Friday, December 1, 2017

الحوت القرمزي

 











الموقع : شركة ج لصناعة مساحيق التجميل - حمام الموظفات ..

-     مرحباً سيدي ، ما سببُ موتها ، هل هذه حادثة قتل أم أنتحار ؟ هل هو عبث الحوت الأزرق مُجدداً ؟
-     خبرتي تقول بأنها عملية أنتحار ( قطع في المعصم نتيجة لمشرط وموت في بيت خلاء ضيق).
-    حسناً ولكن ما هذا الورق الذي تحمله بين يدك يا سيدي؟

-     *يُثني الأوراق ثُم زم شفتيه* قائلاً : هذه ليست قوانين حوتُ أزرق سافلة أخرى هذا رسالة مذكور بأنها من الحوت القرمزي إلى فتاة الإيمو .

-      قرمزي! هل تشابه الأسماء بين الحوت الأزرق والقرمزي  صُدفة أم ...

-     لا أعرف.
-     ما أسم تلك الفتاة المغدور بها؟
-      لا اعتقد بأن مغدور بها تماماً أسمها أزميرالدا.     --
- لنفترض بأنها أنتحرت هل هذه الرسالة هي سبب إنتحارها؟
-     سنرى يا جاد.

إلى فتاة الأيمو..
هذه الرسالة أكتبها بمبادئ تمتاز بأنها خاصة بأمثالكِ من الشظايا، يا قبيحتي اللزجة المُصابة بعبء هذه الحياة العظيمة وفضلاتها البنية.. العفنة المنصرفة انصراف شبه كامل عن طبقة التخلف إلى الطبقات الأدنى: إلى قُرى الغباء والهلوسة والجنون.. إليك أيتها الهيكل النصف عظمي المتآكل من الداخل والخارج والمنتصف ، أقدم عزائي السمين وأنا واثقٌ من أنك ستهرشين قمة رأسك المغطاة بالوبر الخفيف -كالعادة- ليتناثر القمل على طاولتك الحديدة المطلية باللون الأخضر اللعينة فتأخذين قملة وتنغمسين في كسر نُخاعها بين قواطعك الصفراء البارزة و لن تعطي وقت لكي تستوعبي شكل هذا العزاء أو تعرفين كم وزنه، تصيبين عقلك بالعمى حينما تُدغدغينه بأظافرك المُحطمة السوداء  لهذا تكونين حيوانية أكثر مِن اللازم ، تبحثين فقط عن الفرائس وتتبعين الغرائز كهرٌ مشردٌ أحمق مصاب بالزهري، أنت تُصيبين حضرة هذا المكان بالاشمئزاز ، تلعنين الطاولة والمقعد بحضورك ، أعتقد بأن تم تعميدك في المقبرة في وسط بركة من بول حارس تلك القبور ، تعلمتِ أصول necrofilia  و cannibalism هناك ثُم لم تموتي قبل أن تغادري باب المقبرة ، أنت نصف ميتٌ على قيد النصفُ حياة ، بنصف أكسجين ، كيانك يُشبه عود الثقاب ورائحتك تُشبه احتراق البلاستيك والبراز ،  لستِ طبيعية  وذهابكِ إلى العيادة أمرٌ كارثي ، أرجوكِ  لا تنمصي ما تبقى من وبر رأسك ، لا تدوري حول طاولتك البالية لتُخيفي الحائط والمُوظفات، لا تفكري حتى ، أطيعيني فقط ، لأن لا يُمكن أن تنالي هذه النصف حرية التي تُتيح لك الترنح حول مكتبك مِثل سكران مُصابٌ بتسمم فرط الشرب بعد أن تعرفي بأن ليس لديك سوى رئة مُخاطية واحده عفنة وغير ذلك مُصابة بسرطان خبيث في الشعب الهوائية كونها تعيش في عود جسدك الكبريتي فرئتك الأخرى سقطت سهواً منك بين المقابر ، ولكن أقسم لك بأنها تصلي في كُل ليل طويل وتغني مع الأموات متمنية بأن لا تجديها أبداً ، أن تنفجر حويصلاتها وتنصهر وكأنها لم تكن ، فذلك أفضل من أن تسكن هذا النصف جسد العاري من الإنسانية المُفخخ بالحيوانية الخاص بك ،  وأنا أتمنى بأن تنكسر تلك القصبة الهوائية اللعينة التي تقف مثل جبل قميء عظمي وتتعاطى كل ذلك النصف اكسجين الذي يتحول ببساطة إلى مخاط يُشبه لعابك البرتقالي الذي لا تتوقفين لأبتلاعه حينما تثرثرين  مع أحدى الموظفات وتواصلين الكلام عن نفسك النجسة وتدعين النرجسية دائماً ، أعرفكِ بأن النرجسية لا تسمح لقدمها بأن تطأ جسدٌ غير كامل ومفخخ بقنابل الجنون والصرع، أنت تُثيرين تقززي بذلك ، لن أسامحك على قلة احترامك لذاتك وعلى درجة الوساخة التي وصلت إليها. أثرتي غثياني وغثيان الوجود بوجودك، ولكنني سأثير الموت المحتوم بك، لأجدك بعد ساعات وصلت إلى منزلته تحت الأرض ، أعدك بها .
الشمطاء أزمقبرة لا أعرف من الذي قرر أن يكون حاذقاً بشكل غبي مُثيرٌ للشفقة من والديك ويطلق على هذا الوجه الذي يُذكرني بشكل أمعاء الحيوانات العاشبة الطويلة في درس الأحياء في المرحلة الثانوية أسم أزميرالدا، تذكرين حينما اعترفت لي بميولكِ نحو الشيطان ، نجاستك وحقدي تجاه تلك النجاسة حولاني إلى شيطان أخرس ولكنه كاتب خبيث ، هو من سِتعبدينه الأن بعد أن اعترفت لي بذلك ، أنا لستُ لعبة لحوت أزرق ، لن أهددك بوالديك السمينين اللذان يصلون من أجل المزيد من زبد الفشار لأنني أعرف يقيناً بأنك عبء على وجودهم الاجتماعي وحضورهم  وبأنهم سيبيعونك في ماخور ألماني مُقابل كيلو من حبوب الفشار، وأعرف بأنك لن تبالي بهم ، فقد قُلتي لي في ساعة إحباط بأن لو كان لك خيار لقتلتهم بمسدس الصيد الذي يخص جدك المسجون بتهمة الصيد الغير شرعي  ، ما رأيك أن تعدي كم مرة تحدثت عن هيكل الموت وشؤونه الخاصة والعامة  في السطور السابقة، وعن مكانته الاجتماعية ومنزله القرمزي القريبة أنتِ منه ؟ أعرف الأن بأنك تهرشين رأسك مجدداً فتلك المصطلحات تجعلكِ غبية أكثر من اللازم.. وأيضاً أريد أن تعدي كم مرة نبهتك بطريقة مُباشرة أو غير مباشرة بأن الموت هو الحل الأقرب لأمثالكِ.. لا تترددي في قرع جرس بابه ، فهو أنتهى من طلاء الكوب الخاص بك بالسم.
والسبب الذي حرضني كثيراً كثيراً على فكرة قتلك بأي أسلوب كان من الأساليب الكتابية أو الفعلية هو عندما سمحتِ لنفسك بأن تعترفي برغبتك فيّ ! من أنت لكي تقفي في رقعتي أو تتجرأين علي.
-     أريد أن أجرب فقط.
سأجعلك تندمين على هذه الجملة بالحرف الأن ..
 .. فحينما مثلتِ بأن أركانك العظمية انتحبت في تلك اللحظة خوفاً مني بأن أرفع دعوى ضدك وبعد أن قررتُ بغباء لحظي أن أسامحك أخبرتك بأنني أمقت الشواذ ولكنني سأثبت لك اليوم بأنني لا أمقتهم فقط وأنما أنا أقتلهم أيضاً .
فبعد أن عادت المياه تجري ولكنها بالتأكيد لم تعد إلى مجرها أبداً ، وبعد إنكارك لعدم كونك شاذة كررتِ الفعل في حق تلك الفتاة الأسبوع الماضي.
أنا لا أعمل معك في تلك الشركة ولكنك تعرفينني جيداً ، أنا أراقبك مثل الموت تماماً.
لذلك يتوجب علي أخبارك بأن الموت حق وواجب على أمثال فتات البشر منك .
أنت تقترفين الذنب مُجدداً في حق تلك الفتاة المُستجدة والتي أخبرتني تفاصيل ملامحها المستاءة عن هول ما اقترفته.
أنا رأيتك ترمقين جسدها ورأيتك أيضاً تنظرين بأمعان إلى شفتيها .. لم يكن هُنالك شيء ساخن حولي ، لذلك لم أستطيع التصرف ، لن تريني ولكنك بالتأكيد ستحترقين بالدرجة الثالثة.
بالمناسبة.. السؤال الذي دائماً أريد أن أطرحه عليك، هل دققت النظر في وجهك الحشري جيداً؟ هل تظنين بأن أي فتاة كانت.. تُريد أن تُجرب شيء مع وجه مُشرد ومومس، لا أعتقد ذلك ، ولا أعرف إن كُنت تتعاطين حبوب ال دي أم تي التي جعلتك أقرب إلى أشكال الأموات أو الفلاكا التي جعلتكِ فيما بعد تستلطفين فكرة necrofilia.
أسرارك التي كانت في بئر طفحت من هول المخاط الذي يسيلُ من مساماتك الخضراء.
سمعت المديرة تتحدث في الهاتف معلنة عن استيائها منكِ وعن عدم جدوى العمل الذي تقومين به وعن اكتشافها لرسائل التحرش التي كُنت تدسينها في حقائب الموظفات الفارهة .
أنتِ مكشوفة مِن جميع الاتجاهات وفاشلة إلى الحد الذي يجعلني أصبح شيطان عليك وأقودك إلى الجحيم .
أنا لستُ ريتشارد راميريز ( المتلصص الليلي ) ، المخنث جيفري دامر أو المومس أيلين ورنوس أنا الحوت القرمزي .
قُلتِ ذات مرة بأنك أيمو بشكلِ أو بأخر ، هل تعرفين بأن الأيمو يحتاجون إلى مساحيق سوداء كي يطمسوا جمالهم بالبشاعة .. أنت لا تحتاجين إلى ذلك لأنك بالأصل بشعة قلباً وقالباً ، كجرذ مصاب بالسيلان .. لذلك سأخاطبك كجرذ الأن تحمليني قليلاً ..
أيها الجُرذ الذي يضع طلاء الأظافر الأسود المُصاب بالمرض والمخاط لا تكن بخير ألعن ذاتك ورئتك وبولك وأنصهر إلى اللاعالم الآخر كُن عالقاً بين الجوفين ، أرحل سريعاً وستتمكن من رؤية العالم الأول  اللامبالي بك . كُن أكثر نُضجاً وترفع عن الدرجة الدنيا في التخلف وأذهب إلى الجحيم.

عزائي السمين لك يا أزميرالدا أقصد أزمقبرة  :الحوت القرمزي.

-     يا ألهي؟
-     ماذا بك ؟
-     سيدي ، أنا واثقٌ بأن الكاتبة حصلت على حزام أسود في فنون القتال الكلامي ، فهي مُدركة بشكل كامل لتفاصيل هذه التي أطلقت عليها لقبُ أيمو ، هذه الكلمات كارثة ، لا يجب أن تسقط بين يدين والديها.
-     ههههههههه
-     ما بك يا سيدي؟
-     من قال لك بأنهم مُبالون بأمرها، أرجو منك بأن تُلقي فقط نصف نظرة على غُرفة المعيشة الصفراء تلك لكي تتأكد من كلامي ، أولئك الباردون جنسياً يشاهدون الأفلام الخليعة ويأكلون الفشار البائت الذي شبع منه الذُباب ، ويحتسون الخمر الدافئ وكأنه نخباً لخلاصهم من النصف عار.
-     أصبحت تتحدثُ مِثل الكاتبة يا سيدي بلغة النصف.
-     لحظة قبل أن أنسى .. كيف عرفت بأنها كاتبة .
-     لأنها ببساطة تحدثت عن الشذوذ وذلك لا يحدث إلا بين شخصين من نفس الجنس.
-     برافو يا جاد ، أنا فقد كُنت أختبر قُدرتك.
-     ما هذا؟
-     ما بك يا جاد ؟
-     أنظر يا سيدي أنها أوراق أخرى أسفل الضحية..
 - ناولني أياها.
- مكتوب عليها خِطة تحضير الموت.
-     ماذا تقصد ؟
-     لنرى.













-     صَدِقت
-     ماذا تقصد يا سيدي.
    * يرمقُ الأيمو بتقزز* ثم يقول : الجحيم أحياناً يكون رائعاً بحق مِن وجهة نظرنا لأننا وببساطة نتذكر بأن هذا المكان الذي سيُخلد فيه كُل إنسان غير نظيف أثار اشمئزازنا ولكن لدي تعقيب على خِطتها التحضيرية فهي غير مُنظمة بشكل جيد ومليئة بالأخطاء الأملائية.
 * يحدق في سيده متسائلاً * : ماذا نفعل الأن يا سيدي ؟
- قبل أن نفعل شيء سأخبرك بسر .
- تفضل يا سيدي.
- أنها معلمة  سيئة في كتابة الخطط .
- ماذا!
- * يتثائب ويهرش ذقنه في كسل * لا يهم.
- ماذا نفعل يا سيدي الأن ؟
- هل القصة أو ورقة التحريض المذكورتان في الخطة موجودتان؟
- لا يا سيدي.

- * مط شفتيه مُعلناً عن سعادة * : اذاً فلندمر هذه الأوراق و    نغلق الملف .

*يسأل متعجباً* ثم!
- نأكل البيتزا.



قلم : وميض
تويتر geneourla

No comments:

Post a Comment