Thursday, December 25, 2014

أحبك بقلم أحمر / الجزء الثاني حوار مع القلم والورق ..


برفقٍ حملتُ كوب القهوةِ إلى المطبخِ ولم أُجادل الروح والعقل ..
تركتهم وقد فقدتُ السيطرة على مشاعري فبكيت ..
أرغمتُ عيني على أن لا تغمض حتى لا تفضحُني أمام نفسي .. ففضحت أمري !
مالذي كنتُ أخشاه في نفسي ..
أنه الخلاء يا ناس .. وما أجملُ الخلاء للبكاء ..
ولكنني لا أختلي الأن إلا لكتابة ماجعلني أبكي ..
لذلك أسرعتُ بوضع الكوب وأتجهتُ إلى دار الخلاء والظلام .. جلستُ أمام المنضدة في عزم على الكتابة .. خشيتُ من أن تبدأ الروح بمجادلتي .. سكتُ ولم أنبس ببنت شفة ..
مسكتُ القلم الأحمر ورجعتُ إلى الوراء لأسند ظهري إلى الكرسي .. أخذتُ أقلب القلم وأحضر الأحرف وما إن وجدتُ الكلمة التي سأبدأ بها حتى عدتُ إلى الورقة وقبل أن أكتبُ أول حرفٍ نطق القلم ..!
قال : أزيحي الشك وأقطعيهُ باليقين أنكِ تشتاقين !
- ومن قال غير ذلك يا صاحب المداد الأحمر فهو كاذب ..!
- لما أجدُ بك ذلك الأصرار على التحدثُ بما ليس فيك ..
- أخشى من أشياء لا أعرفُ ماهيتها ..!
- أخبري صديقكِ الذي سكتَ عن دموعكِ ولم يسألك عن السبب ، يخشى أن تنهاري أكثر وهو الأن مُتلعثم يخافُ أن يشعر بالندم لأنه صارحكِ بأمر الدموع ..
- لا تنطقُ بالندم أمامي .. أرجوك مللتُ من كثر سماعها وكأن الكلمات أنتهت ولا توجدُ كلمات غير الندم في المعجم ..
- حدثيني بما فيكِ ، وأعدكِ أن أكتب وأخلصُ لك ولو أنتهى حبري كله ، وإن متُ حافظي علي ولا ترميني إلى النار .. لن أغضبُ اذا استبدلتيني ، ولكنني سأخلصُ لك وسأحرضُ كل حرفٍ على الأنصياعُ لأمركِ .. هيا تكلمي يا أميرتي ..
- شكراً أيها القلمُ الأحمر .. أنا لستُ أحمل شيئاً في جعبتي سواء خوف ينهشُ جسدي في غضبٍ .. ولي قولون أخشى عليه من الأنفجار في لحظةٍ ما .. أرغبُ في الكتابة وأخشى أن تثقل تلك الأشواق كاهله ..
- كاهلُ من ..؟
- من فرغت الأقلام وقلت الأوراق بسببه ،، من سعت كّل الأحرف له ولم تكتبُ في حضرته وغيابه سواه وحبه.. من تشتاقُ إليه النفس في كل ثانية دون نسيان .. 
- ياااه ، أتخشين أن يُثقل الشوق كاهله ولا تخشين على نفسكِ من الجنون ..
- لم أجّن بعد ، ولن أجّن أنا متزنة عاقلة ..
- تحاولين تغيير فكرة من عنكِ ؟
- الذي قرأ أحرفي -غيره- وقال تمهلي وأهدأي دعيه يشتاق لك ويسأل عن حرفكِ .. أتعلم .. كلما غادرتُ أوراقي من أجله رجعتُ لها في سبيله أبتغي الكتابة له .. لا أفهمُ كيف يفسرونَ هؤلاء الكتابة ،، يظنونَ أنني أفتعلُ الحب والأشواق والكلمات لأكتبُ ،، يظنونَ أنني أكتبُ حين أصابُ بالملل وأفرغُ من كل شيء لأعطي بعض سويعاتي للكتابة ،، ولكنني أنا وكلُ ساعاتي ووقتي فداء للكتابة التي تنتهي بأحرفِ تعنيه ..
- يااه ، كم أنتِ مُثقلةٌ بالحب ، ما أجملكِ وحبكِ يا فتاة .. أكملي ..
- غرقتُ به .. تبللتُ من رأسي حتى أخمص قدمي .. شعرتُ بحبه يجوب قلبي وروحي وينثرُ بهما السعادة والراحة .. شعرتُ بأنني رأيت الهداية !
- ماقصدكِ بالهداية ، أعرف يا فتاة أنكِ تصلين دائماً ولستِ غير ذلك ..
- أصلي ، ولكنني أصبحتُ أطيلُ السجود من أجل هذا الحّب .. وأصبحتُ أؤمنُ أكثر بأن الله رحيمٌ سيعطيني ما سجدتُ طويلاً أطلبه منه يوماً ما .. أصبحتُ أطلبُ من الله أن يرني أياه في الحّلم فصرتُ اراه ، وكأنه أهداني إلى طريقٍ لم يراهُ قلبي ، ولم يتلذذُ به قط .. 
- أليس الحبُ فتنة .. ما أعرفه عن الحّب أنه يفتن المرء ليظله عن طريق الله وليحب المرء شخص ويتعلق به أكثر من الله ..
- معاذ الله يا مدادي الأحمر ، فوالله لا تقربُ أي نفس عند حبي وأخلاصي إلى خالقي .. وبالنسبة للحب قد يكون .. ولكن هذا الرجل لا يفتن ، صدقني لا يفتن .. فمنذُ أن رأيته ، رأيتُ بذرة خير .. رأيت هداية .. ابتسامة .. حّب .. كل مافي الأمر هو أنني أحببتُ الحّب في عينيه .. فسألتُ خالقي عنه فأهداني إلى حبه .. وصرتُ اسأل الله في كل صلاة عنه إلى أن صار الأمنية ..
- هل يحبكِ ؟
- لن أجيب .. 
- هل يحبكِ .. أسألكِ بالله عليكِ أن تجيبي ..
- لما ، المهم أنهُ يسكنُ الفؤاد الذي يحبه ..
- لو كان يحبكِ لجعلته اليوم يغرقُ بك ويعشقكِ ، ولو كان لايحبك لجعلته يتمناكِ ..
- هل أنا فعلاً أستحقُ حبه ؟
- تستحقين ، كيف لا وقد أصبحتِ شاعرة اليوم على حسابِ هذا الحّب ، منذُ متى وأنتِ تتحدثين بهذه الطلاقة وتخشين الكتابة وتميلين إلى العزلة وكأنكِ خلقتِ لوحدك دون أنيس ..
- لا أنيس سواك أيها القلم الأحمر ..
- مدادي الأحمرُ فداء حبكِ يا ليلتي ..
- وماذا عن قيس ..
- قيسك سيأتيكِ بعد أن أفرغُ مدادي هذا ..
- ولكنني لا أريدُك أن تتركني دعني أكتبُ بقلم ثانٍ لتبقى أنت بجانبي ..
- لا أقدر ، فأنني كحالُ بقية الأقلام لابد أن ينفذ مدادي وأموت ، ولكنني لستُ كحالهم الأن لأنني سأموت على شرفِ حبك لهُ ، وسأموتُ وأنا أقبلُ أوراقكِ أنت .. أنتِ وحبكِ شرف ..
- لن أكتبَ بك ..
- سأفرغُ مدادي اذاً وسأنتهي بين يديكِ .. أكتبي فذلك خيرٌ لكِ ، فأنني ميتٌ في كلا الحالتين .. إن كتبتِ فقد حكمتِ علي بالموت البطيء وإن فرغتُ مدادي بين يديكِ متُ سريعاً ..
- لا لا سأكتبُ وسأتوقفُ بعد لحظاتِ لترتاح فأنني أخافُ عليك من الألم ..
- لا نتألم يا أميرتي ، حبكِ شرف لي أكتبيه بمدادي ولاتنسيني .. أغرقي أوراقكِ بلونِ أحمر يحننُ قلبه عليكِ ، وأمريني بالكتابة إلى أخر رمق من حياتي .. وإن أوشكتُ على الموت قبليني فوالله لا أجمل ولا أحلى من قبلتكِ ..
- قلمي الأحمر .. أحبك
- أرجوكِ .. يا ليلتي كوني بخير ..
وقالت الأوراق في تلك الساعة حينما أقبلتُ عليها : مرحباً بسيدة الليلة ذات المداد الأحمر ، أغرقيني بما لديكِ إلى أن أنفذ ولا تتركي بي سطراً واحداً فكلي أنا فداك ..
- شكراً يا ورقي ..
وهأنذا بدأتُ أرسمُ مشاعري بلونٍ أحمر فاتح فوق هذا البياض الأخاذ .. كتبتُ في شرفِ حبك كل الأسماء ولونتُه بكل الألوانِ ولم أنسى تلك القطرةِ من الدموع التي ألتمعت فوق كلمةِ من كلمات خواطري .. كتبتُ الحّب الذي أكنهُ لك يا قيسي إلى أن أكتضت الأوراق ولم يتبقى ألا القليلُ من المداد لأكتب به حبك ..
- قبليني 
قال القلمُ ذلك قبل أن يصمت إلى الأبد ..
قبلتهُ وكتبتُ في أخر سطرٍ تلك الكلمات ..
( أحبك بقلم أحمر )

كلمات : وميض
تويتر : geneourla

No comments:

Post a Comment