في الموت الأن ..!
أنتشليني من وجوه عاهرة تضحكُ على ألمي الأن ..!
تذكرتُ نفسي حينما كنتُ أضحك على تلك الأجساد التي كانت تنتحب خلف شاشتي ..!
نعم أنا استحق الموت ..!
لستُ مختلفاً يا جين ولستُ طاهراً ..!
كنتُ أتمنى أن أمنعكِ من الموت كما منعتيني ..!
كنتُ أتمنى أن أنقذكِ كما أنقذتيني ..!
كنتُ أتمنى أن تعلمين يا جين أنني أحببتكِ ولكنكِ تسرعتِ ..!
لستِ عاراً وأنما أنتِ كنتِ المطر الذي يغسلُ العار ..!
فقد غسلتي جسدي وروحي وهذا خيرُ دليل ..!
ولكنني عدتُ الأن عاراً على نفسي ..!
لذلك سأخلصُ جسداً يرقدُ بعيداً عنك لأخذه إليك ..!
وداعاً يا مدينة ..!
وداعاً ..!

#بقلم وميض
تويتر : geneourla

No comments:

Post a Comment