Saturday, March 25, 2017

المهزلة الحيوبشرية


هُناك دائماً حلاً منطقياً للأشياء وللا أشياء ..
هُنالك دائماً تفصيل للظواهر والمشاعر والخوراق في دواخلنا ..
كُل تيةٍ فينا تملك تفسيراً لوجودها .. يكفي أنها خُلقت لتحتضن الأغبرة ورائحة الذكريات والرطوبة  .. هذا سبب وجود كافي ومنطقي ويُمكن الإقتناع به ..
عُموماً.. أنني أعاني مِن غربة .. هذا الإقتراب من الأجساد الحيوبشرية يخنق عُزلتي وتفاصيلها الذهبية
أنهم يسببون لي حساسية في الجيوب الأنفية بسبب أبخرة أفواههم الصدئة .. التي تُثبت مدى نجاسة أرواحهم..لأن أرواحهم مليئة ببول الفئران وفضلات الكلاب الضالة المسعورة .. أنهم كتلك الكلاب فعلاً ، أنهم يتوهمون بأنهم بشر ، هم كلاب تنبح على بعضها وتلتهم حصة بعضها وتتبول في العراء ولكن وقوفاً وبخصوصية.. هم هكذا وأنا أمقت هذه التفاصيل وأيضاً أكره الرائحة الصفراء تلك .. أنهم كُسالا .. متيمون بالذباب والشوربة الفاترة ، أنهم يلعقونها ، أنهم يكرهون الدفئ والبسكوت الساخن مع الحليب أو حتى القهوة الداكنة .. أنهم ينكرون فضيلة القهوة على الغلاف الجوي الذي يحيط بهم ، يمقتون رائحتها ولكنهم يحبون رائحة أجسامهم ، لا يغتسلون ، الدليل على الجنابة في كُل مكان ، أنني في أرض جائعة مُتعطشة للرذيلة وأعتقد بأن الغيمة السوداء تلك التي تسكن طبقة التربوسفير تحديداً مُتعطشة للعقاب .. عموماً أنني أحاول أن  أأخذ بأساليب الوقاية  لأحافظ على العزلة التي خلقتها لنفسي ، ألغيت المفتاح الأضافي وأحتفظت بمفتاحي الخاص في صدريتي لأنني على وشك الأختناق مِن وجودهم أنهم ليسوا مُجرد عابرو سبيل عاديين ، أنهم وحوش ضالة على هيئة كلاب وربما كلاب في داخلها مشاعر وقلب وحوش سوداء ، أنني أجهل حتى ماهيتهم .. هُنا لايُمكنك أن تجد فُرشاة أسنان أو معجون في السوبر ماركت ، كُل ما ستجده هو واقٍ ذكري رخيص وحبوب منع الحمل مُنتهية الصلاحية وأدوية غير مُرخصة للسيلان وغيره من الأدوية التي تعالج الأمراض الأنتقالية ، أرجوك لا تضطرب ، أنك بعيد كُل البعد عن هذا السفاله، أتمم قراءة ما أكتب ..

أتعرف عزيزي المُضطرب ، لكل شيء علاج .. حتى وإن فرغ السوق منه ستجد ما يساعدك ، أنا وجدت مايساعدني في سرداب والدي .. وجدت مايساعدني على الثبوت في اللامكان .. صدقني حينما يلفح رأسك اللا إستقرار وتشعر بأن تلك الستائر والأبواب لا تُرحب بك كما أن الأريكة تسقطك مِنها كلما قررت أن تنام عليها ستجد ما يسعفك ، تحتضر أقدامك كُلما حاولت الثبوت .. درجة حرارة جسدك مُرتفعة ولكنك حينما تضع تِلك الكُتب گگمادات على رأسك ، ترتشف كلماتها وتُعانق مساماتك رائحتها ، ستشفى .. أنا أجزم بهذا ، سترضى عن واقعك لأنك لن تسكن فيه بعد الأن وستختفي في كُل يومٍ مع كتاب في سردابك الخاص ، هذا هو الحل المنطقي لهذه المهزلة الحيوبشرية.

وميض
تويتر :geneourla

No comments:

Post a Comment