Monday, September 1, 2014

الكلمة القاتلة !

كانت تجلس هناك بالقرب من النهر !
كانت تُدخن السيجار بشراهة !
كانت فاقدة للأمل تنظرُ إلى وجهها المنعكس على سطح النهر !
دمعةٌ سقطت لتتلاشى معها بقايا ملامحها التي كانت مستقرة على النهر ! 
ثم أستقر الماء مجدداً !
وكانت تظنُ أنها سترى وجهها !
ولكنها رأت وجه امرأة أخرى !
امرأة ذات قرنين !
وجهها ملطخ باللون الأسود !
ولها إبتسامة تُزلزل كل ماهو ساكن !
حينما نظرت إليها الفتاه صرخت حتى تردد صدى صراخها في انحاء المكان وعادت للخلف باقصي سرعة ثم اخذت تنظر يمنة ويسرة تبحث عن تلك المرأة التي التمعت تفاصيلها في النهر ! 
ثم عادت لتنظر في النهر ولكنها لم تجدها !
تواثب قلبها في مكانه !
ونسيت أنها كانت منذ قليل في موعد وداع !
حاولت أن تتشبث بما تبقى لها من قوة !
حاولت أن تسيطر على مشاعرها !
ولذلك حملت حقيبتها في استعداد للرحيل ولكن ..
- تمهلي !
توقفت في منتصف الطريق مذعورة !
أستدارت لتنظر إلى ذلك الكيان المتحدث ولكنها لم تجد أحد ! 
تواثب قلبها مرةً أخرى في صدرها ثم رددت في خوف !
- مم من ! م من المتحدث ؟
أن الصوت صوت امرأة !
ظهر الصوت من خلفها مجدداً ليقول 
- أنا التي رأتها عيناكِ على سطح النهر !
 استدارت المرأة مرةً أخرى باقصي سرعه حتى تراها ولكن لسوء الحظ لم تجدها !
- لاتتعبي نفسكِ فالمرء لايراني ألا لمرة واحده !
تجمدت الدماء في عروقها ! ، لان الصوت هذه المرة كان اقرب !
أقرب إلى نفسها !
وكأنه يخاطب قلبها !
- حسنٌ من أنتِ !
- لحظه صمت خانقه - 
- جئتُ لأعطيكِ حلاً !
- حل ! حل ماذا ! 
- الحل الذي سيريح قلبكِ ويهدء من روع غضبكِ ومشاعركِ المحطمه !
شعرت في تلك اللحظه أن هنالك شيء يحتضنها من الخلف حتى كاد أن يخنقها !
تجمدت ولم تصدر أي صوت وأستسلمت حتى تحررت من القيود الخانقة وعادت الروح إليها !
- أنا لم أفهم ماتعنين !
- ثامر يا انستي !
- ثامر !! 
وما إن سمعت ذلك الاسم حتى رحبت الأرض بدموعها التي تساقطت دون توقف !
- ثامر كم كنت احبك !
- ولكنهُ لايحبكِ أنا اعرفه جيداً !
كانت تود ان تستدير نحوها ولكنها عادت عن قرارها في اللحظة الاخيرة لتستمع إلى ماتبقى من حكايتها !
- كيف لا يحبني ؟
- سيتزوجُ امرأةً أخرى !
نظرت الفتاه إلى الأسفل قليلاً لتحاول حبس دموعها وابتلاع تلك الغصة المزعجة التي جاءت في وقت غير مناسب ثم قالت !
- أعلم ولكن أمهليني لحظه أريد سيجاري !
- حسنٌ !
أخرجت العلبه ثم أخذت السيجار لتشعله وتسحب منه من الدخان ما يكفي لتنفثه في الهواء الطَلق كالعادة !
- هل أنتهيتِ !
- نعم ، فرشفةٌ واحده تكفيني ! 
ألقت بالسيجار أرضاً  ثم دهسته بقدمها وقالت : حسنٌ أكملي .
أقتربت ذات القرنين منها أكثر فأكثر !
ثم همست لها مع القليل من الخبث الأنثوي : حسنٌ سأكمل ولكن أغمضي عينيكِ أولاً !
تعجبت الفتاه من هذا الطلب الغريب ولكنها في نهاية الأمر أنصاعت لأمرها !
أغمضت عينيها !
ثم أستسلمت إلى ماسيحدث !

                         ***
دعيني أُخبرك ياصديقتي عن سّر المهنه !
دعيني أجعل منكِ مجرمةً محترفه بلا سلاح !
فأنتِ تعلمين أن السلاح يعني أن هناك دليل إدانة !ودليل الإدانة هو ماسيقودك إلى السجن !
لذلك سنتخلى عن السلاح وسنمارس الجرم بأنفسنا !
كيف ؟ لابد من الوقوع تحت قبضه الشرطة !
هذا ماستقولينه لي !
ولكن دعيني أخبركِ عن أمر مهم جداً !
هل سمعتِ عن الكلمة القاتلة !
هل سمعت عن الحّرب النفسية !
جميعها مصىطلحات قد تخفى على إنسانه ساذجة مثلكِ ! 
ولكن لابأس سأعطيكِ مثالاً  .
هل سمعت عن الوسواس الذي قتل صاحبه نتيجه لامرأة دفعت مبالغ طائله للدكتور حتى يوهمه أنه مصاب بالسيدا  !
هل سمعت عن امرأة قتلت زوجها لمجرد أنها أخبرته أنه ليس رجلاً !
هل سمعتِ عن من أدعى أنه أغتصب أبنة رجل ليقوده إلى قتل نفسه !
هل سمعت عن كل ذلك !
نعم تلك هي اللعبة الحقيقية !
لعبة الكلمة القاتلة التي تُثير الحرب النفسية والتي لا تنتهي ألا بالموت أو الجنون !
لنمارس تلك اللعبة عليهم !
لنجعل منهم أناس مجانين !
فالضغط يولد الانفجار !
ونحن لا نريد سواء ذلك الانفجار !
الانفجار الذي سيحدث نتيجه للاشيء !
فليس هنالك دليل مادي على القتل !
ولذلك سنمضي مبتسمين دون أي خوف !
هيا تعالي معي !
سنصنع الموت ونوزعه في علب البسكويت للحمقى أمثال ثامر !
هيا تمسكي بي !
هيا لنمضي معاً !
فلا داعي للخوف 
فنحنُ ...
توقفت الفتاه قليلاً ثم  فتحت عينيها لتقول لها 
- ربما ينتابنا الشعور بالخوف !
نظرت امرأة السواد الأعظم إليها ثم قالت : من ماذا ؟
- من تأنيب الضمير !

                          انتهى .

بقلم : وميض
تويتر geneourla

No comments:

Post a Comment