Friday, August 25, 2017

تلك الإبتسامة..


 
كُنت في قِمة إنزعاجي مِن العزاء المُطبقُ هناك على أنفاس الشمس والبرد .. كانوا مُحملين بالسواد .. كانوا قنابل بؤس لا محالة تجوب الطرقات الألمانية وتعيبُ في كُل عين زرقاء وخصل شقراء ، كانوا مُستائين مِن بعضهم البعض ، كانوا يتنافسون على الثياب والمُجوهرات والبعض بألوان العباءات .. أنا أمتنعتُ عن النظر إليهم لأنني لم أكن أملك تِجاه تصرفاتهم سوى الغضب الذي كان يعزف ألحانه المُنبعث صداها مِن تفاصيل وجهي وعيني .. إلى أن .. توقفتُ عِند مكتب الأستقبال الذهبي في الفندق بعد عودتي مِن الحرب الخارجية لأستلم مِفتاح الغُرفة  .. ثُم .. رأيتها هُناك .. امرأة عربية حيوية .. كانت تحملُ طِفلها وتقبله ثم تتحدثُ إلى الرجل الذي كان معها .. باغتتني المشاعر والكلمات .. قُبعتها الزهرية الفاتنة التي كانت تستظلُ بها عينيها عن البشر .. .. شعرها الكستنائي الطويل الظاهر مِن القُبعة .. حينما استدارت .. ابتسمت لي وكانت رائحة الخجل التي تفوح من غمازتها لذيذه.. ثُم .. قُلت لها " أنت كيوت " بِلا شعور وبلا بحثٍ في تفاصيلٍ أخرى وبلا إنتظار ردة فعلٍ منها ، لأن المُوظف أعطانا المفتاح وكتب النِهاية لهذه اللحظة .. حينما دخلتُ الغُرفة وأتجهتُ بجنون ممدوح عدوان إلى الشُرفة لم أركز في كلمة واحدة ، كُنت أفكر في أمر تِلك الفتاة ..صحن السجائر أمامي فارغ ، النحل في كُل مكان ،  روحي مُنشغلة .. إبتسامتها حقاً جميلة .. لم يمنحني أحد إبتسامة كتلك التي منحتني أياها .. لم أجدها في صديقةٍ أبداً ،  كانت خلابة جداً گتمثال فرحٍ عملاق في مُنتصف مدينة الغضب .. گ حُلمٌ أزرق طائر في مُنتصف حضيرة كوابيس .. لم أنسى إبتسامتها التي أحضرتها گتُحفة تبقى في الذاكره إلى وقتٍ لا أعلمه .. أتمنى أن لا تزول أبداً.. وأتمنى أن أصادفها في يومٍ ما لأخبرها بأنني مازلتُ أذكر إبتسامتها وأريد أن أكون صديقة تِلك الإبتسامة التي ستظلُ تِلهمني في كُل حين.. بإختصار تِلك الفتاة ألهمتني جداً ..   
#وميض 
تويتر : geneourla

No comments:

Post a Comment