Friday, April 3, 2015

يقظة الحّب..!


(١)
لماذا تستيقظُ وميض من سباتها العميق بعد مُنتصف الليل فجأة دون سابق أنذار ..؟
السبب واضح وضوح الشمس التي ستُشرق بعد ساعات قليلة جداً : الرغبة العارمة في الغوص مع ذلك القلم الماهر إلى أعماق المشاعر لإختطاف الأحرف الغارقة في النوم ..!
هُنالك رغبة عارمة تأخذني إلى الخلوة والكتابة الأن..!
أريدُ أن أكتب عن الوطن الذي غرقتُ به دون أن أصرخ طالبة النجدة ..!
لأنني أحببتُ الغرق به إلى الأبد ..!
أريدُ أن أسكب كل حرف حّب طاهر على هذه الورقة البكماء التي أفترشت أمام عيني الناعسة مُستسلمة لمشاعري الثائرة ..!
مُستسلمة لعاطفتي وصدق كلماتي ،،
هأنذا أرسمُ الحب بخط الرقعة لأتعثر به حتى تسبقني الأحرف وتجعلني أهجرُ الرقعة وأكتبُ بخطي العادي جداً مشاعر ثمينة لم يقرأها أحداً من قبل ،،
مشاعر تستحقها أنت وحدك دون سواك ،،
ياروحي ،،
وسكوني،،
***
نام الجميع وبقيت هذه الأحرف تستوطن عيني الناعسة ،،
تُريد الإنتحار عن طريق السقوط في هاوية تلك الساحة البيضاء العميقة ،،
حبيبي،،
إليك هذه الأحرف التي أستوطنت روحي وأضائت كُل جزء مُعتم فّي ،،
إليك الحّب على هيئة كلمات ليلة نابعة من أنامل ناعسة وقلم أراد الخلاص من تلك الكلمات التي أنغرست في مداده ليرمي بها إلى أرض الهلاك ،،
الأرض البيضاء ،،
***
أُحبك يا قدري الذي كُتب من أجلي أنا فقط ،،
أحبُ ملامحك المُشرقة وإبتسامتك التي تُحرض الغيوم على أرسال تمنياتها على هيئة زخات مطر باردة لتدق سطح منزلنا مُرحبة بأسمى أنواع الحّب الذي ينبعثُ من كل ثقب ومُتنفس يسكنُ هذا المنزل ليُلامس أطرافها القطنية في السماء العالية،،
حّبي وحبك ،،
حُبنا المُقدر الذي هدأ أخيراً بعد ذلك الأستعداد الثائر للحرب ،،
كُنا ننتظر المُرسل حتى يعود أو لا يعود ،،
ولكنه عاد ليُبشرنا بخبر أنعش بنا السعادة وحُطمت كل تلك الأسلحة نخباً له ،،
خبر يُبقينا معاً إلى الأبد دون أي حاجز يمنعنا من البقاء معاً ..!
حبيبي ،،
حينما كُتبت تلك الورقة بيننا ،،
أبتسمت ثغري ،،
وسعدتُ بك يا روح ،،
وسعدتُ لأنك أصبحت قدري وملكي ،،
سعدتُ لأنني أستطيعُ أن أكتب إليك الأن أحبك دون أي مانع يمنعني عن أرسالها إليك ،،
أُحبك ياروحي ومُتنفسي وسكوني وضجري ،،
أحبك يا من تكتبُ إليه الأقلامُ وهي تنزف ولا يهدأ نزيفها قبل أن تتم أخر حرف من ذلك النص الذي أثقل كاهلها ،، 
تلك الأحرفُ مؤلمة إلى حد الكتابة يا روح ،،
لذلك أنا أستيقظ ليلاً لأكتب ،،
تؤلمني تلك الأحرف وتقظ مضجعي ،،
تجعلني أنفرُ من الجماعة وأسكن الخلوة لأهدأ،،
لأُنعش القلم وأختطف الأحرف واحداً تلو الأخر لأقودهم إلى حياتهم الأخرى في الأرض البيضاء،،
الأرض البكماء ،،
***
أُحبك والنزيف حاد جداً لن يتوقف إلا بعد ساعة مُبهمة لن أدركها قبل أن أشعر بأن النعاس أزداد في عيني ،، وأشعر أن تلك القهوة لا مفعول لها أمام هّول ذلك النعاس الذي سكنني فجأة دون رغبة في المثول أمام مفعول المُنبهات ،،
أُحبك والرغبة في الصمود عارمة إلى حد لا يعلمُ به سوى خالقي وخالقك ، الصمود أمام ذلك النُعاس الذي أخترق خصوصيتي فجأة ليُداهمني ويسرقُ مني شعور الأستغراق في الكتابة ،،ولكنني لازلتُ مُستغرقة وأكتب إلى أن تأتي تلك الساعة التي يسقطُ بها القلم من بين أناملي مُعلناً عن أنتهاء النص ،،
(٢)
حبيبي ،،
أُحبك إلى حد الألم الذي يسكنني الأن ويسكنُ أحرفي وقلمي  ،،
ألمُ يستوطنُ قعر روحي ليومض بي ،،
ويستحوذ على يسار صدري حتى أكاد لا أدرك إن كان ذلك الألمُ يصدر من قلبي أم لا ..!
ألمُ يُحرض عقلي بين الحين والأخر على الأنصياع للقلب والروح والقلم ،،
ألمُ لا يُفارق رئتي ،،
ألمُ يشعُ بي ويبرقُ من عيني ،،
يسيل على وجنتي ويُضحك ثغري ويُحزنها،،
حبيبي،،
ليس هنالك أعمق من الألم ،،
ولا أبقى من الألم ،،
ولا أسمى من الألم ،،
وأنا أحببتك إلى ذلك الحد الذي لا يُنسى ،،
ولا يُهمل ،،
ولا يُشغلني عنه شاغل ،،
الألم الذي ينبضُ بي بين الحين والأخر ليُذكرني بك ولتهتز له أجزائي ،،
الألم الذي تبقى آثاره مهما داوته السنين ،،
الألم الذي لا تجدُ راحة بعد مُفارقته ،،
ولا تجدُ هدوء معه ،،
ذلك الألم أستوطن جسدي جزءاً جزء دون رحمة ،،
لذلك أنا أحب الأستسلام إلى ذلك الألم إلى حد الثمالة ،،
لأنني أحب كل ما يصدرُ منك ياروح ،،
حبيبي ،،
حبُك مؤلم بحق ،،
مؤلم إلى حد اللذة ،،
ولذيذ إلى حد الأدمان ،،
وذلك الألمٌ لا يُضاهى ولا يُستبدل بثمن ،،
لذلك أنا أحبك إلى حد الألم الذي يعتصرني وقلمي في آن واحد ،،
ذلك الألم يُشعرني بالعجز التام ،،
العجز العارم الذي يستوطنُ روحي الكتابية ويمنعني من الأستغراق في كتابة الحرف الأدبي لحضرتك ،،
يُسلمني إلى ساحة الأعدام أمامك ولا يعلمُ أنني أفضل ذلك الموت على العيش بعيداً عن ذلك الألم الذي صار مُلازماً لجسدي وروحي ،،
ألم يقشعرُ له البدن حباً ،،
حبيبي ،،
هذه المرة الألف الذي يعود بها القلم بخفي حنين ويقول لي أنك أسمى من الكتابة ،،
وهأنذا قضيتُ ساعتين وأنا أحاول أن أعبر ولكنني لا أقدر ،،
هل تعرف لماذا ،،
لأن حبك أعمقُ من الكتابة ،،
وأسمى من كل شيء،،
حبيبي،،
قُلت لي ذات مرة انك تُحبني بحجم حزن كل حبيب بسبب حبيبه ولكنني أنا اختلفُ عنك في ذلك ،،
لأنني أحبك إلى حد الألم الذي يسكنني الأن وفي كل حين ،،
أُحبك يا مؤلمي ومؤلم الحرف العاشق بي ،،
أحبك ،،
#وميض
تويتر : geneourla

No comments:

Post a Comment