Friday, December 12, 2014

أحبك بقلم أحمر / حوار بين الجسد والروح والعقل !*

حبيبي ...
شعرتُ بعجزٍ غريب فريد من نوعه لم أشعرُ به من قبل !*
شعرتُ بأنني لستُ كما عهدتُ كاتبة مُتمرسة تُجيد اللعب وتحريك خيوط الحرف بحرفية ..!
شعرتُ وكأنني مختلفة مستجدة في عالم الكتابة !
كلما شرعتُ بالكتابة وجدتُ أنني لا أكتبُ !
ووجدتُ أن مابيدي مُجرد خردة لا يصلحُ لسكب المشاعر على تلك الورقة الصماء ..!
خشيتُ أن أكون عاجزة .. خشيتُ أن أفقد قيمة ذاتي أمام ورقةٍ بيضاء وقلم أبكم لا يتحدث !*
خشيتُ على ذاتي من التهالك ، فرحيلُ أحساسي وموت الأحرف في جعبتي قد يؤلمني جداً وربما تحتضرُ على ناره الهادئة جداً روحي حتى أهلك !
وجدتُ ذاتي عاجزة فذهبتُ إلى منفذي وقررتُ أن أتجرعه حتى يهلكُ النعاس في رأسي دون رجوع !
ثم نفضتُ جسدي وعقلي عن كل قطرة نعاس قد تشلُ قلمي عن الكتابة وعقلي عن الإبداع ..!
سرتُ بأتجاه مكتبتي وأوراقي وقلمي !
سرتُ خائفةً قلقة متهالكة متخاذلة ، شعرتُ بشيء من العجز الروحي ، شعرتُ بدمعة تملئ عيني ، شعرتُ بتواثب القلب بين أضلعي ، شعرتُ بشيء من الموت ..!
ولكن السؤال .. هل الموت يداهم من يشعر به ثم يُسلم نفسه إليه ويغمض عينيه  ، أم أنه كالمعتاد يحبُ أن يلف الساق بالساق دون أن يُنذر أحد على قدومه ..!
ربما يفعل كل شيء ..!
وربما يموتُ الجسد دون عناء الاحتضار ..!
لذلك ..
وجدتُ نفسي أمام قلمٍ أستقال عن عمله معي وولى راحلاً مدبراً غاضباً مني !
وظلت تلك الأوراق البيضاء مع القليل من رائحة الصمت ..!
أخترتُ الإصرار وماشابه ذلك ..
أخترتُ الخضوع لنفسي المتمردة وتجاهل روح تحتضر وقلب متواثب مؤلم ..
أخترتُ قلماً أحمر ولم أرمي الأزرق أبداً ..
بل تركته في مكانه أحتراماً وتقديراً لما كان بيننا ..
صمتت الأقلامُ في حضرة التمرد وأنفرجت الأوراق ..
بكى القلم تمرداً واحتضرت الروح حباً وتواثب القلب خوفاً ..
أحبك بقلمٍ أحمر !
كان تلك هي أول كلماتي على تلك الورقة الصماء !
أخرجت مافي جعبتي من حب وعذاب واحتضار ..
وناولته إلى قلمي ثم إلى ورقتي ثم إليك ..
وجدتُ روحي المحتضرة تنتحبُ وتتألم ..
وجدتها تتكلم وتشكو وتنعي ..
مابك ؟!
هل أنتِ مدمنة أم مفارقة أم مشتاقة أم حزينة ؟!
قالت :- آدمنتُ حبه مشتاقة حزينة خائفة من فراق افتراضي ..
_ وهل يخافُ المرء من فراق افتراضي ..
- لا تنكري أنت تخافي ذلك !
ولم تكذب الروح .. نعم قد أخافُ أنا ذلك الفراق الافتراضي وأخشاه خشية الموت ..
ولكنني لا أحب أستحضار تلك الأفكار السوداء التي تقلبُ مزاجي رأساً على عقب ..
بل أنني أحبه هو ..
توقفت روحي عن الإنتحاب سألتةً : هو ؟!
- تعرفينه جيداً أيتها الروح فمسكنكِ ومنفاكِ ووطنك ومنفذكِ من العذاب حبه !
- أثبتِ ذلك ؟!
- لما تبكين أنتِ الأن ؟! 
- لن أخبركِ !
- تبكين لأنكِ تظنين أنكِ أنتِ السبب في مزاجه المتعكر وغيابه وغياب أحرفه عنكِ ، تبكين لأنكِ تخشين أن يطول غيابه فتموتي أنتِ قهراً وأنتحاباً ، تبكين لأنك تريدين أسكات وقتل الحزن في قلبه وتعويضه بما تبقى فيكِ من سعادة ، تبكين لأنكِ تحبينه !
بعد صمتٍ طالت مدته :- نعم أحبه ، أحبُ رائحته الافتراضية ، أحب حديثه الافتراضي ، أحب لمساته وعناقه الافتراضي ، أحب سعادته وقلبه ومحياه ، أحب ابتسامته أكثرُ من حبكِ لها !
- وكأنكِ لا تتحدثين عني أيتها الروح وكأنكِ لستِ أنا !
- أتعرفين أرغب في عناقٍ لا تموت لحظاته وتتوقف كل عقارب الساعات في حضرته .. عناقٌ مؤلم حيث تلتصقُ الأرواح وتصبح النبضات وكأنها نبضُ قلبٍ واحد ، أرغب حقاً في عناق تكاد تتحطم له الأضلاع .. عناق خانق .. أرغب في بكاء وأختلاط الدموع ورشفة من تلك الدموع  ، أرغب في تقبيل تلك الأنفاس وتنفسها ، أرغب في تقبيل كل ثغرة ، أرغب في تعطيل الحزن وخنقه بالسعادة ، أريدُ أن ألتحم مع تلك الروح الطاهرة لننجب الحب والسعادة .. أريد أن ..
- أنتِ تصفينني أيتها الروح .. وأرغبُ أيضاً في تمرير أناملي بين خصلات شعره ، أرغب في تقبيل كل تفاصيل وجهه ، أرغب في احتضان رأسه .. أرغب في ..
- لا ترغبين به كثيراً فأنه ملكي ..
- وكأنكِ لستِ أنا ؟!
- أنني أتألم .. هيا قربيني من مخارج أنفاسه لأتنفس ، فأنني غير قادرة على الصمود أكثر ..
- طلبكِ صعب أيتها الروح أستمعي إلي قليلاً ..
- قربيني إليه ، أرميني بين أحضانه ، أجعليه يأتي إلي لأحتضنه وأقبله دون رحمة ..
- أتعلمين ، قبل كل شيء أريدُ أن أعالج قلبه ..
- ماقصدك ؟!
- ولكن أريد منكِ أن تساعديني !
- كيف ؟!
- سأستدرجُ خطاه إلي ، ثم أنومه بمخدرٍ قوي المفعول وأخذه وأضع رأسه على حضني وأضعُ يدي على صدره وأبدأ بقرأة الفاتحة والمعوذات وآيات أخرى من الذكر الحكيم على جسده لأزيح عن قلبه كل آلم ثم على وجهه .. 
- هل ستصمدين أمام حضرته ؟!
- سأعصمُ النفس عن التمرد ، فأنني أبتغي راحته لا راحتي !*
- معكِ حق ولكن لا ننكر أننا نريد ذلك التمرد !
- بالتأكيد نحنُ نريد أن نتمرد ونعانق ونقبل ونُشبع النفس المشتاقة ولكن ليس الأن .. فقلبه أهم !
- قبلةً واحدة دافئة على عينيه تفي بالغرض مارأيك ؟
- سأفكر بالأمر يا روح ، سأفكر بالأمر .. أتمنى أن أصمد وأن لا أتمرد في جلسة طرد الهم ؟!
- ولكنني تمنيتُ لو أنه كان في وعيه لأنه سيحب ذلك منكِ .
- هل تعتقدين ذلك ؟ هل سيحبُ أن أقرأ على جسده آيات الله ..
- وسيحبُ قبلتكِ !
- ولكن ...
- الله وحده يعلم حبنا له وولعنا به روحاً وعقلاً وجسداً وهو يعلم أنه طاهر منقى من الدنس ..
- مارأيك أيها العقل !
- لا تنسي أن تقولي له أني أحبه جداً !
- لن أنسى .. آآآه كم أحبه .

بقلم / وميض
تويتر : geneourla

No comments:

Post a Comment