Saturday, August 5, 2017

أسمي جيا

 
 
أنها هُنا.. تقف  في منتصف اللاسكون الأحمر ، عينيها فيروزية الروح ، تلتقطُ إشاراتٍ بائسة تنبضُ بيأس في ملتقى التشرد " ثلاثة نجوم" تتجرع رغبات الأدمغة كُلها ، شفتيها كانت تسرقُ العبث وترتدي لوناً يليقُ بعيني ، تتربصُ بكل جُثة حيةٍ لتهمس بعد ذلك بشيءٍ ما يخص المرحلة التالية ، كُل شيءٍ مُتوفرٌ هُنا : الثمالة ، البؤس العالق في أفواههم ، والموت ( الراكد) المُنتشر .. الذي يتعامل معه قوامها بطريقة تزيدها شُهرة بين خلايا رأسي ، أنها تستعدُ بعد أن ومضت روح عينيها الفيروزية ، تلعقُ رغباتهم التي علقت بورد شفتيها المُكتنزتين كفراشة شيطانة،  تبتلعُ كُل الأذواق لتتخلص روحها من كل أوراق " إستقالة جنون" هنا ، تركل مؤخرة الأغنية التي كانت تنعش قلب الهدوء في وجوههم الشاحبة ، تضرم نيران جحيمها في فؤاد "الدي جي"  ليرقصُ گعاهرٍ على شموع أصابعها الطويلة  إلى حد الإحتضار .. لافظاً غُبار تمردٍ يشلُ حركة الكسل في هذا اللاحانة وفّي ! أنها نارٌ كبيرة جداً .. تفصيلية تتربع على العرش ،  تبرز عني وعن والمُعذبون الضاحكون المتميلون فيها ، الأغنية تزيد مِن لذة اللسعات المُتربصة بكُل جلدٍ  برتقالي ، أحمر وازرق  يستغيثُ هنا.. مساماتنا تلدُ أجنة من الجنون النيلية السمينة العملاقة ، وقلوبنا أصبحت تقرأ طلاسم الموت ( الراقص) على نفسها رُغماً عن أنف نبضها الكسول .. حاولتُ أن أفك أسر جسدي الذي صار يتميلُ موتاً راقصاً وراء آخر ، والذي يريد أن يحشر جنوني في حلبةٍ مُشتعلة دون حراك .. حاولتُ أن أقله  إلى مكان تواجد تِلك الشفتين الذكيتين بعكاز نفسيٍ ، حاولت أن أقَبل تلك التفاصيل التي تحاول ارغامي على الركوع إليها ، أنها ذكية جداً ..
ولكنني مازلتُ لا أستسلم..
أحاولُ أن أقتربُ رُغم الثِقل الذي كبل روح تعقلي ،
أنني ثملٌ بها وبِذوقها..
تهزُ أكتافها ونهديها وروحها ..
تتميل وكأن جسدها يعرفُ تماماً كيمياء هذه الأغنية.. 
فتزيد مِن أزمتي..
تهمسُ شفتيها بكلمات الأغنية وهي تنظرُ إلى ما كانت تعبثُ به لترصع الأغنية بفتنتها
الطريقة التي كانت تلتقي بها الشفاه العليا بالسلفى عندما تكرر تلك الكلمات الملحنة السحرية تزيدُ مِن تشبثُ جسدي بمكانه..
تنظرُ إلي ثُم تُكشر عن غمازة بحرٍ أحمر..
تلقي بُساطها أسفل قدمي ..
تسحبني مِن ربطة عُنقي الفرنسية..
تعجنُ روحي بقُبلة..
تجعلني أستسلمُ عِنوة ..
تسحبُ كُل تلك الأوراق الخضراء مِن جيوب قلبي..
تُضعها في صحنٍ معدني مُرتكزٌ أمام جسدها وذوقها..
ثُم..
- أسمي جيا
ثُم
تنفثُ ثاني أكسيد الثمالة على وجهي..
لأستيقظُ فجأة مِن اللاحُلم فأجدني ثملاً مُفلساً في الحُب ..
لا أحد يستحقُ الحُب سوى عينيها..
وأنغام تلك الأغنية في رأسي ماتزال تحاول إيقاظ جسدي السكران..  
والصداع يلتهمني على عجل..
ماذا كان أسمها؟ 
هي ليست هُنا..
رغم أني أصبحت استسلم الأن ..
ورغم دموعي..
هي ليست هُنا ..
نعم تذكرت ..
كان أسمها ..
جيا
 #قلم_ وميض
twitter: geneourla
*ملاحظة : أعد قراءتها وأنت تستمع إلى الأغنية*

No comments:

Post a Comment